تقارير ومقابلات

التغيرات المناخية تفاقم معاناة النازحين في مخيمات النزوح باليمن

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

شكلت التغيرات المناخية وموجات البرد القارسة اواخرهذا الشهر ديسبمبر 2023 من أهم التحديات التي تضاعف معاناة النازحين في مخيمات النزوح بمأرب وغربي محافظة حجة. حيث تواجه الأسر صعوبة في التأقلم مع الأجواء الصعبة في ظل نقص المساعدات المنقذة للحياة.وتواجه الأسر أوضاعاً معيشية مأساوية ومتردية، فهي تعاني من نقص كبير في المواد الرئيسة والبنية التحتية في مخيمات النزوح؛ فجميع الأسر المتواجدة في المخيمات خصوصاً في مناطق محافظة مأرب ومديرية عبس وخيران في محافظة حجة تسكن في خيام وأنواع من المأوى المتهالك غير المجهزة لمقاومة الظروف الجوية الصعبة.ومع دخول فصل الشتاء لهذا العام والذي بدأت قسوته في اوائل ديسمبر تتكرر المعاناة، فأجساد الأطفال وكبار السن والمرضى لا تقوى على تحمل البرد القارس المميت اما المخيمات التي تقع تحت سيطرة المليشيا الحوثية فمعاناتها اكبر واشد
النزوح والتغيرات المناخية
وفي آخر تقرير اممي عن النازحين في اليمن كشف أن نحو ثلثي النازحين داخلياً في اليمن خلال العام الجاري 2023 نزحوا جراء التغيرات المناخية وما صاحبها من أمطار وفيضانات.وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) باليمن في أحدث تقرير له عن الوضع الإنساني في اليمن، إن الفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي في نزوح ما نسبته 77% من إجمالي أكثر من 300 ألف شخص نزحوا حديثاً أو بشكل ثانوي في البلاد، خلال الفترة بين يناير ونوفمبر من العام الجاري 2023.وأضاف التقرير أن اليمن يعاني من تفاقم آثار تغير المناخ، حيث تؤدي الكوارث الطبيعية الناجمة عنه إلى زيادة التحديات الموجودة مسبقاً للأزمات، ويعد المحرك الرئيسي للاحتياجات وتسريع حالات الطوارئ الإنسانية، كما أن هذه الكوارث تشكل تهديدا كبيرا لحياة العديد من المجتمعات المحلية وسبل عيشها ورفاهها.
وأشار إلى أن اليمن شهد في السنوات الأخيرة زيادة في حدوث الأعاصير المطرية وشدتها ومدتها، فبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي خلال الفترة من 2001 إلى 2019، زادت الأعاصير في بحر العرب بنسبة 52% في تواترها، و80% في مدتها، وازدادت شدتها مقارنة بالفترة التي سبقتها قبل عقدين من الزمن، الأمر الذي أضفى على الأزمة الإنسانية في البلاد المزيد من التعقيد.وأوضح التقرير أن إعصار تيج الذي ضرب المحافظات الساحلية الشرقية لليمن (المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى) في أواخر أكتوبر 2023، جلب معه أمطار غزيرة وفيضانات ورياح قاتلة أثرت على أكثر من 18 ألف أسرة، وتسبب بتدمير العديد من المنازل، وتهجير آلاف العائلات، وإتلاف وتدمير مواقع الأسر النازحة بالفعل، وتعرضت البنية التحتية العامة لأضرار كبيرة، مما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، وبروز حاجة كبيرة للمساعدة

تحذيرات متكررة

وتحذربشكل متواصل الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية والإنذار المبكر المواطنين من تأثير الطقس البارد والجاف خلال الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر في عدد من المحافظات، بما في ذلك صنعاء وعمران، صعدة، ذمار، البيضاء، وأجزاء من أب والضالع.ومن المتوقع أن يكون الطقس باردًا نسبيًا في المرتفعات، مثل تعز، لحج، أبين، شبوة، حضرموت، وغرب مأرب والجوف. كما ستكون الرطوبة منخفضة في المرتفعات الغربية والبيضاء وغرب الجوف ومأرب وشبوة وجبال أبين، وتتراوح بين 20% إلى 45%.
وتنبه الهيئة المواطنين، وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال والعاملين والمزارعين، إلى آثار الطقس البارد والجاف في المناطق المشمولة.
كما تحذر الهيئة مستخدمي البحر والصيادين من اضطراب البحر وارتفاع الموج في الساحل الغربي ومدخل باب المندب وغرب خليج عدن وأرخبيل سقطرى.وبناءً على ذلك، يُنصح المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الظروف الجوية، واتباع توجيهات السلامة العامة المقدمة من الجهات المعنية.
مأساة حقيقية
تعتبر مأساة النازحين داخل اراضي الجمهورية اليمنيةمن اكبر المآسي التي شهدتها البلاد منذ بداية الحرب التي تسبب بها الانقلاب حيث تنتشر مخيمات النزوح في بؤر التوتر والصراع وتكون بعيدة عن وصول الخدمات العامة والطبية ومع تغير المناخ هذه السنة “سيول وامطار غزيرة وإعصار في الجنوب وشدة الحر غربي حجة وقسوة البرد في مأرب “تستدعي هذه التغيرات وقفة جادة وانسانية من المنظمات العاملة والمعنية بشؤون النازحين حيث يتواجد في مأرب 204 مخيم للنازحين موزعة على عدد من المناطق، معظمها في مناطق “مأرب الوادي”، ويسكن في تلك المخيمات 63674 أسرة، بعدد أفراد يزيد عن 445 ألف نسمة، من بينهم أكثر من 43 ألف طفل ما دون الخامسة، و184 ألفا ما بين 6 – 18 عاماً. في حين يبلغ عدد كبار السن ما فوق 60 عاما نحو 9 آلاف شخص.ووفقاً لقائمة الاحتياجات الشتوية المعلنة من قبل الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في مأرب، يحتاج أكثر 95 بالمائة من النازحين إلى ملابس وحقائب شتوية ودفايات، و83 بالمائة إلى مأوى انتقالي أو إعادة تأهيل أو إصلاح وصيانة.وأشارت القائمة إلى أن نحو 89 ألف أسرة نازحة في مأرب سواء في المخيمات وخارجها تحتاج إلى سلل غذائية خلال فصل الشتاء، وأكثر من 270 ألف أسرة للمياه الصالحة للشرب والاستخدام؛ وأكثر من 32 ألف أسرة لمشاريع سبل العيش.في قطاعي الصحة والتغذية، أوضحت قائمة الاحتياجات الشتوية للنازحين في مارب أن هناك 48 ألف طفل يعانون من أمراض سوء التغذية ويحتاجون إلى مساعدات خلال فصل الشتاء. إلى جانب احتياج مخيمات النزوح 99 عيادة ثابتة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لسكان المخيمات.وفي محافظة حجة هناك 6 تجمعات كبيرة لإعداد كبيرة من المخيمات اهمهامخيمات عبس والمزرق في حرص ومديرية خيران كل هذه المخيمات تستدعى تدخلات عاجلةواستجابة انسانية فورية بسبب نقص الامدادات ومع ان السلطة المحلية في مأرب تقوم بجهد كبير لاحتواء تلك الاحتياجات الا ان العمل وتغطية الإحتياج يكون حسب الممكن ومايتوفر لدبها من امكانات بالنظر لحجم الاحتياجات الكبيرةللنازحين في محافظة مأرب وكانت الوحدة التنفيذية اوضحت أن كل المؤشرات تنذر بخطر وشيك في ظل تضاؤل وتقلص المساعدات الإنسانية، وقالت: “في العامين الماضيين فقد عدد من سكان المخيمات وخاصة الأطفال وكبار السن والمرضى حياتهم بسبب مضاعفات البرد المميت”.
وأكد تقرير الوحدة أن إمكانيات السلطة المحلية في مأرب والتزاماتها تفوق الاحتياجات التي تتضاعف في ظل الضغط المستمر على الخدمات الأساسية”، داعياً المنظمات الإنسانية والجهات المانحة لتوفير مأوى آمن ودافئ وملابس ومعدات تدفئة للنازحين، وتحسين الهياكل التحتية في المخيمات لضمان مقاومتها للظروف الجوية القاسية. وكذا توفير وسائل تدفئة فعالة وآمنة وتلبية احتياجات النازحين وضمان حياة كريمة وآمنة لهم خلال هذا الوقت الصعبويعاني سكان مخيم المعاشير من أوضاع مأساوية نتيجة افتقارهم لأدنى للمقومات الأساسية من أغذية وملابس شتوية، خاصة في ظل موجة البرد الشديدة هذا العام،2023
يقول مطيع على/ نازح من مديرية نهم. اجتمع علينا ثالوث النزوح والبرد ونقصان الخدمات الطبية ويضيف نعيش في ظروف مأساوية نتيجة ازدياد في موجات البرد القارس مع نقص في الخدمات الطبية خاصة الأسر التي تحوى اكثر من 5 اطفال ودعا مطيع الجهات الحكومية المختصة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى سرعة إنقاذ النازحين وتوفير السكن اللائق لهم وتقديم المساعدات الغذائية والنقدية والمياه الصالحة للشرب وتوفير ملابس شتوية لمواجهة البرد الشديد.
ولفت كذلك إلى أن عددا من كبار السن كانوا يعانون من أمراض مزمنة أوالتهابات صدرية توفوا أو لا زالوا يعانون بسبب البرد الشديد.وتحتضن محافظة مأرب، خاصة المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، أكبر مخيمات النزوح في اليمن، ويقطن هذه المخيمات آلاف النازحين فيما تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين يمني نزحوا من منازلهم جراء الحرب المستمرة بين القوات الحكومية مليشيا الحوثي الارهابيةومازالت موجات النزوح متواصلة في مناطق مختلفة من اليمن مع استمرار الانتهاكات الحوثية في البلاد وغياب أي أفق للحل السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى