التوفيق مدحاً وذمّاً
بقلم / الشيخ. د محمد بن موسى العامري *
التوفيق كلمة عزيزة ، لم ترد في القرآن إلا مرتين، إحداهما في سياق المدح والإصلاح ، والأخرى في سياق الذم والإفساد .
المدح :-
في قوله تعالى ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ….) وخلاصة التوفيق هنا يعني إعانة الله للعبد وتسديد أموره ، وانشراح صدره لقبول الحق ، وتيسير الأسباب المعينة له والتوفيق بيد الله سبحانه لا بيد غيره
الذم :-
في قوله تعالى ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا )
والمراد أنهم يحلفون- المنافقون – حال صدودهم وإعراضهم عن ما أنزل الله بنبل غاياتهم وأنهم لايريدون إلا إحساناً وتوفيقاً وفي هذا المسلك النفاقي ما يفيد فساد المقاصد المتعارضة مع مراد الله .
ويمكن تلخيص مزاعم الإحسان والتوفيق بالأهواء خارج إطار الوحي في صور منها :-
أ- علم الكلام والفلسفة ، عند من يجعلونه ميزاناً لتقرير الحقائق العقدية والعلمية ويعارضون النصوص بمزعوماتهم العقلانية ولايسلمون بها بحجة أن عقولهم – العقيمة – لم تتقبلها .
ب- الأقيسة الفاسدة التي يقدمونها على المحكمات .
ج- أقوال الشيوخ والقيادات والمرجعيات والأذواق والوجدان التي يقدمونها على الشريعة .
د- دعاة العلمنة الزاعمين تعارض الدين مع العلم والتنوير والتقدم ، موهمين الناس أنّ التطور والمدنية مرهونة بالتخلي عن أحكام الاسلام وتعاليمه على غرار موجة الإلحاد في الغرب بسبب تحريفات الكنيسة وأحبارها ورهبانها .
وجميع هذه الفئات ومن على شاكلتهم عن الصراط لناكبون ، فالشرع المنزل لا يتعارض مع المصالح المعتبرة ولا مع الأذواق السليمة ، ولا الأقيسة الصحيحة ، ولا حقائق العلم .
نعم إنّ التدين المشوب بالتحريف والإبتداع والخرافة بريد الكفر والإلحاد ويتنافى مع الحقائق العلمية ، والتطور والتنوير ، وكذلك المصالح المهدرة أو الملغاة تتعارض مع الشرع ، ومثلها العقول والأقيسة الفاسدة والأذواق الشيطانية .
*رئيس الهيئة العليا لإتحاد الرشاد اليمني