مقالات

الثلاثون من نوفمبر.. موعد مع النصر

بقلم /معمر الارياني

نحتفلُ اليومَ بالذكرى الثالثةِ والخمسين لثورة الثلاثين من نوفمبر المجيد 1967م، اليوم الذي أجبر فيه اليمانيون الإمبراطوريةَ التي لا تغيبُ عنها الشمس أن تغادرَ منهزمة أمامَ إرادةِ الشّعبِ اليمني الذي ناضلَ عقودًا من الزمنِ لاستعادةِ استقلاله وحريته بإباءٍ وشُموخ لا يلين، ليغادر آخرُ جنديٍ أمامَ إرادة اليمنيين الذين استبسلوا كفاحًا من أجل الوطن، وقدموا الغالي والنفيس من أجل هذه اللحظة التاريخية التي ولد فيها الشعبُ من جديد، ويحتفلُ الأبناءُ اليومَ بهذا الميلاد.
إنّ الوفاءَ لأيامنا الوطنية الخالدة ــ ومنها نوفمبر المجيد يقتضي الوفاء لتلك الدماء الزكية والأرواح الغالية التي قدمها آباؤنا وأجدادنا الأوائل، ومن معالم وملامح هذا الوفاء السّـير على نهجهم في الحفاظ على الدولة، والسّعي حثيثا اليومَ لبناءِ اليمن الاتحادي الذي يضمنُ العدالة والمساواة والتنمية، وصولا إلى منظومة الحكم الرشيد التي ينشدها كل اليمنيين. ولن يكون ذلك إلا برص الصفوف وتعاضد الجهود وتوحيد الكلمة خلف قيادتنا السياسية، ممثلة بفخامةِ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي يحفظه الله، والذي يقود معركة استعادة الدولة بدعم واسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة الاشقاء بالمملكة العربية العربية السعودية من عبثِ مليشياتِ الكيانِ الكهنوتي الحوثي الايراني الفارسي البغيض، والذي يسعى لتقويض أمن واستقرار اليمن والمنطقة أجمع.
وحتمًا سيأتي اليوم الذي سينتصر فيها اليمانيون مرة أخرى لإرادتهم وقد أزاحوا عن كاهلهم عبء هذه المليشيات الكهنوتية، منطلقين في بناء دولتهم الاتحادية من الوثيقة الوطنية الجامعة، متمثلة في مخرجاتِ مؤتمرِ الحوار الوطني الشّاملِ التي تمثلُ روح اليمنِ وتطلعاتِ الجيل الجديد منه، والتي رعاها وأشرفَ على صياغتها فخامةُ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
نستشعرُ في هذا المنعطفِ التاريخي الاستثنائي أهميّة الدور المنوطِ بنا خلالَ المرحلةِ القادمة، في بناء اليمن الاتحادي الذي يضمنُ لأجيالنا القادمة العيشَ بسلام، بعيدًا عن حروب الأمسِ العبثيّة التي لا يزالُ دخانها اليومَ قائما، وندرك ــ بيقين ــ أنّ الدولَ لا تقومُ إلا بعد أن يستشعرَ أبناؤها أهميتها، ويدركون مدى الحاجة إليها، وفقًا لنظرية الاستجابة والتحدي.
الثلاثون من نوفمبر المجيد 1967م ليس مجرد حدثٍ يمضي أو ينقضي؛ بل ذكرى عزيزةٌ على نفوسنا، نستلهمُ منها ما ينبغي أن يكونَ ونحنُ بصددِ استعادة الدولة اليوم، وستظل كذلك مشعلا متوهجًا وروحًا متقدة بالكفاح والصُّـمود جيلا بعد جيل.
سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، هذه الثلاثي المتوالي، والذي يكمّلُ كلٌ منه الآخرَ هو إرادةُ الشّعبِ اليمني العظيم الذي قررَ فيه استعادةَ ذاته الحضَاريّة التي يعرفها وتسري بين عروقه، ولا تزالُ مسيرتُه إلى اليوم متواصلة وروحُه متقدة بالنضالِ والكفاحِ حتى تزهرَ كلُّ أمانيه غدًا وبعد غد، وحتى ينعمَ بالدولة المستقرة الآمنة التي ناضلَ طويلا من أجلها..
 
المجد لليمن، والرحمة للشهداء ، ونوفمبر مجيد، وكل عام وأنتم بخير..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى