محلية

“الجارديان” تنشر تفاصيل لقاء مواطن يمني بمسؤلي مجلس الأمن القومي الأمريكي..ويسألهم عن قتل الطائرات الأمريكية لأقاربه

اليمني جابر يروي قصة مقتل أقربائه بطائره أمريكية بدون طيار
اليمني جابر يروي قصة مقتل أقربائه بطائره أمريكية بدون طيار

الرشاد برس-خاص

التقى مهندس البيئة اليمني فيصل جابر مسئولين في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي ليعرف لماذا قتلت الطائرات أمريكية بدون طيار شقيقه و ابن أخيه في غارة جوية في أغسطس/آب 2012م ؟!

وأوردت صحيفة ” الجارديان ” البريطانية ووسائل إعلام غربية أخرى قصة فيصل بن علي جابر المهندس الحضرمي النحيل الذي يبلغ من العمر 55 سنة والذي أستطاع في الأسبوع الماضي في واشنطن أن يلتقي مسئولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي بعد محاولات عديدة منذ فترة طويلة مع المسئولين في البيت الأبيض، ليحصل على تفسير أمريكي لمقتل صهره وابن شقيقه الذي قتلا في أغسطس آب 2012م عندما أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار أربعة صواريخ عليهم .

ويروي مراسل الجارديان في واشنطن Spencer Ackerman والذي كتب قصة جابر : في الاجتماع ترك المسئولون جابر ، كما قال، من دون الإجابة على أسئلته ، لماذا قتلت الطائرات الأمريكية شقيقه وهو إمام جامع حارب تنظيم القاعدة فكريا في منطقة خشامير بحضرموت؟!  كذلك لم يعطه مسئولو الأمن القومي الأمريكي تفسيرا لمقتل ابن أخيه شرطي المرور ؟!

“هؤلاء الناس لم يأخذوني على محمل الجد “، وقال جابر من خلال مترجم في ستاربكس في جنوب غرب واشنطن انه عائد إلى اليمن.

وأضاف جابر : ” لقد جئت وكل همي أن يستمعوا إلى قصتي ، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ وماذا سيحدث بعد أن أغادر الولايات المتحدة، ولكني شعرت أن الناس الذين التقيت بهم استقبلوني بلطف وعلى المستوى الشخصي ربما يشعرون بالأسف و اعتذاري، ولكن لا يوجد شيء بعد ذلك. “

وبحسب ” الجارديان ” فقد أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن أنها حضرت اللقاء مع جابر الاجتماع ولكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية .

جابر مهندس البيئة الذي يعيش في صنعاء وكل محاميا من مجموعة حقوق الإنسان في المملكة المتحدة “ريبريف” وقال : انه لم ير أو يسمع طائرة بدون طيار قبل العودة إلى بلده خشامير لحضور حفل زفاف ابنه في أغسطس آب العام الماضي .

  • كيف قتلت الطائرات الأمريكية أقاربه

ويروي جابر قصة قتل طائرة أمريكية بدون طيار لصهره أبن أخيه حيث يقول : ( في اليوم التالي سمع أزيز محرك لطائرة بدون طيار في سماء تلك المنطقة التي عاش سكانها تحت رعب طلعات طائرات بدون طيار ” لمدة الأشهر السابقة.

“رأيت وميضا من الضوء ” قال جابر ثم سمعت صوت مدو لانطلاق صاروخ ثم ” دوى صوت انفجار ضخم جدا “.

كان الانفجار قد حدث قرب المسجد الذي يعمل أخيه سليم إماما وخطيبا وكثيرا ما انتقد سليم تنظيم القاعدة وممارساته في خطبه ومحاضراته .

بعد قليل وصل ثلاثة رجال من قرية أخرى ولا يعرفهم وطلبوا  لقاء سالم كان أبناء منطقته حذرين من الغرباء إلا أن ابن شقيق جابر ، وهو شرطي مرور التقى مع هؤلاء الشباب وفي حين كان الناس يشاهدون مكان الانفجار بجانب المسجد تحدث الرجال الأربعة قرب شجرة النخيل القريبة.

كان ذلك حيث ضربت الصواريخ الأولين.

لم ير فيصل جابر ما حدث وقت وقوعه إلا أن ابنه الذي يدرس القانون كان واحد من المتفرجين ، وروى له ما حدث بالتفصيل.

ويواصل جابر سرد القصة : وجاءت الضربات الأولى في تعاقب سريع لقد كانت الضربات متتابعة ، ولم أستطع أن أصل مع الناس الذين هرعوا للمساعدة بعد الضربة الأولى لم يكن لدي الوقت الكافي للوصول إلى مكان الحادث قبل وقوع الصاروخ الثاني ، والذي حول الجميع إلى أشلاء ، ضرب صاروخ ثالث السيارة والصاروخ الرابع محا معالم أحد الشباب والذي كان مسندا ظهره على النخلة .

ويضيف جابر من الممكن و الضربات التي تستهدف الغرباء أن الثلاثة الشباب كانوا في عداد المشتبه بهم و انه هو منزعج من عدم وجود إجابات لدى عند مسئولي الأمن القومي الأمريكي وغيرهم من الأمريكيين.

 

  • رعب بسبب الطائرات الأمريكية بدون طيار

خلال الأسبوع الماضي التقى جابر مع مشرعين مثل جورجيا الديمقراطي هانك جونسون واشنطن الديمقراطي جيمس ماكغوفرن ؛ العاملين في السلطة القضائية في مجلس الشيوخ ولجان المخابرات ؛ وناشطون مثل كود بينك ، الذي ساعده في الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية .

“الجميع يعيش في حالة رعب تام” قال جابر عندما سئل عن كيف يعيش أبناء اليمن تحت تهديد الموت الذي يهطل من هجمات الطائرات بدون طيار ، التي أطلقتها وكالة الاستخبارات المركزية و قيادة العمليات الخاصة المشتركة في اليمن.

وكان فارع المسلمي ، وهو صحفي يمني (23 عاما) وناشط حقوقي الذي التقى أيضا مسئولون في البيت الأبيض حول الطائرات بدون طيار في ابريل نيسان وقدم شهادته حول الأمر قائلا : ” السرد كسر القلب ” جابر كان معروفا في اليمن.

  • القاعدة والضربات الطائرات الأمريكية

قصة جابر الذي فُجع بمقتل أقاربه بطائرات أمريكية بدون طيار تعد مثال واضح كيف أن معظم الفوائد من ضربات الطائرات بدون طيار الذهاب يجنيها تنظيم القاعدة في الواقع بحسب المسلمي.

منذ مقتل أقارب جابر ، تعهد أوباما علنا بكبح جماح ضربات الطائرات بدون طيار وترشيدها إلا أنها توسعت و انتشرت في المناطق القبلية في باكستان وصولا إلى اليمن والصومال وليبيا و أماكن أخرى، كما تعهد أوباما كذلك توفير المزيد من الشفافية عنهم.

جابر هو على استعداد لإعطاء أوباما تأكيدا عن قتل الطائرات الأمريكية بدون طيار للمدنيين .

وأضاف جابر : “إذا قال أي شخص انه ذاهب إلى الاعتراف و الاعتذار عن هذه الضربات ، والقتل للمدنيين كسياسة خاطئة فقد في البداية  أصدقه ” وقال جابر “، حتى أرى تصرفاته هل سوف يثبت ما إذا كان ما يقول على حق أو العكس”

  • رسالة جابر لهادي وأوباما

كتب جابر رسالة مفتوحة إلى باراك أوباما أثناء لقاءه بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ولم يتلق أي إجابات وكانت زيارته لواشنطن للحصول على تفسير أو اعتذار أو إجابة .

خاطب جابر أوباما هادي عبر رسالة نشرها موقع “التغيير نت” وجاء فيها :

لقد عانت عائلتي شخصيا في هذه الشراكة ( يقصد الشراكة الأمريكية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب)  فمنذ عام مضى في أغسطس/آب، حيث تسببت إحدى غارات الطائرات بدون طيار على قرية أجدادي بمقتل صهري سالم بن على جابر، وابن أخي وليد البالغ من العمر 21 عاما.

إن صمتكما أمام هذه المظالم يجعل الأمور أكثر سوءا إن كانت الغارة خطأ، فإن عائلتي – مثل كل العائلات المفجوعة سابقا – تستحق اعتذارا رسميا.

وختم جابر خطابه للرئيسين : بكل احترام، أنتما لا تستطيعان الاستمرار بهذه التصرفات وكأن موت الأبرياء أولئك في عائلتي لا يهم إذا رفضتما كرئيسي الولايات المتحدة واليمن أن تهتما بالمشاعر الشعبية العارمة في اليمن، فسوف تخسران أهدف حربكم ضد الإرهاب.

…………………

ترجمة/ محمد مصطفى العمراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى