تقارير ومقابلات

الجرائم الأخلاقية.. سلوك إرهابي للمليشيا الحوثية

الرشاد برس | تقارير

كثيرة هي أوجه التشابه بين مليشيا الحوثي وبقية المليشيات والتنظيمات الإرهابية الأخرى كتنظيمي “القاعدة وداعش” منها الجرائم الأخلاقية، كقضايا التحرش، واللواط والزنا، والإكراه على ممارسة هذه الجرائم، إضافة إلى تلفيق التهم، ليسهل لهم السيطرة على المجتمع وتوجيهه.
وكشفت وثائق حصل عليها (موقع وصحيفة 26 سبتمبر) ممارسة المليشيا الحوثية لهذه الجرائم، الدخيلة على المجتمع اليمني، وهي تسعى في ذلك إلى إذلال اليمنيين وامتهان كرامتهم، وتحقيرهم وتنكيس رؤوسهم والطعن في شرفهم وأنسابهم، لتحويلهم إلى عبيد طائعين يعملون في خدمتهم، وهو سلوك إرهابي ارتكبه تنظيم داعش في دول أخرى.
ووفقاً للوثائق والشهادات ترتكب المليشيا الحوثية أعمالاً إجرامية، وصلت إلى الطعن في شرف المناوئين لها، أو من تحاول تجنيدهم لصالحها، في سابقة لم يشهد لها مثيل، تتهمهم في رجولتهم وعفتهم وعفة نسائهم، عن طريق اختطاف النساء والأطفال واغتصابهم.
وقال حقوقيون تحدثوا لـ”26 سبتمبر” إنهم وصلتهم العديد من القضايا الإنسانية، منها اختطافات واغتصابات بالإكراه، إضافة إلى إجبار البعض بتصوير مقاطع مخلة، يتم استخدامها في تهديدهم، وابتزازهم بدفع الأموال.
وأشاروا إلى أن المليشيا تستخدم النيابات ومراكز الشرطة والمحاكم التي تسيطر عليها في ذلك، وتحت إشراف من مشرفي وقيادات كبيرة في المليشيا الحوثية، في تلفيق التهم المخلة بالشرف بحق كثير من الأسر، إذ تتهمهم أو تتهم أبناءهم وبناتهم بارتكاب جريمتي اللواط والزنا.
وتعمل المليشيا وفق الوثائق على تعذيب الضحايا وإرغامهم على تسجيل اعترافات بارتكاب الجرائم أمام شهود مقربين إليها، وإشاعة ذلك في المجتمعات المحيطة، بهدف إحراق سمعة الضحايا وأهاليهم.
وتؤكد بأن هناك إصراراً كبيراً من قبل المليشيا على نشر الرذيلة وزعزعة عقيدة الناس الوطنية والدينية مع تدمير ممنهج للقيم والسلوكيات، وبث الفتنة والتفرقة والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد، لتسود الفوضى والرذيلة في البلاد، كما تعمل التنظيمات المشابهة لها في دول عدة.
وللتدليل على ما يحدث في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا، تعمل على أن تعيين القيادات فيها من العقائديين فيها، ليسهل لها قمع الأهالي، ونشر جرائمهم الأخلاقية وسلب الحقوق وممارسة الانتهاكات ليسهل لها التحشيد والتجنيد القسري والذي تتعدد أنواعه تحت وسائل الترغيب والترهيب، ومنها التهديد بفضح من وقعوا تحت تهديدهم، وأصبحوا ضحايا لجرائم المليشيا الأخلاقية.
وتنشط المليشيا في سلسلة معقدة من المشرفين، والتي تعد شبكة سلالية، وتعمل وفق أفكار تبيح كل شيء حتى شرف الناس من أجل سياستهم التسلطية والاستبدادية.
ويسهل نشر الجرائم الأخلاقية تغلغل المليشيا في المجتمع من خلال مشرفيهم الأمنيين والثقافيين والتربويين، الذين يختاروا ضحاياهم بعناية فيمارسون أبشع أنواع القمع والقهر والإذلال في حقهم.
وبحسب الوثائق اتهمت المليشيا 8 من أسر متقاربة في إحدى المحافظات (نحتفظ بالأسماء) بممارسة جريمتي اللواط والزنا، بشكل لا يتصوره عقل، وهو دليل على أن المليشيا لا تعمل أي حساب لليمنيين ولا كرامتهم.
ويقبع 20 شاباً في أحد سجون الحوثي، ينتمون إلى قرية صغيرة بتهم كاذبة تدور حول الاتهامات الأخلاقية، وهو ما تنفيه أسرهم، غير أن الشباب هربوا من معسكر أنشأته المليشيا في محافظة مجاورة.
وتتخذ المليشيا على نشر التلفيقات والجرائم في وسائل التواصل الاجتماعي، ومنه تطبيق الاتصال “واتس آب” لانتشار استخدامه، بهدف التشهير والضغط على آخرين، لتنفيذ ما يطلبون منهم، وإلا سيستخدمون اعترافاتهم التي اعترفوا بها تحت الإكراه كما حصل لسابقيهم.
وصل الحال في إحدى المحافظات كما توضح وثيقة فيها شكوى مرفوعة من وجاهات اجتماعية لمشرفي الحوثي، بأن لا يتم نشر ما أسموها بالفضائح على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وثيقة أخرى قامت نيابة تابعة للمليشيا بالتوجيه بالتحقيق في الشكوى المقدمة واعتبرتها جريمة كبيرة تقوم بها الجهات الأمنية في حق المواطنين، في اعتراف واضح باستخدام المليشيا الحوثية هذه الجرائم.
وفي محافظة أخرى قام مشرف حوثي يدعى “أبو نصر الحسني” إلى اختلاق عشرات القضايا المخلة بالشرف في حق رجال ونساء وأطفال.
لم يكتف المشرف بذلك إذ عمد إلى النيابة بنشر تقارير التحقيق مع المتهمين للتشهير بهم في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب المستمر والشنيع والتهديد المتكرر لأسرهم بالسجن والتعذيب وتطبيق حكم الزنا واللواط فيهم، إن رفعوا أي شكوى ضده أو تم الاعتراض على أفعاله.
سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى