تقارير ومقابلات
الجوف: الأجهزة الأمنية في مواجهة تهريب المخدرات…..
الرشـــــاد بـــــرس. تقارير خاص
تشكل عمليات تهريب الحشيش والمخدرات هاجسا يؤرق الجهات الأمنية في محافظة الجوف ففي غضون الأشهر الأخيرة تمكنت الأجهزة الأمنية من احباط عدد من عمليات التهريب بين الفينة والأخرى ما أن برحت تعلن مساء الأمس الجمعة 24/8/2018م عن ضبط نصف طن من الحشيش على متن شاحنة نقل كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وتقديم المتورطين للمحاكمة.
واكد مصدر أمني: أن الأجهزة الأمنية اشتبهت بالشاحنة بعد تلقيها بلاغات مسبقة عن محاولات لتهريب شحنات من المخدرات خلال ايام العيد وتم ضبطها وإحالتها للبحث الجنائي وبعد التحقيق والتحري تم الوصول إلى المخبأ السري في الشاحنة وكان مخفي ومموه بطريقة لا تأتي إلا بحسبان عتاولة المهربين، والعثور ما يقارب 25 كيس من المخدرات في كل كيس 20 كجم من الحشيش المخدر من انواع مختلفة.
وأضاف ” أنه تم ضبط ما يزيد عن2000 من مادة الحشيش في أربع محاولات تهريب خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة.
واشار إلى إن المهربين للحشيش والمخدرات يعتبرون محافظة الجوف بوابة آمنة لتهريب المواد الممنوعة كون الجوف منطقة صحراوية واسعة، يصعب على الأجهزة الأمنية تغطيتها وتأمينها بالطرق التقليدية، إلا أن جهود رجال الأمن تسيطر وبشكل كامل على جميع منافذ وخطوط السير في المدينة والصحراء.
بينما الأجهزة الأمنية في وتيرة عالية للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة لاسيما في أيام عيد الأضحى المبارك يحاول المهربين وتجار الحشيش والمخدرات إستغلال إجازة العيد والتخطيط المتواصل لتهريب المواد المخدرة عبر الصحراء الى المملكة العربية السعودية .
يذكر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط قرابة 500كجم من الحشيش في الثامن من أبريل الماضي، بنقطة الشبيكة ضواحي مدينة الحزم، وتم إتلافها بعد صدور حكم قضائي.
وفي منتصف شهر يوليو تم احباط محاولة تهريب 250 كجم من الحشيش تحت حمولة من البصل، ومساء يوم الأربعاء شهر قبضت الأجهزة الأمنية 500 كجم من الحشيش كانت على متن دينة في خزان البنزين الاحتياطي، عمل المهرب على تقسيم خزان الوقود إلى نصيفين يفصل بينهما عازل حديدي يتم تعبئة البنزين في القسم العلوي، وفي الأسفل كميات الحشيش.
وخلال الثلاثة الأشهر الماضية رصد الإعلام الأمني بمحافظة الجوف أربع عمليات تهريب بلغ إجمالي مادة الحشيش 2250 كجم .
وذكر سيف سراج مسؤول الإعلام الأمني في المحافظة” أن ما يقوم به رجال الأمن في محافظة الجوف لمواجهة ظاهرة تهريب الحشيش والمخدرات، تستحق التقدير، لاسيما أن المحافظة انتقلت من الحرب والمواجهة إلى توفير الأمن والاستقرار و تطبيع الحياة .
لماذا الجوف ؟
أن الخط الحدودي الطويل الذي يفصل محافظة الجوف عن دولة المملكة العربية السعودية الشقيقة بالإضافة الى مساحته الشاسعة وطبيعة تضاريسها الصحراوية ، جعلها بمثابة صيد سمين ، لمهربي وتجار المخدرات ، الذين يسعون الى تحويلها الى مايشبه الممر الآمن لتهريب المخدرات الى دول الخليج العربي.
وذكر تقرير تداولته مواقع وصحف عربية عن تهريب المخدرات الى المملكة ، أن ” قوات حرس الحدود البرية، خاصة مع اليمن تضبط من 90 بالمئة إلى 100 بالمئة من مادة الحشيش التي تدخل أراضي المملكة”.
الأمر الذي يؤكد أن تهريب المخدرات ينشط في المناطق المحاددة للملكة ، منها محافظة الجوف ، الذي تمكنت الأجهزة الأمنية فيها خصوصا في الثلاثة الأشهر الماضية ، من تحقيق تقدم كبير في مكافحة تهريب المخدرات عبر المحافظة ، إذ ضبطت ما يزيد عن 2000 كجم من الحشيش خلال الشهر الماضي فقط ، وهي إنجازات كبيرة تحسب للأجهزة الأمنية بالمحافظة ، التي تعاني من ضعف كبير في الأمكانيات.
وتداولت تقارير إعلامية أن الأجهزة الأمنية في محافظة الجوف تخوض حربا شرس على مهربين المخدرات ، حربا تخوضها بإمكانيات شحيحة ، ودعم هزيل.
وهي بذلك تساند الجهود التي تبذلها القوات الأمنية في المملكة العربية السعودية لمكافحة تجارة المخدرات ، إذ تشكل حاجز صد يجفف منبع التهريب الأول للمخدرات ..
لكن هل ستستمر الحرب على المخدرات .
تؤكد إدارة شرطة الجوف وقادة الوحدات الأمنية في المحافظة ، أنها ستستمر في تأدية واجبها في كل الظروف ..ولن تألوا جهدا في تأمين كافة المناطق المحررة في محافظة الجوف ، ولن تتوانى عن مكافحة التهريب بكافة أشكالة ، لا سيما تهريب المخدرات ، التي يؤكد مدير عام شرطة الجوف العميد ركن / سليم السياغي أنها أخطر على الشعوب من الأسلحة ، كونها تدمر الأجيال ، وتقوض مستقبل الدول ” .
لكن وبالرغم من هذة العزيمة الكبيرة والتصميم من قبل شرطة المحافظة على مواصلة الحرب ضد التهريب والمهربين ، تبقى عقبة واحدة ، وهي الإمكانيات المحدودة والهزيلة للأجهزة الأمنية في المحافظة ، والتي قد تحول دون تحقيق مزيد من الانتصارات على مهربين المخدرات ..
الأمر الذي يحتم على الجهات المختصة في رئاسة الجمهورية و الحكومة ووزارة الداخلية وكذا الأشقاء في المملكة العربية السعودية ، وقوات التحالف العربي ، ضرورة الإهتمام بالقوات الأمنية في الجوف ، ومساندتها لمواصلة حربها على التهريب .
لما لذلك من فوائد إستراتيجية لكل من محافظة الجوف خصوصا و الجمهورية اليمنية عموما ، وكذا للأشقاء من دول الخليج العربي ، لا سيما المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تعاني بشكل كبير من تهريب المخدرات .. وتبذل الكثير من الموارد في سبيل مكافحة تجارة هذة الآفة ، التي أتفق على تسميتها ” تجارة الموت ” !