عربية

الجيش السوداني يسيطر على مدينة استراتيجية جنوب الخرطوم

الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي

أعلن قائد ميداني في الجيش السوداني ،اليوم الأحد، سيطرة القوات على مدينة “القطينة” شمال ولاية النيل الأبيض، في وقت يتسارع فيه تقدم الجيش في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم. تُعد هذه السيطرة خطوة استراتيجية، نظرًا لموقع القطينة الذي يبعد حوالي 50 كيلومترًا عن حدود ولاية الخرطوم الجنوبية، وتشكل معبرًا رئيسيًا بين الخرطوم وجنوب وغرب البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة أن قوات الجيش التي تقدمت من الشرق تمكنت من دخول المدينة صباح اليوم، بينما تحاصر قوات أخرى من ناحية الجنوب جيوبًا تابعة لقوات الدعم السريع. وظهرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الجنود السودانيين في المدينة، مما يعكس تقدمًا ميدانيًا ملموسًا.
وفي الأيام الماضية، شهدت بعض المناطق المحيطة بالقطينة عمليات عنف واسعة، أُتهمت فيها قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني، وفقًا لوزارة الخارجية السودانية. هذا العنف دفع مئات الآلاف إلى النزوح عن مناطقهم، ما يبرز حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب.

تأثير النزاع على المدنيين
إن الوضع الإنساني في هذه المناطق يزداد سوءًا مع استمرار الاشتباكات، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في الغذاء والدواء. هناك حاجة ماسة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين، خاصة في ظل التقارير الواردة من منظمات حقوق الإنسان حول تدهور الأوضاع في المناطق المتأثرة بالصراع. لذلك، من الضروري أن تتوجه الأنظار إلى الوضع الإنساني بقدر ما تركز على التحركات العسكرية.

وجهات نظر متعددة حول تطور الأحداث

يشير الخبير السوداني في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، عامر حسن عباس محمد، إلى أن استعادة الجيش السوداني للقطينة تمثل خطوة استراتيجية هامة في سياق المعارك المستمرة في وسط السودان. لكنه يلفت أيضًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل تزايد الانتهاكات المرتكبة من جميع الأطراف، بما في ذلك المجازر التي وقعت في القرى المجاورة. إعادة السيطرة على القطينة يمكن أن تساهم في تخفيف معاناة النازحين، خاصة في مناطق مثل ربك وكوستي، حيث نزح معظم السكان إلى الداخل بسبب العنف المستمر.

مراجعة الأبعاد العسكرية والاقتصادية

من الناحية العسكرية، تمثل السيطرة على القطينة فائدة كبيرة للجيش السوداني في تطهير ولاية النيل الأبيض من عناصر التمرد. كما أن هذا التقدم يعزز العمليات العسكرية في مناطق جنوب الخرطوم ويساعد على تعزيز سيطرة الجيش في عمق العاصمة. أما من الناحية الاقتصادية، فإن قطع خطوط الإمداد لقوات الدعم السريع في هذه المناطق له تأثير مباشر على قدرة هذه القوات في الاستمرار في المعركة.

في الوقت نفسه، يواصل الجيش السوداني التقدم في مناطق أخرى، مثل استعادة بلدة الكُرقل في ولاية جنوب كردفان، التي كانت تحت سيطرة الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. هذه الخطوة من شأنها فك حصار مدينة كادوقلي وتحسين الروابط مع مدينة الدلنج.

استمرار العمليات الجوية والقتال في الخرطوم

من جهة أخرى، تواصل القوات الجوية السودانية تنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع في جبل كردفان جنوب شرق مدينة الأبيض. كما أعلن الجيش السوداني عن استعادة منطقة السجانة جنوب وسط الخرطوم، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الجيش إلى المدخل الجنوبي للمدينة منذ بدء الصراع.

الوضع السياسي في السودان
يُنظر إلى الوضع في السودان باعتباره على مفترق طرق. ورغم تقدم الجيش السوداني في العديد من المناطق، تبقى الخيارات السياسية غامضة، ولا تزال المحادثات بين الفرقاء السودانيين غير واضحة المعالم. وسط التصعيد العسكري، يبقى الأمل في أن يتمكن الفرقاء السودانيون من التوصل إلى حل سلمي يعيد الاستقرار ويحد من التدخلات الإقليمية والدولية التي تزيد من تعقيد الوضع.

وتشير التقارير إلى أن عدد القتلى تجاوز 20 ألفًا، وأن عدد النازحين وصل إلى نحو 15 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة. ورغم سيطرة الجيش على معظم المناطق في ولاية الخرطوم، إلا أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على بعض الأحياء الشرقية والجنوبية للمدينة. يبقى الحل السلمي هو الخيار الأمثل لتجنب المزيد من التصعيد، ويجب على المجتمع الدولي تكثيف جهود الوساطة لضمان استقرار السودان.

المصدر: وكالة أنباء العالم العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى