تقارير ومقابلات

الحرب الروسية -الأوكرانية واثرها على الاقتصاد الوطني

الرشاد برس ـــ تقرير /صالح يوسف
من المرجح أن تؤدي استمرار الحرب الروسية الاوكرانيةعلى المدى الطويل إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في ارجاءالعالم ونتيجة لهذه الحرب تضاعفت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في بلادنا خلال هذا العام مما جعل أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات غذائية ورغم ان الحكومة تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال فقد اهتمت بدفع رواتب الموظفين واطلاق العلاوات السنوية واسهمت في استمرار تدفق السلع الغذائية وخاصة القمح من دولة الهند الا انها معالجات وقتية تحتاج لاستراتيجيات تواكب الحاجات الاساسية للمواطن وفي مناطق سيطرة المليشيا الحوثية فحال المواطن اشد وانكى غلا وفقر وانقطاع للرواتب وجبايات للاموال ونهب للمساعدات الانسانية
الامن الغذائي
تستورد بلادنا معظم قمحها من أسواق الغذاء العالمية، حيث يتم استيراد 98٪ من طلبها على القمح من خمس دول رئيسية (روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوكرانيا وفرنسا).
وتعتبر كل من روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للقمح إلى اليمن. سيؤدي نقص القمح في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني الهش بدرجة أكبر. لقد قوضت الأزمة الاقتصادية والتى تسبب بها الانقلاب الحوثي في اليمن بالفعل الى شل الحركة الاقتصادية وارتفاع معدل نسبة الفقر
يقول /ع.ن.و .الذي يعمل في احدى افران خبز القمح في محافظة عمران اعمل براتب شهري لا يزيد عن50 الف واعمل ليل نهار والالتزامات على كاهلى كبيرة ويمتلكني رعب متزايد من ارتفاع أسعار غالبية السلع الاستهلاكية، في ظرف يمس الحد الأدنى من الاحتياجات والتي كنا نشتريها قبل اشهر لانستطيع الان شراءها بفعل الغلاء المتصاعد
ويضيف انا موظف في التربية والتعليم منذ 19سنة ومع انقطاع الرواتب اضطررت لتأمين الغذاء لاولادي ال5 ورغم ان الراتب الزهيد لايكفينا ولايسد حتى رمقنا الا انه افضل من لاشيئ
مساعدات فورية
حسب اخر تقارير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الصادر منتصف مارس/آذار 2022، تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن بشكل أكبر في عام 2022، في ظل وجود 17,4 مليون شخص (المرحلة الثالثة وأعلى من التصنيف المرحلي المتكامل) بحاجة الى مساعدة فورية، ويتوقع البرنامج أن يرتفع العدد الى 19 مليون من بداية يونيو/ حزيران الى نهاية العام الجاري.
هذا الأزمة الإنسانية، والتي تتصدر تقارير ومؤشرات الأمم المتحدة المتصلة بالجوع وسوء التغذية، منذ سنوات، وبعد أن شهدت ارتفاعاً حاداً خلال عام 2021 بسبب تدهور سعر صرف العملة المحلية – الريال اليمني، بلغت مع تفجر الأزمة الأوكرانية “مستوىً غير مسبوق”، حسب تعبير بيان مشترك لوكالات الأمم المتحدة الإغاثية صدر منتصف مارس/ آذار، وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يمس ذلك، السلع الأساسية كالقمح، والتي تعتمد فيها البلاد على الواردات بشكل شبه كلي.
سبب المشكلة
الحقيقة ان المشكلة الاقتصادية في اليمن ليست وليدة اللحظة ولكنها قديمة نتيجة لسوء الادارة الاقتصادية وغياب الحكم الرشيد وانتشار الفساد خلال الثلاثة عقود الماضية وممازاد من تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن اليمني هو الانقلاب الحوثي في 2014 الذي ادخل البلاد في نفق مظلم من الحروب والفساد وغياب الدولة ونهب مقدرات البنك المركزي وانقطاع الرواتب وهجرة القوى العاملة والموظفين كلها عوامل اوصلت الاقتصاد الوطني الى مرحلة الصفر ويضيف اقتصاديون ان هناك اسباب كثيرة
يقول الخبير الاقتصادي عبدالوهاب على /ان المشكلة الاقتصادية في اليمن معقدة ومتداخلة، وأهمها غياب الدولة وانقطاع الصادرات و المضاربة في أسعار الصرف، وعدم قدرة البنك المركزي على التحكم بها.
ويقول الاستاذ /عبدالوهاب.. ان موضوع التقلبات في أسعار صرف العملة، سيصبح أكثر تأثراً بسبب الأزمة في أوكرانيا، التي أثرت على الاقتصاد العالمي، فهي ستؤثر بالضرورة على الاقتصاد اليمني.
وتسببت الأزمة الأوكرانية في ارتفاع مؤشر الدولار وكلفته على العملات الأخرى، ما سيدفع أسعار السلع المقومة بالعملة الأمريكية للصعود.
أمام هذه المشاكل يرى/ عبدالوهاب أن الحكومة اليوم أمام مهمة البحث عن بدائل لاستيراد الحبوب التي كان يتم استيرادها من أوكرانيا وروسيا.وهو ماتم الانتباه له فعلا حيث تتجه الحكومة الى دولة الهند لتكون هي البديل
مخاوف حقيقية
غير أن مخاوف اليمنيين تبدو أكبر لما تشكله الأزمة والحرب في أوكرانيا، من تهديد على الأمن الغذائي، المهدد أصلاً نتيجة الانقلاب الحوثي ورفض المليشيا دفع الرواتب او حتى مناقشة الحلول في الشأن الاقتصادي
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر من أن الحرب في أوكرانيا “ستؤدي على الأرجح إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء في اليمن”.
وقال البرنامج في بيان: “يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء، وخاصة في اليمن، الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد”.
جاء هذا التنبيه بعد أن كان البرنامج قد اضطر إلى خفض الحصص الغذائية، لثمانية ملايين شخص في اليمن، في بلاد تقف على حافة المجاعة.
في جوانب أخرى، تلقي الحرب الروسية على أوكرانيا بظلالها على الواقع اليمني المأزوم، على جميع المستويات، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني والعسكري.
يقول /احمد يوسف .طالب اقتصاد جامعة عدن ان التأثيرات السلبية للأزمة الأوكرانية على اليمن، باتت أمرا متفقا عليه لدى المهتمين بالشأن اليمني، غير أن هناك من يرى تأثيرات إيجابية، لكنه أقل بكثير من التأثيرات السلبية التي تمس حياة اليمنيين بصورة مباشرة. ويضيف احمد /ان الوضع السياسي المتازم يؤثر بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي والانساني واذا كانت الدول صاحبة الاستقرار الامني والاقتصادي ستتأثر بالحرب الاوكرانية فمابالنا باليمن التي تعيش وضعا اقتصاديا هشا وظروف استثنائية
ويقول الاستاذ /احمد ان الحكومة في وضع لاتحسد عليه وهي امام تحديات اقتصادية وانسانية كبيرة وتعول الحكومة على المانحين العرب والدوليين وعلى انهاء الانقسام الاقتصادي وهو امر صعب
ان هذه الازمة تتطلب تظافر كل الجهود الرسمية والشعبية لكي يتجاوز الجميع هذه المرحلة الفارقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى