مقالات

الحوثي إرهابياً – ماذا بعد؟

بقلم / محمد جميح

يقتضي قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية في مدينة عدن من موانئ ومطار وطرقات وخدمات، وكذا تأهيل موانئ ومطارات المناطق المحررة لاستقبال حركة البضائع والمعونات والمسافرين، حيث من المتوقع أن تتخوف كثير من المنظمات والشركات والأفراد من تبعات التعامل مع الحوثيين، وهذا قد يؤثر على تدفق المعونات والبضائع على مناطق سيطرتهم، مما قد يؤثر بالسلب على حياة الناس في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
تفعيل حركة الموانئ والمطارات في مناطق الشرعية أصبح ضرورة وطنية ينبغي أن تتم في أقرب وقت ممكن بالتنسيق مع التحالف والشركاء الدوليين، لمواجهة أية نتائج قد تنعكس -سلباً-على أسعار السلع في صنعاء وغيرها.
لا يجب أن يمس الناس الضرر بسبب تصرفات الحوثي، الناس في مناطق سيطرته مغلوب على أمرهم، وينبغي ألا تنالهم تبعات تصنيفه جماعة إرهابية.
المستهدفون بالقرار هي شبكة كبيرة من شركات الحوثيين التجارية التي تعمل بيافطات مختلفة داخل وخارج البلاد.
هناك أذرع كثيرة للحوثيين ساعد على بنائها الحرس الثوري الإيراني داخل وخارج اليمن، هذه الأذرع الاقتصادية والسياسية هي من يجب أن تدفع الثمن وأن تنال منها نتائج قرار التصنيف.
التعامل بقدر من المسؤولية مع قرار التصنيف ضروري ويتطلب مجموعة من الإجراءات من طرف الحكومة اليمنية والتحالف العربي والشركاء الدوليين، لضمان أن يمس القرار البنية الاقتصادية الضخمة التي تساعد الحوثيين في حروبهم وصراعاتهم التي لا تنتهي من أجل السلطة والثروة.
 
قلت وما زلت أقول إن الحوثي أكبر كارثة مرت على اليمنيين في تاريخهم المعاصر، فهو من جلب الحرب وهو أكثر من استفاد منها، وهو من فجر الصراعات المناطقية والطائفية ووظف النبي والآل والدين لمصالحه السياسية ورغباته في السلطة والثروة، فأساء للرموز الإسلامية بتحويلها إلى “كاش” في استثمارات قياداته، وهو من تسبب بالمعاناة الإنسانية الناتجه عن سلاسل الحروب التي فجرها، وهو من “سرق الطعام من أفواه الجياع”، وهو من تسبب-اليوم-بتصنيفه إرهابياً، حيث يجب ألا يتضرر الناس من التصنيف، وأن تنحصر الآثار على موارد الحوثيين التي تمول حروبهم الداخلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى