نمو التجارة الدولية للصين 13%خلال ديسمبر
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
اعلنت الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي في الصين، أن قيمة التجارة الدولية للصين في السلع والخدمات وصلت إلى قرابة 4.89 تريليون يوان (680 مليار دولار) خلال شهر ديسمبر الماضي، مما شكل ارتفاعاً نسبته 13 في المائة على أساس سنوي.
وأشارت البيانات المذكورة، إلى أن صادرات وواردات الصين من السلع والخدمات بلغت 376.1 مليار دولار، و304.1 مليار دولار على الترتيب، ما أدى إلى فائض قدره 72 مليار دولار.
ووصلت قيمة صادرات السلع إلى نحو 2.4 تريليون يوان، بينما وصلت قيمة واردات السلع إلى نحو 1.74 تريليون يوان، ما أدى إلى فائض قدره 660.9 مليار يوان، بحسب «شينخوا».
وبلغت قيمة الخدمات المصدرة 298.6 مليار يوان فيما سجلت قيمة الخدمات المستوردة 441.8 مليار الشهر الماضي، وهو ما أسفر عن عجز بقيمة 143.3 مليار يوان.
وتمثّل الصين اليوم شريكاً اقتصادياً رئيسيّاً لمعظم دول المنطقة، إذ بلغت التجارة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 368 مليار دولار ، وهو مبلغ مذهل مقارنةً بـ144 مليار دولار بين الولايات المتحدة والمنطقة في العام نفسه. وبلغت قيمة الاستثمارات الصينيّة المتراكمة وتمويل التنمية في المنطقة 152 مليار دولار بين عامَي 2013 و2021. لقد انخرطت الصين بنشاط في مشاريع البنى التحتيّة في المنطقة والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر من خلال مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى التطوير التكنولوجي المشترك مع المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة. وقد زوّدت المنطقةُ حوالي نصف إجمالي واردات الصين من النفط الخام في العام 2023.
في ظلّ استمرار هيمنة المصالح التجاريّة، تَوسّع انخراطُ الصين الإقليمي بشكلٍ مطّرد -وإن بحذر- ليشمل الدبلوماسيّة والأمن. عيّنت الصين مبعوثها الخاص الأوّل إلى الشرق الأوسط في العام 2002 وأصدرت وثيقتها السياسيّة الأولى تجاه العرب في العام 2016. وأعلنت بكين في سبتمبر 2022 عن بنيتها الأمنيّة الجديدة للشرق الأوسط –التي تُشكّل إطاراً يُعزّز الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام ويحثّ الجهات الفاعلة الإقليميّة على التحكّم بشؤونها بشكلٍ أكبر. وزار الرئيس الصيني شي جين بينغ المنطقة في أواخر العام 2022 عندما عُقدت أول قمة صينيّة عربيّة وقمة صينيّة خليجيّة في المملكة العربية السعوديّة؛ وأشرفت الصين في العام 2023 على عودة العلاقات الدبلوماسيّة بين الخصمَين اللدودَين، السعودية وإيران -وهما اثنان من أكبر شركائها الاقتصاديين.
في ضوء هذه المصالح المتنامية، من الطبيعي تصوّر اضطلاع الصين بدورٍ أكثر نشاطاً في المساعدة على إدارة الاضطرابات الإقليمية والتوسّط لحلّ صراعات مختلفة، لا سيّما أنّ بكين لا تحمل الأعباء التاريخية لنظرائها الغربيين وأنّ النفوذ الأمريكي يعاني نتيجة ارتباطه بالرد الإسرائيلي غير الشعبي بتاتاً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.
غير أنّ عاماً مرّ من دون أيّ تدخّل صيني فعّال. لا شكّ في أنّ بكين قدّمت اقتراحات لإيقاف الحرب على غزة، وجمعت بين حماس وفتح، ودعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تهدئة الصراع، كما أنّها اقتنصت فرصة انعقاد اجتماعاتها مع وزراء الخارجية العرب والخليجيين لإعادة التأكيد على خطط السلام المتعدّدة التي اقترحتها في السابق. لكنّها لم تقم بأيّ محاولة جدّية لضمان تعليق العمليات العسكريّة الإسرائيليّة أو لتقديم اقتراحات ملموسة وقابلة للتطبيق لحلّ طويل الأمد
المصدر:رويترز