#على_الريق
المُطَوِع بين الدُف والغِيبة
بقلم : محمد شبيبة
لوسمع أحدنا شَيلة على وقع الدُف لشككنا في التزامه ولرأيناه مطوعي نصف كم ، مع أن الجارية استأذنت أن تضرب الدف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها كما في البخاري!
لكن نسمعه يغتاب ونراه يسعى بين الناس بالنميمة فلانتبرم من فعله ولا نشكك في التزامه
سماع الدف عندنا يخرجك من دائرة المَطْوَعَة ويقذف بك من حضيرة السنة لكن قول الغيبة ونقل النميمة قد تكون علامة عندنا على شدة تمسكك بالسنة وغيرتك عليها!!
أما لو سمعت وصلة موسيقية تصاحب أغنية أيوب طارش (سبتمبر التحرير) فسوف نخرجك من السنة ركضاً ونصفك بالمنحرف الضال ونسأل الله الثبات
لكن مجلسي ومجلسك أيها الداعية مرتع للكلام في الناس والسخرية منهم والقيل والقال والغيبة والنميمة
ومع ذلك نجد الوسط الإسلامي لا تهتز ثقته فينا ولا يشك في التزامنا أويقدح في حسن استقامتنا
لو سمعنا نغمة نتعرض للهجر والمقاطعة وتصدر فتاوى بانتكاستنا وضلالنا
بينما الخوض في أعراض الناس لايُغضب منا أحد ولانُنصح بتركه قط
لست انها أدعو للموسيقى ولا أتحدث عن حكمها ولا اختلاف أهل العلم فيها ولا أقول لكم غنوا ولا ارقصوا ، فابلعوا ألسنتكم عن عرضي وكفو عن تمزيق لحمي
لكن بربكم كيف أصبح سماع المختلف فيه أشد عندنا من سماع المتفق على تحريمه
كيف سرنا نتورع عن الصغيرة ونقتحم بكل جرأة سور الكبيرة
الغيبة من كبائر الذنوب بالإجماع
وحذر منها القرآن وبغضتها السنة ومع ذلك فلا تغرب شمس يوم ولا يطلع فجره إلا وقد تفكهنا بأعراض العشرات ولا نكير من أنفسنا أو محيطنا
لماذا سماع أيوب وهو يغني للوطن يخرجك من السنة وبسببه تصبح بين المطاوعة كالأجرب يبتعد عنك البعيد والقريب
بينما سماع الغيبة والنميمة أمر لايُثير حفيظة ملتزم ولا يُغضب منك مطوع
ليس في مجالس المطاوعة دُف ولا طبل ولاموسيقي لكنها للأسف
مليئة بالغيبة
طافحة بالنميمة
تئط من السخرية
ياللمفارقة العجيبة!!
يا للإلتزام الأجوف!!
ياللفهم الأعوج!!