الرئيس في خطر
هذه الأيام هي ما يمكن أن يطلق عليها توصيف عنق الزجاجة، فأعداء التسويه السياسية والمتضررون من نجاح الفترة الانتقالية جربوا كل وسائلهم القذرة خلال الفترة الماضية، ابتداء من ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط إلى اغتيال الضباط والقيادات العسكرية والمدنية، واستهداف الصحف والصحفيين، وحتى استخدام الوسائل المدنية كالاعتراضات والتحفظات والمقاطعات في مؤتمر الحوار الوطني.
ورغم كل ذلك استطاع الرئيس والحكومة والأحزاب والمجتمع اليمني وبتعاون المجتمع الإقليمي والدولي تجاوز هذه الصعوبات والعراقيل، بل لقد ساهمت في توحيد اليمنيين لصناعة قصة نجاح من بين ركام التآمر والكيد والإعاقات، ويبقى السؤال والتحدي الأخطر: بعد كل المحاولات الفاشلة ماذا بقي لأعداء التسوية فعلا لإفشالها وعودة أوهام الانقلاب على النظام الحالي؟ لم يبقَ لهم سوى حياة الرئيس هادي لأن اغتياله (لا سمح الله) هو الطريق الوحيد للانقلاب على المرحله الانتقالية، ولم يكن الحادث الإرهابي في وزارة الدفاع بعيدا عن هذا الهدف، ومعروف ميدانيا عن الرئيس عبد ربه منصور هادي شجاعته، ففي حرب ٩٤كان صالح في البدروم في صنعاء وكان هادي على خط النار في جبهة العند.
وسواء كان هادي في مجمع العرضي أم في الطريق اليه أم جاء لاحقا، فقد أثبت انه مقاتل لا يلين ولا تهزه المخاوف ولكن ليس المطلوب من الرئيس هادي التضحية بنفسه، فحياته وطريقة إدارته هي جسر العبور لليمن وأبنائه إلى بر الأمان، وسيكون رمزا للتحول وهزيمة المشاريع العنيفة والانتقامية والطائفية التي تتربص باليمن.
وأعتقد أن على الرئيس هادي المسارعة بإنجاز تغييرات كبيرة في القطاع العسكري والأمني وإنجاز مصالحة وطنية لنجاح مرحلة العبور، وهي مناسبة وطنية لأن يلتف اليمنيون وأصحاب المشاريع الوطنية لإنجاز هذا التحول. ومرة أخرى سلامات للرئيس هادي وسلامات للوطن وأهله ومزيدا من الخيبات للمتآمرين والمرجفين في بلادنا الغالية.