على وقع “الكر والفر”.. مطار طرابلس “حائر” بين قوات الوفاق وحفتر ….
الرشاد برس _عربي
على مدار الأيام القليلة الماضية، بات مطار طرابلس الدولي الواقع جنوبي العاصمة الليبية “حائرا” بين قوات حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليا وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود الجيش في الشرق.
وحسب مراسل “الأناضول”، فإن دوران معارك السيطرة على المطار بين الجانبين على شكل “الكر والفر” هو ما يفسر تبادل الطرفين إعلان السيطرة على المطار، الذي يعد بالنسبة لقوات حفتر محطة استراتيجية للانطلاق نحو العاصمة طرابلس؛ رغم كونه لا يعمل حاليا.
وأوضح أن إعلان كل طرف السيطرة على المطار لا يعني أن تلك السيطرة نهائية؛ فهي تدوم لساعات فقط حتى يتلقى الطرف الآخر الدعم العسكري ويتمكن من استعادة المطار، وهكذا يتكرر الأمر.
والإثنين -وكما هو الحال خلال الأيام الماضية- تبادلت قوات حكومة “الوفاق” وقوات حفتر إعلان السيطرة على مطار طرابلس.
إذ قال أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، في بيان، إن مطار طرابلس الدولي تحت سيطرتهم بشكل كامل.
وجاء تعليق المسماري بعد نحو ساعتين من تأكيد مصدر عسكري تابع لحكومة الوفاق الليبية، إن قواتهم بسطت سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، اليوم.
وأضاف المصدر ذاته الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن “الكتائب التابعة للوفاق تمكنت اليوم من إعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي بعدما كانت قوات تتبع لحفتر تسيطر عليه طوال المدة الماضية”.
ومطار طرابلس الدولي متوقف عن العمل منذ 2014 بعدما تعرض للاحتراق بالكامل على خلفية معارك بين ميليشيات متنافسة.
ورغم تعرضه لتعليق الملاحة نتيجة لمخاطر أمنية بين الحين والآخر، يعد مطار معيتيقة الدولي، شرقي طرابلس، المطار المدني الوحيد الذي يعمل في العاصمة الليبية حاليا. وعند توقف هذا المطار عن العمل يتم إحالة كل الرحلات إلى مطار مصراتة، 200 كم شرق طرابلس.
وفي وقت سابق ، قصف طيران تابع لقوات “حفتر” مطار معيتيقة الذي يبعد 11 كم عن قلب العاصمة طرابلس، وهو القصف الأول من نوعه منذ بدء تلك القوات عملية للسيطرة على طرابلس، التي تديرها حكومة “الوفاق”.
وجراء ذلك، أفاد مسؤول الإعلام بمطار معيتيقة خالد بوغرسة، للأناضول، بأنه تم إخلاء المطار من المسافرين ووقف حركة الملاحة به.
والخميس، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، بالتزامن مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل / نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.
وانطلقت العملية من 3 محاور، الأول من الجنوب الشرقي للعاصمة عبر مدينتي سرت وبني وليد، والثاني عبر مدينتي الأصابعة وغريان (جنوب)، والأخير عبر مدينتي صبراتة وصرمان، غرب العاصمة.
وبعد أن تمكنت قوات حفتر من دخول مدن صبراتة وصرمان والأصابغة وغريان دون قتال باتفاق مع السكان حقنا للدماء، تعثرت عند البوابة الأمنية 27، بين مدينتي الزاوية وجنزور؛ حيث تم أسر العشرات من عناصرها.
وتدور الاشتباكات حاليا على محورين رئيسيين جنوبي العاصمة؛ الأول هو مطار طرابلس الدولي والثاني في منطقتي عين زارا ووادي الربيع، وسط كر وفر من الجانبين.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.