تقارير ومقابلات

الرشاد بعد 13 عامًا: شراكة وطنية وثبات في زمن التحولات

الرشـــــــــــاد برس | تقاريـــــــــــــــر
تحلّ الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الرشاد، وسط تحولات سياسية واقتصادية عميقة يعيشها اليمن، ليؤكد الحزب خلالها تمسكه بدوره الوطني، وثباته على مبادئه، ورؤيته المتجددة في سبيل بناء دولة عادلة، تقوم على الشورى والعدل والحكم الرشيد.
منذ تأسيسه في 15 يونيو 2012، لم يكن حزب الرشاد مجرد كيان سياسي عابر، بل مثّل نقطة توازن في المشهد اليمني، وشريكًا فاعلًا في صناعة القرار، وداعمًا حقيقيًا لمشروع الدولة، ومنظومة القيم الجمهورية، والحوار الوطني.
دور محوري في زمن الأزمات:
جاء تأسيس الحزب في لحظة دقيقة من تاريخ اليمن، واستطاع منذ انطلاقه أن يفرض نفسه كقوة سياسية وسطية تتعامل مع الواقع بوعي عميق وحس وطني عالٍ. وفي ظل الحرب والانقلاب والانهيار الاقتصادي، واصل الرشاد أداءه، رافضًا الاصطفافات الحادة، محافظًا على ثوابته، ومنفتحًا على الجميع بلغة العقل والحوار.
اليوم، ومع حلول ذكرى التأسيس، يجدّد الحزب التزامه برسالته، ويؤكد أن خياراته لم تكن يومًا ردّ فعل، بل نابعة من قناعة راسخة بأن اليمن يحتاج إلى قوى سياسية متزنة، تؤمن بالشراكة، وتدفع نحو الاستقرار، وتدافع عن مصالح الشعب لا مصالح الجماعة.
ثبات على المبادئ:
رغم التحديات الجسيمة التي فرضها انقلاب ميليشيا الحوثي، وما تبع ذلك من أزمة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، حافظ حزب الرشاد على موقعه كقوة سياسية مرنة، استطاعت التكيف مع المتغيرات، وتطوير أدواتها، دون أن تفرّط في ثوابتها أو تساوم على مشروع الدولة.
وقد ساهم الحزب في مختلف المحطات السياسية بمواقف متزنة، وكان حاضرًا بقوة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حيث قدم رؤى دقيقة، عكست فهمًا عميقًا لجذور الأزمة اليمنية، وطرح حلولًا تتصف بالاتزان والواقعية.
خطاب جامع والتزام تجاه الشعب:
تميّز حزب الرشاد بخطاب سياسي هادئ وعقلاني، ابتعد عن التحريض والمزايدات، مما جعله يحظى باحترام واسع من مختلف القوى الوطنية، ومن فئات اجتماعية متعددة وجدت فيه مظلة حقيقية للتعبير والمشاركة.
وإلى جانب حضوره السياسي، أظهر الحزب التزامًا اجتماعيًا وإنسانيًا ملحوظًا، وانحيازًا صريحًا لهموم المواطنين، خصوصًا في ظروف الحرب والنزوح وتدهور الخدمات. يؤكد الحزب أنه يدرك تطلعات الشعب التي تتجاوز الشعارات إلى مطالب ملموسة: أمن، خدمات، حياة كريمة، ومؤسسات فاعلة.
تمكين حقيقي للشباب:
ومن أبرز ملامح تجربة الرشاد اهتمامه بصناعة قيادات شبابية متزنة، من خلال برامج نوعية تربوية وتدريبية، تدمج بين البناء الشرعي والوعي السياسي، وتسعى إلى إعداد جيل من القيادات المؤهلة للمساهمة في العمل العام، بعيدًا عن التلقين أو التبعية.
يؤمن الحزب بأن التمكين لا يتم بالشعارات، بل بخلق فرص حقيقية للمشاركة في صنع القرار، وبناء الوعي، وتحمل المسؤولية.
عهد متجدد ومسار مستمر:
في هذه الذكرى، لا يحتفل الحزب بقدر ما يستحضر المسؤولية، ويجدد العهد بأن يبقى صوتًا حرًا لليمنيين، حاملًا لهمّهم، مدافعًا عن حقوقهم، متمسكًا بمشروع الدولة، ومساهمًا في ترسيخ مبادئ الجمهورية والعدل والوحدة.
ويعدّ الرشاد هذه المناسبة فرصة لتقييم الأداء، وتطوير الخطاب، وتجديد الشراكة مع المجتمع، والتأكيد على مواصلة النضال من أجل يمن مزدهر، مدني، مستقر، وموحد، يتسع لكل أبنائه، ويحتكم إلى القانون، وتُصان فيه الحقوق والحريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى