تقارير ومقابلات
السرطان في مناطق المليشيا ، مرضى مهددون بالموت
الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
ليس فقط الجوع والحرب التي سببتها المليشيا الحوثية هما ما جعل بلادنا تندرج تحت اسوأ ازمة انسانية في العالم ، بل الأمراض التي تتفشى في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية تعتبر احد اهم الاسباب التي فتكت وانهكت كاهل المواكنين على مدار سنوات الحرب العبثية الحوثية.
مرضى السرطان ، لم يسلموا من بطش وتنكيل المليشيا الحوثية لهم ، فمنذ أن اجتاحت المليشيا الانقلابية صنعاء صيف 2014 عمدت على استهداف القطاع الصحي ، وليس هذا وحسب ، بل منعت كل الوسائل التي تؤدي إلى إغاثة القطاع الصحي كالمساعدات الدولية التي تقدمها الدول الكبيرة والمنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية واليونيسف ، أوقفت المليشيا كل تلك المساعدات الإغاثية والإنسانية بهدف تجويع السكان والضغك عليهم لكي يرضخوا لمطالبها ومخططاتها.
ويؤدي استهداف الميليشيات الحوثية المتكرر للقطاع الصحي الى تهديد حياة مرضى السرطان الذين ارتفعت أعدادهم لتصل إلى 60 ألف حالة، بينهم 18 ألف في محافظتي إب وتعز.
مصادر طبية كشفت نقلا عن «الشرق الأوسط» تضاعف معاناة آلاف المرضى من الأطفال والنساء، بسبب تدهور القطاع الصحي وأكدت أن مرضى السرطان في صنعاء وريفها ومحافظات إب وتعز وعمران وذمار وحجة وريمة وغيرها «يعانون الأمرين جراء انعدام الأدوية المجانية المقدمة لهم من منظمات دولية وغياب معظم الخدمات الصحية وتردي الأوضاع المعيشية لأسرهم».
المصادر تحدثت أيضا عن استمرار الميليشيات منذ اجتياحها صنعاء في قطع جميع الخدمات الصحية، سواء الأساسية أو الثانوية، واكتفائها بنهب ما تبقى من مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة مجهودها الحربي وزيادة أرصدتها المالية.
المئات من المرضى المصابين بالسرطان اشتكوا من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية بمناطق السيطرة الحوثية، مشيرين إلى أنهم يواجهون خطر الموت بسبب فشل المليشيا في إدارة المرافق الصحية وعبث قادتها بالموارد والمساعدات وبيعها.
وكشف أطباء وعاملون صحيّون في صنعاء نقلا عن «الشرق الأوسط» أن المئات من مرضى السرطان باتوا يعانون من مضاعفات وظروف صعبة في ظل سياسات الميليشيات الخاطئة وعدم توافر الإمكانات والأدوية، الأمر الذي أثر سلباً على علاجهم.
وأشار عاملون في قسم السرطان في مستشفى الثورة بصنعاء أن القسم يستقبل يومياً عشرات الحالات المصابة بالسرطان، قادمة من قرى ومناطق يمنية عدة واقعة تحت سيطرة الحوثيين. وأكدوا أن القسم بات «عاجزاً» عن تقديم أدنى الرعاية الصحية للمرضى، نظراً إلى ارتفاع أعداد المرضى المتوافدين إليه وضعف الإمكانات وعدم وجود التجهيزات المناسبة لعلاج السرطان، ناهيك عن الانعدام شبه الكلي للأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى المتعلقة بالعلاج والمكافحة.
ووفقاً للعاملين الصحيين، فأن مراكز علاج أمراض الأورام السرطانية بمناطق سيطرة الحوثيين تستقبل يومياً من 30 إلى 35 حالة مرضية من الذكور والإناث، ومن فئات عمرية مختلفة، طبقاً لإحصاءات يومية وأكدوا أن الأطفال والشباب حتى عمر الأربعين يشكلون النسبة الأكبر من الإصابات بالأورام السرطانية.
وذكر مصدر طبي في صنعاء عن استقبال المركز الوطني لمعالجة الأورام في العاصمة أكثر من 600 حالة شهرياً، وسط إهمال وتقاعس كبيرين من جانب سلطات الانقلاب ، وأكد أن المئات من مرضى السرطان «باتوا على شفا الموت نتيجة توقف أو تراجع عمل المراكز والمؤسسات المتخصصة بمكافحة مرض السرطان في مناطق الجماعة، ومنها المركز الوطني لعلاج الأورام والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، نتيجة العبث والاستهداف الحوثي المنظم».
وأبدى المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه تخوفه من استمرار توقف المساعدات المقدمة من المنظمات والمؤسسات الخيرية ورجال الأعمال، كونها المصدر الوحيد الداعم للمراكز حالياً، خصوصا بعد إيقاف الجماعة الميزانيات التشغيلية للمراكز منذ اجتياحها صنعاء في 2014.
وقد أنشأت المليشيا الانقلابية أواخر العام 2018 صندوقاً مزعوماً لمكافحة السرطان وعينت أحد عناصرها ويدعى عبد السلام المداني، رئيساً له، بهدف السيطرة على التمويلات والمساعدات لمراكز علاج السرطان سواء الحكومية أو تلك التابعة لمؤسسات خيرية ولمنظمات المجتمع المدني.
حيث أكدت مصادر خاصة في صنعاء أن الميليشيات استحدثت الصندوق عقب تلقي مركز الأورام مساعدة مالية بمبلغ مليون دولار من منظمة الصحة العالمية في 2018 وبينت أن الجماعة سعت حينها إلى فرض الصندوق كجهة رسمية لاستقبال مساعدات الجهات الدولية على أن يتولى مهمة إدارة المساعدات والمنح.
وسبق ذلك بأيام استحداث الانقلابيين هيئة جديدة تحت اسم «رابطة مرضى السرطان» بغية الالتفاف على الدعم الإنساني الدولي، وإصدارهم حينذاك لتوجيهات ألزمت المستشفيات والهيئات الحكومية في صنعاء بالتعامل مع تلك الرابطة المستحدثة وتقديم الدعم عبرها. وأشارت المصادر إلى أن «الجماعة هدفت من خلال إنشاء الرابطة إلى إحلالها محل المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، على نحو يمكنها من الالتفاف على الدعم الإنساني المقدم لمرضى السرطان من مركز الملك سلمان ومن منظمات دولية ورجال أعمال وغيرهم، لتسخير كل ذلك لتمويل مجهودها الحربي وإثراء قادتها».
وقدرت منظمة الصحة العالمية وجود 30 ألف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام، مؤكدة أنها سجلت خلال عام واحد فقط نحو 10 آلاف حالة جديدة ولم تحصل سوى 40 % من الحالات على العلاج بشكل كامل ومناسب.