السودان :اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في “الخرطوم والفاشر”
الرشاد برس ــــ عــــــربـــــــــــــــــــــــــــــــي
اندلعت، اليوم الإثنين ، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش السوداني نفذ غارات جوية على مراكز تجمع قوات الدعم السريع حول مصفاة الجيلي للنفط شمالي الخرطوم.
وذكرت المصادر أن أعمدة الدخان تصاعدت في سماء المنطقة بكثافة جراء القصف الجوي.
كما شن طيران الجيش غارات في مناطق جنوبي الخرطوم، ومنطقة القطينة بولاية النيل الأبيض المتاخمة للخرطوم من الناحية الجنوبية، حسب الشهود.
وقالت لجان مقاومة مدني في بيان، إن الطيران الحربي نفذ غارات ضد تجمعات “الدعم السريع” في قرية “بيكا” غرب مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
وفي وقت سابق ،امس الأحد، ندد المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني نور الدين بابكر بإعلان الحكومة الالتزام ببناء قاعدة روسية على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر، معتبرا ذلك تهديدا للسيادة الوطنية.
وكان السفير السوداني في موسكو « محمد سراج» أعلن المضي قُدما في بناء القاعدة، بناء على اتفاق مسبق موقع بين حكومتي البلدين في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وقال «بابكر»: إن تصريحات السفير تأتي تأكيداً لتصريحات مشابهة صدرت مؤخراً من مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، أشار خلالها إلى اتفاق مع موسكو لإنشاء القاعدة مقابل الإمداد بالسلاح والذخائر» مضيفا: «ندين هذه الخطوة غير الحصيفة ونشدد على رفضنا المبدئي لها».
واعتبر الحكومة الحالية فاقدة للشرعية ولا تملك الحق في تنفيذ أي اتفاقيات تخص جمهورية السودان، مضيفا: «أن السلطات الحالية فُرضت بالقوة على الشعب السوداني عبر انقلاب عسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مما نتج عنه فراغ دستوري ومؤسسي أدى إلى اندلاع حرب بين شريكي الانقلاب، تعد الأكثر تدميراً وترويعاً في تاريخ السودان».
ورأى أن المضي في بناء القاعدة العسكرية الروسية يتنافى مع القواعد الأساسية للقانون الدولي ويقّوض سيادة السودان على أراضيه ويخل بمبدأ ضرورة انتهاج سياسة خارجية متوازنة فضلا عن إسهامه في زج البلاد في أتون صراع دولي يؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتحولها تدريجياً إلى حرب بالوكالة».
ورأى أن الأولوية العاجلة في أجندة كل القوى الوطنية الحريصة على مصلحة البلاد هي وقف الحرب ووضع حد لويلاتها، ودفع المجتمع الإقليمي والدولي إلى دعم جهود وقف الحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية وإعادة البناء والإعمار.
وأعادت تصريحات عضو مجلس السيادة السوداني مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، الأسبوع الماضي قضية القاعدة الروسية إلى السطح، والتي ظلت تثير جدلا واسعا منذ العام 2017. وكشف الرجل الثالث في الجيش السوداني، السبت الماضي، عن طلب موسكو إقامة محطة تزود بالوقود على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخائر للجيش. وأشار إلى أن السودان يملك مساحة كافية من سواحل البحر الأحمر، تمكنه من عقد شراكات مبنية على المصالح المشتركة مع الدول الأخرى.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، أعلنت موسكو عن اتفاق مع الحكومة السودانية لإقامة قاعدة تموين وصيانة روسية على السواحل السودانية في البحر الأحمر. إلا أن الاتفاق تعثر بعد إطاحة الثورة الشعبية بنظام الرئيس السوداني عمر البشير في العام 2019.
ولاحقا تجددت النقاشات بين القادة العسكريين في السودان والحكومة الروسية، وسط تصاعد الأصوات الرافضة لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على السواحل السودانية.
وفي ظل التنافس الأمريكي الروسي الحاد، رست في فبراير/ شباط 2021 سفينتان حربيتان أمريكية وروسية في ذات الوقت على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر، بعد تجدد النقاشات حول اتفاق القاعدة الروسية.
ومنذ ذلك الوقت، تعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها الحكومة السودانية صراحة عن ترتيبات مرتقبة بالخصوص.
ويبلغ طول ساحل السودان المطل على البحر الأحمر 780 كلم، يضم عدة موانئ، تنشط في مجالات البضائع العامة والحاويات والحبوب ونقل المواشي، أبرزها ميناء بورتسودان الرئيسي الذي يتكون من عدة موانئ فرعية، أكبرها الميناء الجنوبي المخصص للحاويات، بالإضافة إلى الميناء الأخضر المخصص لاستقبال بواخر البضائع، وميناء عثمان دقنة المتخصص في خدمة الركاب والبضائع المتجهة غالبا إلى ميناء جدة في المملكة العربية السعودية.
ونهاية الأسبوع الماضي اختتم نائب رئيس المجلس السيادي السوداني مالك عقار زيارة إلى روسيا برفقة وزيري الخارجية والمالية.
المصدر: القدس العربي