السودان :اشتباكات متواصلة وقصف مدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم
الرشادبرس _عربي
تواصلت الإشتباكات العنيفة بمختلف الأسلحة اليوم السبت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني جنوب الخرطوم ومناطق متفرقة من ام درمان
وافادت مصاد محلية ان انفجارات عنيفة دوّت جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، في حين قال الجيش، إنه سلّم الصليب الأحمر عشرات الأطفال الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الدعم السريع
وقال مصدر عسكري لرويترز أن الجيش دمر قوة من الدعم السريع شرقي مطار الخرطوم وكبدها خسائر في الأرواح والمعدات، وهاجم بالطيران والمدفعية الثقيلة والمسيرات مناطق جنوبي الخرطوم حول معسكر طيبة، وحي المعمورة ومحيط كبري المنشية شرقي الخرطوم، كما هاجم الجيش مناطق عدة في الخرطوم بحري، في كل من كوبر، وحِلة كُوكُو، وكافوري، والحاج يوسف، وشمبات وأحياء الناقلة وحلة حمد، والحلفايا.
وقال الجيش السوداني في بيان، إنه سلّم ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أم درمان 30 قاصرا دون سن 18 كانوا يقاتلون مع قوات الدعم السريع.
وأكد الجيش أن تسليم الأطفال جاء التزاما بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وقانون حماية الطفل، على أن يسلمهم ممثلو المنظمة الدولية إلى المجلس القومي لرعاية الطفولة، تمهيدا لتسليمهم إلى ذويهم.
ولم يصدر تعقيب فوري من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو قوات الدعم السريع بشأن بيان الجيش.
على صعيد آخر، أدانت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، تهديد القادة العسكريين في السودان بإنهاء مهمة الأمم المتحدة في السودان، ووصفته بالأمر غير المقبول.
وأضافت غرينفيلد في لقاء مع مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن هذا التهديد مُدان، وعلى قادة العسكر سحبه على الفور، لا سيما أن البعثة مهمة لضمان استمرار الأمم المتحدة في دعم الشعب السوداني، حسب تعبيرها.
وحثت غرينفيلد القادة العسكريين في السودان على البحث عن طريقة للعمل مع الأمم المتحدة لفتح الممرات الإنسانية لمرور المساعدات، وأن يمنحوا التأشيرات للعاملين في المجال الإنساني.
وفي سياق متصل، أكدت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، أمس الجمعة، أنها ظلت على اتصال وثيق مع الجيش والدعم السريع لحثهما على وقف إطلاق النار.
وأضافت في بيان نشر على حسابها الرسمي في فيسبوك، أن 5 أشهر مضت على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع، وبعثة يونيتامس “ظلت على اتصال وثيق مع كلا الجانبين، لحثهما على الالتزام بوقف إطلاق النار بصورة جدية، والانتقال نحو وقف دائم للأعمال العدائية”.
على صعيد آخر، توجّه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم السبت، إلى أوغندا في زيارة رسمية، لبحث القضايا المشتركة بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية.
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة، أن البرهان سيجري خلال الزيارة (غير محددة المدة)، مباحثات مع رئيس جمهورية أوغندا يوري موسفيني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعد زيارة البرهان إلى أوغندا السادسة من نوعها، بعد مصر، وجنوب السودان، وقطر، وإريتريا، وتركيا منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وفي إطار آخر، حذّرت قوى الحرية والتغيير (التجمع السياسي المدني الرئيس في السودان) من أن البلاد قد تنقسم وتنزلق إلى حرب أهلية طويلة الأمد، إذا شكّل جانبا الصراع العسكريان حكومتين متناحرتين.
وقالت قوى الحرية والتغيير -في بيان نشرته أمس الجمعة عبر فيسبوك-، إن تلويح طرفي الصراع بتكوين حكومة في مواقع سيطرتهما سيترتب عليه تفتيت البلاد وتقسيمها، مؤكدة رفضها التام لهذا الإجراء.
ويأتي بيان قوى الحرية والتغيير بعد أن هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته. وفي المقابل، كان مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني قال، إن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال.
ويخوض الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي اشتباكات لم تفلح أي هدنة في إيقافها، ما خلّف 5 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 12 ألف جريح، حسب الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي المستقيل فولكر بيرتس، أمام مجلس الأمن الدولي في 13 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتسبب القتال بين الجانبين في أزمة إنسانية في السودان، الذي أصبح عدد النازحين فيه أكبر من أي دولة أخرى، إذ تقول المنظمة الدولية للهجرة، إن أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا منذ أبريل/نيسان الماضي، وفرّ أكثر من مليون شخص آخرين إلى دول الجوار.
ويتبادل الجيش والدعم السريع اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
المصدر :رويترز