السودان :معارك عنيفة في الخرطوم وموجة نزوح في أم درمان
الرشاد برس ــــ عــــــربـــــــــــــــــــــــــــــــي
شهدت منطقة العيلفون شرق النيل بولاية الخرطوم في الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع قرب محطات الوقود، بحسب وكالة رويترز
وقالت الوكاله إن الاشتباكات أدت إلى مقتل عدد من جنود الدعم السريع في المنطقة التي يوجد بها معسكر المهندسين التابع للجيش السوداني.
كما شن سلاح الجو التابع للجيش غارات على مواقع للدعم السريع في الخرطوم بحري، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف جنوبي المدينة.
واندلعت اشتباكات عنيفة جنوب الخرطوم، خاصة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش والأحياء المجاورة له، وقصفت الطائرات الحربية القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع وسط الخرطوم.
وفي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، أفاد شهود عيان بأن المدينة ما زالت تشهد حركة نزوح مستمرة للمواطنين إلى خارجها، لا سيما إلى دولة تشاد المجاورة.
وتشهد نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، جراء نقص خدمات المياه والكهرباء والأدوية منذ اندلاع الاشتباكات بين طرفي النزاع، وفق مصادر محلية.
الى ذلك قصفت قوات الدعم السريع بشكل “عشوائي” مناطق في أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وسط اشتداد المعارك مع الجيش السوادني، مما أدى إلى حركة نزوح في المنطقة.
وقالت غرفة طوارئ أحياء أم درمان القديمة -في تعميم صحفي- إن قوات الدعم السريع قصفت بشكل عشوائي أحياء مدينة أم درمان القديمة، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص في حي الشرفية.
وأكدت غرفة الطوارئ أن القصف العشوائي للدعم السريع جاء على خلفية تقدم قوات الجيش من عدة محاور في أم درمان القديمة، موضحة أن القصف أسفر عن مقتل سيدة و4 أطفال.
وتشهد أحياء أم درمان معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع، حيث تمكنت قوة من الجيش من الوصول إلى حي أبروف لأول مرة.
وشهد حي أبروف موجة نزوح عصر امس الاثنين بعد تمركز قوة الجيش شمال الحي وغربه، في حين تمركزت قوة الدعم السريع جنوبه وشرقه.
كما أكدت لجان مقاومة أبو روف أن كلا من قوات الجيش والدعم السريع في المنطقة طلبت من السكان إخلاء منازلهم.
ويبعد حي أبروف مسافة لا تزيد عن كيلو متر واحد من مدخل جسر شمبات بين الخرطوم بحري وأم درمان، وهو الجسر الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع شرقا وغربا.
وفي وقت سابق امس أطلق الجيش السوداني قذائف مدفعية من شمالي أم درمان باتجاه مواقع لقوات الدعم السريع.
ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع شرق ووسط الخرطوم وجنوب ووسط أم درمان، حيث سُمعت أصوات قصف مدفعي، مما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان.
من جانبه، انتقد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار تعدد المبادرات الخارجية لإنهاء الأزمة في بلاده، قائلا إنها لم تأخذ السودان إلى “مربع إنهاء الحرب”.
وأعرب عقار عن أمله بوقف صوت البندقية إلى الأبد، وتأسيس دولة جديدة يفخر بها السودانيون.
وفي 13 يوليو/ تموز الماضي، استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة بين الجيش والدعم السريع.
وفي 15 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الخارجية السودانية رفضها رئاسة كينيا للجنة الرباعية الخاصة بحل أزمة السودان (إيغاد).
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ السادس من مايو/أيار الماضي مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين.
وفي السياق، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق نار “فوري”، مشيرا إلى وجود ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد.
جاء ذلك في كلمة له في اجتماع بتشاد، هو الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة القاهرة لدول جوار السودان.
وقال شكري في كلمته “إن أبناء الشعب السوداني يعيشون يوميا تحت دوي المدافع وحجم المعاناة الإنسانية يزداد يوما بعد يوم”.
وأعرب وزير الخارجية المصري عن أمله في القيام بإجراءات فورية من دول الجوار لمساعدة السودان و”أن يعم السلام من جديد ربوعه كافة”.
المصدر:رويترز