تقارير ومقابلات

الصحفيون ، أقلام تكسرها المليشيا

الرشاد برس تقرير / آواب اليمني

أيا كان الذي يعارضها ، تقوم المليشيا الانقلابية بقمعه وآخذ روحه من جسده ،
مواطنا عاديا كان أو شيخ علم أو معلما أو دكتورا ، أو عالم دين ، أيا كان ، فهي لا تعرف أحدا ، إلا أولئك الذين هم في صفها ، فكم هم المدنيون والمعلمون والمشائخ والدكاترة في الجامعات الذين ازهقت أرواحهم المليشيا الانقلابية بدون أدنى سبب يذكر ، سوى أنهم عارضوهم ، وكشفوا مخططاتهم ، ولم يرضوا بأن يعيشوا تحت طغيانهم وبطشهم وتنكيلهم .
الصحفيون ، أولئك الذين نالوا نصيبا كبيرا من بطش وقتل وتنكيل المليشيا الانقلابية ، فإما هم قتلى ، أو مخفيون ومختطفون يقبعون في سجونها ، يتلقون أبشع أنواع القبح الحوثي ، والظلم الكهنوتي ، والتنكيل المليشاوي الذي لا يرحم .
وفي هذا الصدد ، لم تقتصر المليشيات الحوثية في جرائمها ضد الإعلام في التنكيل بالصحفيين، لكنها مارست تضييقًا مروِّعًا ضد المحامين الذين يتولون مهام الدفاع عن هؤلاء المعتقلين.
ففي صنعاء ، أقدم قاضي المحكمة الجزائية المتخصصة محمد مفلح على طرد هيئة الدفاع عن الصحفيين العشرة المعتقلين لدى المليشيات من قاعة المحكمة، بعد تمسُّك الهيئة بطلب رده عن نظر القضية.
مصادر حقوقية قالت إنّ تصرف القاضي يُمثّل إنكارًا للعدالة وواحدة من أشد طرق الظلم لكون القضية في أول درجات التقاضي، كاشفةً أنّ المحكمة تماطل في محاكمة الصحفيين الذين مضى على اعتقالهم من قِبل الحوثيين أربعة أعوام.
وبينما المحامون الذين يدافعون عن الصحفيين ، الصحفيون كشفوا عن تعرُّضهم للتعذيب والضرب داخل سجن الأمن السياسي الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.
وكانت المليشيات الحوثية قد بدأت في ديسمبر الماضي محاكمة الصحفيين العشرة بتهمة “التخابر مع دول التحالف العربي”، وهم عبد الخالق عمران، أكرم الوليدي، الحارث حميد، توفيق المنصوري، هشام طرموم، هيثم الشهاب، هشام اليوسفي، عصام بلغيث، حسن عناب وصلاح القاعدي.
إذا قامت المليشيا في مطلع يونيو 2015، باعتقال الصحفيين بتهم تبني أعمال مضادة للانقلابيين، بما فيها التخابر مع التحالف العربي.
الاعتداءات الحوثية على الصحفيين ومحاميهم تندرج ضمن جرائم عديدة ترتكب المليشيات ضد قطاع الإعلام، بغية إسكات أي أصوات معارضة تخرج ضدها.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، ارتكبت الكثير من الانتهاكات في مجال الإعلام وذلك منعًا لظهور أي أصوات معارضة تفضح الإرهاب الذي يمارسه الانقلابيون.
وبيَّنت إحصائيات سابقة أنَّ نحو 1000 صحفي وإعلامي اضطروا إلى النزوح ومغادرة اليمن تفاديًّا لتعرضهم للاختطاف أو القتل، كما حجبت المليشيات أكثر من 280 موقعًا ووكالة وشبكة إخبارية محلية، مع استنساخ بعضها بمواقع بديلة تنفّذ من خلالها سياساتها وحملاتها التحريضية.
ومنذ إحكام سيطرة المليشيات على صنعاء على وجه التحديد، ارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الحريات الصحفية كالاعتداء والقتل والتهديد والاختطاف والنهب والفصل عن العمل.
وتعتمد وسائل الإعلام الحوثية على الصبغة الدينية، ولا تكفّ عن الحديث عن “المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية”، وما تُسميه “التواطؤ العربي”.
وفي 2011، أنشأت مليشيا الحوثي قناة “المسيرة” كوسيلة إعلامية رسمية باسمها، تبثّ من الضاحية الجنوبية، وتضمّ طاقمًا إعلاميًّا وميدانيًّا معظمه لبناني، إلا أن المودعين أي المموّلين يمنيون، وتستفيد من القمر الصناعي الخاص بـ”تلفزيون المنار” التابع لـ”حزب الله” للبثّ.
وبعد عامين على إنشاء قناة “المسيرة”، أطلق الحوثيون في العام 2013 قناة “الساحات” الإخبارية، وتعاقب عدد من المديرين على القناة التي جرى إطلاقها رسميًّل من العاصمة اللبنانية في يوليو 2013، إلا أنهم استقالوا بسبب ملف الفساد الذي ظل يضرب القناة منذ انطلاقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى