تقارير ومقابلات

الصحفيون في اليمن ..انتهاكات مستمرة واوضاع صعبة

الرشاد برس ـــ تقرير /صالح يوسف
تحتل اليمن المرتبة 169 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة من بين 180 دولة، حيث تندرج ضمن أسوأ البلدان قمعًا لحرية التعبير.
وقد تزايدت مِحنة الصحفيين والإعلاميين الناتجة عن الانقلاب الذي نفذته المليشيا الحوثية منذ 2014
وتداعياتها على مِهنة الصحافة، ومناخ الحريات وقد وصل إلى حد القتل والاحتجاز التعسّفي والإخفاء القسري، ووقف الرواتب، والطرد من العمل.
ولم تقتصِر تلك الانتهاكات فقط على الاعتقال والملاحقة، بل وصلت إلى حد محاكمة 10 صحفيين وإدانتهم من قبل الحوثيين بـ”الخيانة العظمى”، ومطالبات بإعدامهم، بما يجعل الوضع الإعلامي في مناطق سيطرة المليشيا بأسوأ أحواله خلال السنوات السبع الماضية.
تقرير سنوي
وفي اخر تقرير حقوقي أصدره مرصد الحريات الإعلامية وثق ٨٦ حالة انتهاك من بينها ٤ حالات قتل تعرّض لها صحفيون بطريقة بشعة خلال أقل من شهر
وأفاد المرصد في تقريره السنوي حول واقع الإعلام في اليمن ، بعنوان “الإعلام اليمني.. نزيف الأرواح والحقائق ” أنه حاول من خلاله وضع صورة متكاملة للمشهد الإعلامي في اليمن، وتداعيات الحرب على الحريات الإعلامية، كما احتوى على رصد للانتهاكات المرتكبة من قبل المليشيا الحوثية وبعض الاطراف
وأوضح المرصد أنه بالإضافة الي حالات القتل فقد تم رصد 6 حالات اصابة و 18 حالة اعتقال و 9 حالات اعتداء و 13 حالة تهديد و15 حالة محاكمة واستجواب من قبل نيابات وأقسام شرطة و 12 حالة نزوح و 5 حالات اقتحام ونهب وايقاف مؤسسات اعلامية و 4 حالات انتهاك توزعت بين اقتحام منازل ونهب وتحريض وفصل تعسفي.
ومع استمرار الحرب التي فرضها الانقلاب الحوثي تفقد اليمن مكتسباتها من الهامش الديمقراطي والممارسة المعقولة من حرية التعبير وحرية الصحافة التي كانت ملموسة بإجمالي ما يقارب ألفين وأربعمائة انتهاك حتى نهاية العام 2021م من بينها 50 حاله قتل للصحفيين وعاملين في مجال الاعلام ابتداء من العام 2015 وحتى نهاية العام 2021م .
ويشير التقرير إلى تصدر المليشيا الحوثية قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن بواقع 40 انتهاك من إجمالي الحالات المسجلة خلال العام الماضي، و 21 حالة انتهاك مارستها أطراف اخرى، و 11 انتهاك مارستها أطراف تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، و انتهاك واحد سجل ضد قوات طارق صالح ، و 3 انتهاكات سجلت ضد متنفذين ، و 9 انتهاكات سجلت ضد مجهولين ، وانتهاك آخر ضد ناشطين .
وضع مأساوي
و اشار التقرير الى ان الحرب في اليمن التي فرضها الانقلاب أدت إلى إخراج قطاع واسع من الصحفيين من مربع الوظيفة والعمل بالقطعة إلى رصيف البطالة لأسباب تعددت بين إغلاق وتجريف وسائل الإعلام المناوئة للأطراف، وبين الهروب من الملاحقات، وبين النزوح أو الهجرة؛ خوفًا على الحياة إلى جانب الصمت خوفًا من الإخفاء والاعتقال الأمر الذي حول حياة معظم الصحفيين المهنيين والمستقلين وكذلك الصحفيين الذين كانوا يعملون لحساب وسائل إعلام رسمية، أو معارضة حول حياتهم وحياة أسرهم إلى مأساة ماثلة للعيان.
واكد التقرير أن النزاع في اليمن وصعوبة الحصول على المعلومة خلقت بيئة ملائمة لانتشار الشائعات في الوقت الذي يحتاج الجمهور معرفة حقيقة ما يدور حولهم ، لكنهم قد لا يحصلون على ذلك أن الأجواء الضبابية توفر البيئة الملائمة للشائعات والاخبار المضللة ، كما ان ضعف فرص تأهيل الصحفيين اليمنيين على كيفية التحقق من المعلومات ومواجهة الشائعات يجعلهم ينساقون بحسن نية خلف تلك الشائعات وزيادة انتشارها .
موقف نقابة الصحفيين
وكانت نقابة الصحفيين قد رصدت تقريرا مماثلة لهذا التقرير في العام المنصرم ولكنه يختلف في الارقام فقدرصدت النقابة 104 حالات انتهاك طالت وسائل إعلام وصحفيين ومصورين ومقتنياتهم منذ 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2021.
وأشارت إلى أن الصحافيين عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، وحارث حميد يواجهون حكمًا سياسيًا جائرًا بالإعدام ترفضه النقابة وتطالب بإسقاطه.
وسجلت النقابة 12 حالة تحريض وتهديد ضد الصحفيين، منها 6 حالات تحريض على صحفيين بنسبة 50%، 4 حالات تهديد بالضرب والأذى بنسبة 33%، وحالتي تهديد بالتصفية الجسدية بنسبة 17%.
وارتكبت المليشيا 5 حالات منها، فيما ارتكب مجهولون 5حالات
ووثقت النقابة 11 حالة اعتداء طالت وسائل إعلام وصحفيين وممتلكاتهم، منها 4 حالات اعتداء على وسائل إعلام بنسبة 36.3% من إجمالي الاعتداءات، 3 حالات شروع بالقتل بنسبة 27.3%، وحالتي اعتداء على صحفيين بنسبة 18.2%، وحالتي تهجم على منازل صحفيين 18.2%.
وفيما يخص المنع والمصادرة فقد سجلت النقابة 19 حالة، منها 10 حالات منع من التغطية الصحفية بنسبة 52.6% من إجمالي المنع والمصادرة، 4 حالات منع من زيارة الصحفيين المختطفين بنسبة 21.1%، 3 حالات مصادرة لكاميرات مصورين صحفيين بنسبة 15.8%، وحالتي مصادرة لسياراتين بنسبة 10.5%.
كما رصدت النقابة 12 حالة محاكمة للصحفيين ووسائل الإعلام، منها 8 حالات محاكمات بنسبة 66.6%، وحالتي صدور أحكام قضائية بنسبة 16.7%، وحكم بإغلاق محرك بحث صحافتك من قبل محكمة استئناف أمانة العاصمة صنعاء، وحالتي استدعاء وتحقيق
انتهاكات مستمرة
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد رصدت اكثر من 20 انتهاكا بحق الصحفيين والإعلاميين في البلاد، خلال ثلاثة أشهرالماضية
جاء ذلك بحسب تقرير صاد عن النقابة، رصد وضع الحريات الإعلامية والصحفية منذ يناير المنصرم وحتى بداية شهر ابريل الفائت
وبين التقرير أنه “من بين هذه الانتهاكات 6 حالات إيقاف لإذاعات أهلية، و5 حالات اعتداء على مؤسسات صحافية وصحفيين”.
وأشار التقرير أنه “تم كذلك رصد 5 حالات تعذيب طالت صحفيين معتقلين في سجون،المليشيا وثلاث حالات احتجاز حرية، وحالة تهديد واحدة”.
واضاف التقرير أن المليشيا الحوثية ارتكبت معظم تلك الانتهاكات
وتابع: “تستمر حالة الإفلات من العقاب لكل مرتكبي الجرائم بحق الصحافة والصحفيين، وتتجاهل السلطات المختلفة التفاعل بإيجابية لتقديم منتهكي الصحافة للقضاء وردعهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى