أخبار العالم

الصين تهاجم ترامب “لن نركع أمام المتنمر”

الرشاد برس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
نشرت وزارة الخارجية الصينية مؤخرًا مقطع فيديو حمل لهجة شديدة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفة إياه بـ”المتنمر”، ودعت فيه المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه ما سمّته بـ”السياسات العدوانية للهيمنة الأمريكية”.
وأكدت الرسالة المصوّرة أن “الانحناء أمام المتنمر لا يُشبه سوى تجرّع السم لإرواء العطش”، مشددة على أن “الركوع لا يؤدي إلا إلى مزيد من التنمر، وأن الصين لن تركع”. واستعرض الفيديو ما وصفته بكفاحها في وجه الضغوط الاقتصادية الأمريكية، معتبرًا أن التاريخ يُثبت فشل الخضوع للضغوط، وساق أمثلة من شركات كبرى مثل “توشيبا” اليابانية و”ألستوم” الفرنسية، التي قالت إنها أُجبرت على التفكك أو تكبدت خسائر جسيمة نتيجة الضغوط الأمريكية، الأمر الذي انعكس سلبًا على اقتصادات دولها لعقود.
وفي المقابل، قدّمت الصين نفسها كقوة اقتصادية مسؤولة ومنفتحة، تدعو إلى نظام تجاري عالمي قائم على الشراكة العادلة والاستثمار الآمن. وجاء في الفيديو: “ستصمد بلادنا مهما هبّت العواصف، وعلى أحدهم أن ينهض، حاملاً مشعلاً يبدّد الضباب وينير الطريق”، في دعوة رمزية للدول الأخرى للانضمام إلى مساعي مقاومة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.
ووصف الفيديو الولايات المتحدة بأنها “نمر من ورق”، مشيرًا إلى أن صادراتها ووارداتها لا تمثل سوى أقل من خمس التجارة العالمية، ما يجعلها، وفقًا للرؤية الصينية، أقل تأثيرًا مما تدّعي. وأضاف: “عندما يتّحد العالم، تصبح الولايات المتحدة قاربًا صغيرًا تائهًا في محيطٍ هائج، لا يملك القدرة على فرض إرادته”.
ورغم تصاعد التوترات، تجاهل الفيديو الإشارة إلى الإجراءات الجمركية المباشرة، ومنها الرسوم البالغة 145% التي فرضتها إدارة ترامب على السلع الصينية، والرسوم الانتقامية البالغة 125% التي ردّت بها بكين.
وكان ترامب قد أعلن، في 2 أبريل الجاري، فرض تعريفات جمركية “متبادلة” على واردات من دول عدّة، على أن يكون الحد الأدنى للمعدل 10%، مع منح الدول حق تحديد رسومها بما يعادل نصف ما تفرضه على المنتجات الأمريكية. ثم عاد، في 9 أبريل، وأعلن تعليق هذه الرسوم على أكثر من 75 دولة لمدة 90 يومًا لإتاحة فرصة التفاوض، إلا أن الصين لم تكن من بين تلك الدول المشمولة بالاستثناء.
وفي هذا السياق، قدّرت منظمة التجارة العالمية أن تبادل فرض الرسوم بين واشنطن وبكين قد يؤدي إلى انخفاض التجارة بين البلدين بنسبة تصل إلى 80%، ما يعكس عمق الأزمة وتداعياتها المحتملة على الاقتصاد العالمي.
المصدر: سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى