تقارير ومقابلات

الضنك يجتاح تعز والحديدة

الرشاد برس | تقرير / أواب اليمني

كثيرة هي المصادر سواء المحلية او العربية أو الدولية ، التي تتحدث بأن الآلاف من المواطنين مصابون بحمى الضنك، لكن هذه المصادر لم تكن صادقة في أرقامها ، إذ أن وباء حمى الضنك يفتك يوميا بالعشرات بل بالمئات من المواطنين الذي يقبعون تحت سلطة وسيطرة المليشيا الحوثية الكهنوتية.
محافظة الحديدة ، البيئة التي تتفشى فيها حمى الضنك بشكل جنوني ، وليس للمواطنين أدنى ذنب في أن يفتك بهم هذا الداء الفتاك ، لكنهم يعيشون تحت حصار المليشيا الحوثية الكهنوتية التي كانت السبب الأول في إنتشار الكثير من الأوبئة والامراض في الحديدة وغيرها من المحافظات التي تخت سيطرتها ،
وبحسب تقارير طبية في محافظة الحديدة ، فإن وباء حمى الضنك والملاريا يجتاح مديريات زبيد، وبيت الفقيه، والزهرة، واللحية، بشكل مخيف بعد أسبوعين من اجتياح الوباء لمديرية الجراحي، التي تسبب فيها بوفاة أكثر من 40 حالة، وفقاً لما ذكرته بعض المواقع الإخبارية المحلية.
المصادر والتقارير الطبية تؤكد أن الأدوية والأمصال والسوائل الوريدية التي جاءت بها منظمة الصحة العالمية غير كافية لتغطية المصابين في مديرية الجراحي وحدها، والتي صارت مديرية منكوبة في الوقت الذي ينتشر وباء حمى الضنك بشكل مخيف في المديريات المجاورة، ناهيك عن حصار المليشيا الحوثية ومنعها من دخول أي مستلزمات ومساعدات طبية ، ففي الحديدة المكنوبة وغيرها من المحافظات التي تحت كهنوت المليشيا الحوثية، أغلقت وتوقفت معظم المراكز الصحية ، فقد أصبحت المليشيا لا تبالي بألالام السكان الذين تفتك بهم الأوبئة وتتسبب في وفاة المئات وإصابة الآلاف.
ومن بين الأرقام التي لم تذكرها الاحصائيات العربية او المحلية ، يتحدث ناشطون عن وفيات أخرى لم يتم حصرها في مديرية الجراحي في محافظة الحديدة، لكونها توفت في مناطق نائية ولم يبلغ عنها فالوباء انتشر بالتزامن مع هطول الأمطار على المديرية وانتشار كثيف للبعوض، حيث تشير المعلومات الاستطلاعية، أن غالبية الأسر في المديرية أصيبت بالوباء، في ظل غياب تام للرعاية الصحية في المديرية الخاضعة لسلطات الحوثيين والمنظمات المحلية والدولية الإغاثية.
وما يزيد الأمر سوءا وألما ، أن ميليشيا الحوثي تحرم المواطنين المصابين بالوباء من دخول المستشفيات وتخصص المستشفيات الحكومية بمناطق سيطرتها لعلاج جرحاها، وتمنع علاج المرضى وتفرض عناصر لإدارة المستشفيات الخاصة لجباية إتاوات مالية كبيرة ،
ولم تتوقف المعاناة هنا ، بل أصبحت الخدمات الصحية متردية جدا ، بسبب إيقاف ميليشيا الحوثي لمخصصات المستشفيات الحكومية بمناطق سيطرتها، وفرضها إتاوات كبيرة على المستشفيات الخاصة، مما أدى إلى انتشار الأوبئة بشكل كبير في ظل غياب مكافحة البعوض والرش بالمبيدات للقضاء على البعوض الناقل وعدم القيام بحملات التوعية.
محافظة تعز ليست منا ببعيد ، هي الأخرى تعاني فتكا شرسا من قبل حمى الضنك ، لم تختلف عن محافظة الحديدة كثيرا ، إذ انتشرت الحمى في كل أحياء المدينة ومديريات محافظة تعز ، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ لمواجهة وباء حمى الضنك الذي تفشى مؤخراً بالمدينة بشكل كبير.
وتتحدث تقارير أن عدد حالات الإصابة بمرض حمى الضنك في المحافظة، وصل إلى أكثر من 5 آلاف و200 حالة منذ مطلع 2019، إضافة إلى رصد عشرات الوفيات.
ووفقا للتقارير الصادرة عن المنظمة الدولية فإن ارتفاع عدد الإصابات بحمى الضنك في بلادنا متسارعة، وتنذر بكارثة إنسانية، نتيجة الأمطار، وبسبب حصار المليشيا الحوثية ومنعها من وصول المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق المصابة بالوباء.
تظل المناطق التي تحت سلطة وسيطرة المليشيا الحوثية تفتقر إلى أبسط الحقوق والرعاية الصحية ، فالمرافق الطبية لا يوجد فيها أبسط المقومات للحد من انتشار الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى