مقالات
العبرة بالاتباع وليس بالالوان

بقلم / آواب اليمني
حتى وإن ادّعوا الإنتساب اليه ، لكنها تنتقض ذلك واقعا ، إذ عمدت المليشيا الانقلابية على نهب أموال الناس بالقوة ليفجروا المساجد ويقتلوا ويهجروا ويعتقلوا الراكع والساجد، وليصدوا عن الإسلام من يفكر أن يدخل فيه، ثم إنهم مع هذا يسمون إجرامهم هذا جهادا يلزمون الناس بتمويله ليستكملوا من خلاله نقض عرى الاسلام الذي يدعون الإنتساب لنبيه، ويعملون على اشاعة روح الكراهية وعدم الاحساس بالأخرين بدلا عن التراحم رغبة منهم بتمزيق بلاد المسلمين التي يبدأ تمزيقها بتمزيق نسيجها الاجتماعي ليسهلوا بهذا لأعداء المسلمين مهمة الإنقضاض عليهم كما هي سنة وسابقة أجدادهم والتأريخ خير شاهد لمن استنطقه.
جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم لينقل العباد من ضيق الدنيا الى سعتها وذلك من خلال دعوته المحررة للناس من العجز، والإتكالية، ومن العيش عالة على الغير، حتى لا يؤتون من قبل بطونهم فيستعبدون ويذلون كون الذي لايملك قوته لايملك قراره، بل يعيش في ظل قرارات الأخرين، فكان أن عمد صلى الله عليه وسلم لتشجيع الناس على إطلاق طاقاتهم وتوظيفها فيما يعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ويحررهم من الاتكال على غيرهم وحظظهم على ذلك فكان مما حظظهم به قوله عليه الصلاة والسلام:”من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له”.
وجاء من يدعون الانتساب اليه من الحوثية ليضيقوا ويفسدوا على الناس معايشهم وينقلوهم من سعة الدنيا الى ضيقها، ويكبلوا باستئثارهم بكل شئ طاقات الناس وقدراتهم التي ما كان لها أن تكبل لولا حربهم الممنهجة على الرأس المال الوطني ومحاولتهم الاستئثار به ليصبح المال على إثره وبعد قطعهم لمرتبات الخلق دولة بينهم فقط، ويصبح الناس على إثر ذلك عالة على المعونات الدولية التي لم تسلم هي الأخرى من تسلط الحوثي عليها وجعلها وسيلة ليستعبد بها الناس ويستبد بهم.
جاء نبينا صلى الله عليه وسلم ليحرر الناس من العبودية لغير الله ويعبِدهم لله وحده، فكان مما ثبت عنه قوله: “بعثت بين يدي الساعة بالسيف ليعبد الله وحده”.
وجاء من يدّعون الانتساب اليه من الانقلابيين بقوة البندقية ليستبدوا بالناس ويعبدوهم لسيدهم من دون الله.
هذه بعض المفارقات العجيبة من قبل من يدعون الإنتساب لرسول الله عليه الصلاة والسلام والتي نخلص منها الى أنه لاصلة لهم به لا من جهة النسب ولا من جهة الدين، أما من جهة النسب فقديما قال العرب:
بأبه اقتدى عدي بالكرم
ومن يشابه ابه فما ظلم
وقد أوردنا لكم شيئا يسيرا من ما يثبت مخالفتهم لرسول الله وتعمد انتهاجهم وانتصارهم ودعوتهم للضد من الأخلاق التي تحلى بها ودعا لها والف الناس عليها عليه الصلاة والسلام، وهنا ياترى ما الذي شابهوا به رسول الله من الأخلاق حتى يمكن لنا أن نقتنع بحقيقة انتسابهم اليه؟! فالمحب الصادق متابع صادق.
وأما من جهة الدين فإنهم وإن احتفوا بمولده فإن العبرة بالإتباع والسير على نهجه لا بالإبتداع ومحاربة هديه، ولو كان برهان الانتساب لدينه الاحتفال بمولده فإن أبا لهب ذاته كان أول المحتفين بمولده بعتقه لجاريته ثويبة التي كانت أول المبشرين له بمولده عليه الصلاة والسلام لكن ذلك لم يغني عنه شيئا وقد تنكب السير عن طريقه وراح يبارزه بالخصومة والحرب، فإذا كان الشئ للشئ ينسب فإنه يمكن لنا أن نثبت هاشميتكم على أنها امتداد لنسل أبي لهب لا لنسل علي رضى الله عنه، ولا لمحمد عليه الصلاة والسلام القائل محذرا قرابته:” لايأتوني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم فإني لا أغني عنكم من الله شيئا” هذا وهو يخاطب من ناصروه وتأسوا به وعاشوا معه وفي كنفه، فما عساه أن يقول اليوم لمن يدعون الانتساب اليه وهم يطعنون فيه وفي سنته ويحاربون هديه ويطعنون في عرضه ويتكسبون بمولده بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام؟!..