تقارير ومقابلات
الغام الحوثي .. تخطف الأروارح وتهدد المستقبل
الرشاد برس ــ تقرير /صالح يوسف
ترتكب المليشيا الحوثية ضد أبناء اليمن ابشع جريمة عرفها التاريخ والتي راح ضحيتها المئات من النساء والأطفال والمدنيين، وهي الجريمة الحصرية التي تنفرد بها المليشيا الحوثية وتميزها عن الجماعات الارهابية وهي زراعة الالغام
وكانت بلادنا قد صادقت مبكراً على “اتفاقية أوتاوا” المتعلقة بالألغام 1997م مع معظم دول العالم، والتي تجرم زراعة وصناعة ونقل الألغام التي يتضرر منها الأبرياء أثناء الحروب وبعد الانتهاء من النزاعات، إلا أن المليشيا الحوثية والتي صنفت بأنها جماعة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية ورفعت من قائمة التصنيف بعد شهر واحد فقط، تحت مبررات المساعدات الإنسانية ـ ماتزال ماضية في زراعة الألغام، لأنها وجدت تعاطفاً دولياً شجعها على الاستمرار في جرائمها ضد المدنيين دون الضغط عليها لتعديل سلوكها الإجرامي وممارسة انتهاكاتها ضد المدنيين ومنها الجريمة الأبرز القتل والإصابات والإعاقات الدائمة بسبب الألغام التي تزرعها.
وتقول التقارير المرفوعة من منظمات نزع الالغام خلال السنوات الأخيرة انه تم نزع مايقارب من نصف مليون لغم وعبوة ناسفة، وفقاً لخبراء ومتخصصين في المركز الوطني للتعامل مع الألغام ومركز مسام لنزع الألغام في اليمن، وماتزال مئات الآلاف من الألغام تحت الأرض تهدد حياة مئات الآلاف من الأبرياء.
لم يتوقف الأمر عند قتل الأطفال بالألغام وتعرضهم للإعاقات الدائمة وبتر أطرافهم، بل وصل القبح بميليشا الحوثي استخدم الأطفال في زراعة الألغام وتدريبهم عليها والتعامل معها وهي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي واتفاقيات وبروتوكولات حماية الطفولة
تحذيرات متواصلة
هذا وقدحذرت منظمات حقوقية في رسالة مشتركة وجهتها للمبعوث الأممي من كارثة الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها المليشيا الحوثية الارهابية على نطاق واسع، وما تسببت به من خسائر بشرية وأضرار مادية وخيمة على اليمن
وطالبت تلك المنظمات الحقوقية، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، بالضغط على ميليشيا الحوثي لتسريع تسليم خرائط زرع الألغام وتضمين ملف الألغام ومخاطرها في اليمن حاضرا ومستقبلا على قائمة الأولويات الإنسانية.
واعتبرت ذلك البوابة الرئيسية للولوج لأية عملية سلام مقررة في اليمن وضمانة حقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
وحذرت المنظمات الحقوقية في رسالة مشتركة وجهتها للمبعوث الأممي من كارثة الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها جماعة الحوثي على نطاق واسع، وما تسببت به من خسائر بشرية وأضرار مادية وخيمة على اليمن أرضاً وإنسانا
وأشارت إلى أن عدم وجود الخرائط منع وصول الفرق الهندسية المتخصصة إلى معظمها، ما يجعل بقاءها خطراً حقيقياً على حياة السكان اليمنيين في المناطق اليمنية التي لا تزال مسرحاً للنزاع.
وحذرت المنظمات من استمرار مليشيا الحوثي في زرع الألغام، الأمر الذي ينذر بكوارث إنسانية وشيكة. لا أحد يعرف حجم الفواتير الباهظة التي سيدفعها المدنيون.
وكانت المنظمات الحقوقية أطلقت مؤخراً تقرير “الألغام كابوس يطارد اليمنيين”، والذي يوثق الانتهاكات الناجمة عن زراعة الحوثيين للألغام في المحافظات اليمنية خلال الفترة من إبريل 2014 وحتى مارس 2022الأمم المتحدة تعلن مقتل 19 مدنياً خلال الهدنة في اليمن خصوصاً بسبب الألغام
ارقام مخيفة
هذا وقدأعلنت الأمم المتحدةاول امس الجمعة مقتل 19 مدنياً وإصابة 32 آخرين خلال الهدنة السارية في اليمن والتي مدّدت لشهرين إضافيين الخميس، خصوصاً بسبب الألغام أو العبوات الناسفة يدويّة الصنع أو الذخائر غير المنفجرة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنّ هذه الحصيلة المسجّلة بين الثاني من نيسان/أبريل والأوّل من حزيران/يونيو “تلقي الضوء على التهديد الذي تشكّله هذه الذخائر على المدنيين، على امتداد فترة زمنيّة طويلة مخلفة وفيات وإصابات بالغة”.
وأفادت إليزابيت ثروسيل المتحدّثة باسم المفوضيّة في جنيف الجمعة أنّ “الأطفال هم الجهة الأكثر تعرّضاً للخطر. بين الثاني من نيسان/أبريل والأوّل من حزيران/يونيو قتل 3 أطفال وجرح 12”.
وقالت ثروسل إن اثنين من المدنيين من بينهم صبي أصيبا بجروح خطيرة في تعز جنوب غرب البلاد.
كما سجل مكتب المفوضية العليا في مقرّه باليمن حادثتين أخريين جراء نيران طائرات بدون طيار أسفرت عن إصابة أربعة مدنيين، بينهم فتاة،في تعز
وأضافت ثروسل “نشجّع جميع الأفرقاء على بذل جهود جدية لتأمين إعادة فتح الطرقات المؤدية إلى تعز” المحاصرة منذ العام 2015 من المتمرّدين الحوثيين، و”التي تشهد وضعاً إنسانياً صعباً”.
ودعت ثروسل إلى احترام شروط الهدنة” والتوقف عن تجنيد الأطفال “وهي ممارسة غير قانونية تنتهك الالتزامات التي قطعتها جميع الأطراف”.
خطر يهدد مستقبل الاجيال
يقول المقدم/ علاء عبدالله “متطوع في نزع الالغام “ان بقاء ملايين الالغام تحت التراب خطر محقق على المدى البعيد يهددمستقبل الاجيال لانها جهزت بطريقة عشوائية وفي معظم محافظات الجمهورية
ويضيف المقدم/ علاء ان من اهم مايعيق عملنا في الميدان هوعدم وجود خرائط توضع تواجد حقول الالغام الفردية والجماعية مما يجعل بقاءها خطراً حقيقياً على حياة السكان في المناطق التي لا تزال مسرحاً للنزاع.
ويقول: المشكلة الحقيقة ان المليشيا مستمرة في زراعة الالغام حتى في وقت اعلان الهدنة وبشكل ممنهج الأمر الذي ينذر بكوارث إنسانية وشيكة لا أحد يعرف حجم الفواتير الباهظة التي سيدفعها المدنيون.
واضاف المقدم/ علاء ان هناك جهود مشكورة من قبل مركز مسام السعودي والبرنامج الوطني لنزع الألغام، غير أن التحديات والواقع، بحاجة إلى إعداد برامج لرفع قدرات العاملين في مجال تطهير ونزع الألغام، ورفع مستوى الوعي الجماهيري بمخاطر الألغام والتعامل معها بالشراكة الفاعلة مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.
خيبة امل
ويقول الاستاذ /احمدعلى “ناشط حقوقي “ان المجتمع اليمني اصيب بصدمة كبيرة وخيبة امل من تماهي منظمات الأمم المتحدة في دعم مليشيات الحوثي بمئات السيارات وعشرات الملايين بمبرر نزع الألغام ، في تواطؤ مكشوف لأنهم يدركون بأن الحوثي الطرف الوحيد من يزرع الألغام، وهو ما أكدته وتناولته جميع التقارير الدولية وتقارير الخبراء
ويضيف الاستاذ /على ان تماهي المنظمات الدولية مع المليشيا الحوثية اصبح مكشوفا وهو مااكدتة منظمات مستقلة ووسائل اعلام غربية وينبغي التوقف عن هذا العبث الممنهج والتماهي الغير المسؤول الذي يدفع بعناصر المليشيا الى المزيد من التعنت والتنصل من كل اتفاقاتها