(الفجور في الخصومة) بئس المرتع والمتاع ،، فيصل الحفاشي
لا يختلف اثنان أن الفجور في الخصومة من صفات المنافقين اللئام، والجهلة الطغام، وسواء أكانت هذه الخصومة سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية، فـ(كل الطرق تؤدي إلى روما).
ومما يندى له الجبين في زماننا ولوغ وولوج أحزاب وشخصيات سياسية، في الفجور في الخصومة، ولا يخفى أن التخاصم أمرٌ وارد بين الخلق، لكن الفجور فيها حرمه رب الخلق.
ألا فترفعوا معاشر السياسيين عن امتطاء متن الأكاذيب، للوصول إلى شاطئ المكاسب السياسية، فذاك المركب مشروخ، ومن يمتطيه مجروح، وقضية بلوغه إلى الشاطئ أمر دونه خطر القتاد!
ولولا أن الفجور في الخصومة قد تجلبب بغير جلبابه، ورآه الناس في غير ثيابه، لقذره الكثيرون، ولكنه قُدِّم على هيئة (الحنكة السياسية)، و(الحرص على المصلحة العامة) و (التفاني من أجل خدمة الأوطان) و (فضح سياسة المفسدين)، وكلها يافطات محمودة المبنى والمعنى، لكنها كالدرِّ علق على تلابيب الخنازير!
إذ طائفة لا بأس بها من هذه المعاني مكانها الشرعي الطبيعي المعتبر في خانة (الفجور في الخصومة) و (النكث في العهود) و (والغيبة والنميمة) و (البهتان والكذب) و (التجسس والخيانة)!!!!
فياليت شعري! أين السياسيون الذين يعيدون الأمور إلى نصابها، والعفيفة إلى جلبابها، فيقيمون في الناس العدل، ويضبطون مواطن العذل! يقدمون المصلحة العامة حقاً، ويسعون في خدمة الأوطان صدقاً، فاللهم عجل ببعثهم، ووفقنا للتحلي بنعتهم!