الفلبين والهند تعترضان على خريطة الصين الجديدة
الرشاد برس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
اعترضت كلا من الفلبين والهند وماليزيا على نسخة الخريطة الوطنية الجديدة التي أصدرتها السلطات الصينية الاثنين الماضي، كما دأب على فعله من العام 2006، بتصحيح ما تعتبره بكين “خرئط إشكالية تشوه حدودها الإقليمية.”
وأكدت الفلبين أنها ترفض تلك الخريطة بسبب تضمنها خطاً حول مناطق متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، سبق أن خضعت لحكم محكمة دولية في 2016 لصالح مانيلا.
فيما سبقتهما الهند وكانت أول من اشتكت يوم الثلاثاء عندما سجلت “احتجاجها القوي” على ضم ولاية أروناتشال براديش الهندية وهضبة أكساي تشين المتنازع عليها إلى الأراضي الصينية.
أما بكين فلم تجد سوى وسيلة واحدة للرد، مخففة من القضية، وداعية جيرانها إلى عدم المبالغة!
لعل المفارقة بأن هذا التوتر جاء بعد أيام على لقاء نادر جمع الرئيس الصيني شي جين بينغ، برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على هامش قمة “بريكس” بجنوب إفريقيا حيث اتفقا على “تكثيف الجهود” لتهدئة التوترات على حدودهما المتنازع عليها، في ما اعتبر خطوة نحو إصلاح علاقة البلدين المشحونة.
كما أتى قبل اجتماع محتمل بين مودي وشي في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي الأسبوع المقبل – إذا حضر الرئيس الصيني.
وفي هذا السياق، رأى أخيل راميش، وهو باحث بارز في “منتدى المحيط الهادئ”، وهو معهد أبحاث مقره هونولولو يركز على قضايا السلام والأمن: “تغتنم الهند والصين كل فرصة لتسوية خلافاتهما، لكن الأمر يبدو وكأنه خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء”.
كما اعتبر أن “كلا البلدين يعملان على تحقيق أهدافهما الخاصة المتمثلة في أن يصبحا قادة الجنوب العالمي”، وفق ما نقلت شبكة “سي أن أن”.
ولطالما كانت الحدود مصدرا للتوتر بين نيودلهي وبكين منذ عقود، بل تطورت الاضطرابات إلى حرب في الستينات، انتهت بانتصار الصين عام 1962.
لكن التوترات استمرت وبلغت أوجها ثانية عام 2020 بعد شجار مميت في وادي جالوان، بالقرب من أكساي تشين، وهي منطقة تسيطر عليها الصين ولكن كلا البلدين يطالبان بها.
كما اندلعت اشتباكات في ديسمبر الماضي بين قوات من الجانبين في قطاع تاوانج في أروناتشال براديش وأدى إلى وقوع إصابات طفيفة.
يشار إلى أنه منذ صعوده إلى السلطة في 2012، سعى الزعيم شي إلى تحويل بلاده قوة عظمى عالمية، واتخذ خطوات أكثر جرأة في العديد من بؤر التوتر الرئيسية في جميع أنحاء آسيا.
كذلك، سعت الهند بدورها إلى لعب دور قيادي في المنطقة وإن بدرجات أخف.
إلا أن هذا التنافس على القيادة، يبدو أنه سيقوض سبل التعاون الأبعد، والأهم فرص “بريكس” العازمة على ما خطط شي إلى التوسع أكثر، ومقارعة الغرب بقيادة الولايات المتحدة، اقتصادياً أقلها!
المصدر :بي بي سي