الفوضى تجتاح سوق السيارات الأمريكية بعد فرض الرسوم الجمركية
الرشادبرس/اقتصاد
دخلت وكالات السيارات في الولايات المتحدة في حالة من الفوضى والارتباك، إثر فرض رسوم جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
وأدى القرار الجمركي إلى اتخاذ العديد من وكلاء السيارات المستعملة إجراءات استثنائية لمحاولة تغطية النقص الحاد في المخزون. فقد بدأت بعض الوكالات بالاتصال بعملائها السابقين وعرض شراء سياراتهم المستعملة بأسعار أعلى مما دفعوه في الأصل، في محاولة يائسة لملء ساحات العرض الفارغة.
زيادة في الأسعار وطلب مرتفع على السيارات المستعملة
وقال مدير في إحدى وكالات “هوندا” في كاليفورنيا لوكالة بلومبيرغ: “أحتاج لشراء سيارتك مرة أخرى، وأنا مستعد لدفع أكثر بكثير مما دفعت”، مشيراً إلى أن مخزون الوكالة انخفض من 100 مركبة إلى أقل من 40 في غضون أيام قليلة فقط.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن هذا الاضطراب يعيد إلى الأذهان المشهد الذي عاشه السوق خلال جائحة كورونا، حين أدت تعطيلات الإنتاج إلى شح شديد في المركبات الجديدة، مما دفع المستهلكين نحو سوق السيارات المستعملة ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن هذه المرة بدافع سياسي وتجاري مباشر. وذكرت الوكالة أن أسعار السيارات المستعملة ارتفعت في الأيام الماضية بنسب وصلت إلى 12% في بعض الولايات، وفقاً لبيانات منصة “مانهايم” المتخصصة في المزادات. في حين شهدت بعض الطرازات، مثل “هوندا سي آر في الهجينة”، زيادة في الطلب بنسبة 18% منذ إعلان الرسوم الجمركية.
تأثير الرسوم الجمركية على الشركات والمبيعات الدولية
كما لفتت بلومبيرغ إلى أن شركات مثل تسلا أوقفت تلقي طلبات الشراء في الصين لطرازي “موديل إس” و”موديل إكس” اللذين يُصنعان في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت بكين ردها على الرسوم الأميركية بفرض رسوم انتقامية تصل إلى 125% على جميع البضائع الأميركية بدءاً من 12 أبريل/نيسان الحالي.
وأكدت الشركة أنها تشهد تراجعاً كبيراً في المبيعات، وتخشى من استمرار تآكل قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية، في وقت تسعى فيه الصين لتوسيع صادراتها من السيارات الكهربائية المصنعة محلياً.
وحسب المحللين الذين تحدثوا إلى بلومبيرغ، فإن الرسوم الجمركية الأخيرة التي رفعت إجمالي الرسوم على الصين إلى 145% في بعض المنتجات، تسببت في اضطراب عميق في سلاسل التوريد، مما ساهم في تفاقم التضخم في سوق السيارات الأميركية.
التوقعات المستقبلية وتقلبات السوق
ويُتوقع أن تتسبب هذه السياسات في مزيد من التقلبات في الأسواق خلال الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية أو تعليق إضافي للرسوم. ويأتي هذا في وقت كان فيه ترامب قد أعلن تعليقاً مؤقتاً للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، مما ساعد في تهدئة الأسواق بشكل مؤقت، لكن المخاوف لا تزال قائمة من العودة إلى فرض الرسوم بكامل قوتها بعد انتهاء فترة التعليق، كما نقلت بلومبيرغ عن مسؤولين في وزارة التجارة الأميركية.
وفي ظل هذا الاضطراب، تُظهر السيارات المستعملة مرونة غير متوقعة، بل أصبحت، كما عبر أحد المحللين في تقرير الوكالة، “أصولاً قابلة للتفاوض في عالم تجاري متقلب”، مشيراً إلى أن السوق دخل فعلياً في مرحلة يمكن تسميتها “حرب السيارات التجارية”.
المصدر: رويترز