القات آفة المال والوقت والماء
بقلم / سلطان مشعل
أولا / آفة المال :
عشرة ملايين نسمة ذكورا وإناثا ومن مختلف الأعمار هم متوسط عدد من يتعاطون القات من اليمنيين البالغ تعدادهم إثنان وثلاثون مليون نسمة تقريبا . وعلى اعتبار أن متوسط ما ينفقه الفرد الواحد من العشرة مليون المتعاطين للقات يساوي 2000 ( الفين ريال يمني ) في شراء القات ومستلزماته وذلك في اليوم الواحد . من هنا يمكن القول ان ما ينفقه اليمنيون لصالح القات في اليوم الواحد هو 10( عشرة مليون ) × 2000 ( الفين ريال ) = 20،000،000،000 ريال (عشرون مليار ريال يمني في اليوم الواحد ) .. ليصبح المبلغ في الشهر الواحد يساوي 20،000،000،000 ( عشرون مليار ريال × 30 (ثلاثون يوما ) = 600،000،000،000 ريال ( ستمائة مليار ريال يمني في الشهر الواحد ) اما في السنة الواحدة فسيصبح المبلغ كالآتي :
600،000،000،000 ( ستمائة مليار ريال يمني × 12 ( إثنا عشر شهرا ) = 7،200،000،000،000 ريال يمني ( سبعة ترليونات ومائتا مليار ريال يمني في السنة الواحدة . بمعنى ان هذا المبلغ يتم هدره في شراء القات ومستلزماته خلال السنة الواحدة وذلك من قبل العشرة ملايين المتعاطين للقات .
في حين أن موازنة الجمهورية اليمنية للعام 2014 م قدرت بمبلغ ( 2,204,267,545,000 ) ریالا فقط/ اثنان تريليون ومائتان وأربعة مليارات ومائتان وسبعة وستون مليون وخمسمائة وخمسة وأربعون ألف ریال يمني لا غير.. وهذا يعني أن مبلغ الاستهلاك السنوي للقات من المتعاطين له يفوق موازنة الدولة اليمنية بثلاثة أضعاف ونصف الضعف للسنة الواحدة .
ثانيا / آفة الوقت :
وعلى اعتبار أن ( متوسط ) الساعات المخصصة للقات او التي تصرف لصالح القات 6 ( ست ) ساعات يوميا للمتعاطي الواحد وتشمل ( قبل ، أثناء ، بعد ) فما قبل تناول القات تعد مرحلة اولى من حيث البحث عن القيمة ( المبلغ ) والذهاب للشراء مع الانتظار والإياب وتغسيله وتنشيفه ثم البحث ومن ثم التحرك إلى مكان تناوله لتبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة تناوله وتعاطيه ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي ما بعد تناوله والتي تشمل الوقت الذي يقضيه المتعاطي في التخلص من آثار القات كتنظيف الفم وتناول شيئا ما وفترة القلق والمهاترات والحاجة للراحة والابتعاد عن الآخرين و معالجة ومتابعة آثار استخدام التلفون أثناء التناول وكذلك العودة إلى البيت والانعزال لفترة محددة قد تختلف من شخص لآخر لحين عودة الصفاء الذهني وانخفاض التوتر .. الخ
.. حينها يصبح عدد الساعات المهدرة يوميا من قبل العشرة ملايين المتعاطين للقات يساوي 10 مليون متعاطي × 6 ساعات يوميا = 60,000,000 ساعة يوميا ( ستون مليون ساعة ) وفي الشهر تبلغ ( 60,000,000 ساعة ) × ( 30 يوما ) = 1,800,000,000 ساعة شهريا ( واحد مليار وثمانمائة مليون ساعة ) ليصبح عدد الساعات المهدرة سنويا من قبل المتعاطين للقات باليمن 1,800,000,000 ساعة × 12 شهرا = 21,600,000,000 ساعة أي ( واحد وعشرون مليار و ستمائة مليون ساعة عمل في السنة الواحدة …
هذا الرقم المهول من ساعات العمل يتم إهدارها من قبل المتعاطين للقات باليمن سنويا ..
ثالثا / آفة المياه :
ننتقل إلى المياه المستهلكة في ري ( سقي ) القات .. بالمختصر والإيجاز فإن المتر الواحد المكعب من المياه في المتوسط يكفي لسقي عدد من أشجار القات التي يمكن أن تغطي عشرة من المتعاطين للقات في يوم واحد أي أن القات الذي يتعاطاه عشرة أشخاص في اليوم الواحد يحتاج ل واحد متر مكعب من المياه لريه ( سقيه ) وعليه يكون مجموع استهلاك المياه لصالح شجرة القات في اليوم الواحد = 10,000,000 ( عشرة مليون نسمة ) ÷ 10( عشرة أشخاص متعاطين ) = 1,000,000 متر مكعب ( واحد مليون متر مكعب ) من الماء يوميا أي أن كمية ( واحد مليون متر مكعب ) من المياه تستهلك يوميا لصالح شجرة القات ليصبح استهلاك الماء في الشهر الواحد يساوي ( 30,000,000 ) ثلاثين مليون متر مكعب من المياه ومن هنا تكون الكمية المستهلكة من الماء لصالح شجرة القات في السنة الواحدة تساوي ( 360,000,000 ) ثلاثمائة وستين مليون متر مكعب ) من المياه وذلك لصالح شجرة القات .
يعتبر نصيب اليمني من المياه سنوياً هو الأقل عالمياً حيث تقدر الموارد المائية المتاحة في اليمن بنحو 115 متراً مكعباً للفرد سنوياً وهو ما يعادل تقريباً 2% من المعدل العالمي . و”في ظل الظروف الحالية من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد ليصل إلى 55 متراً مكعباً للفرد سنوياً” ..
الخلاصة :
– يبلغ متوسط مايهدره اليمنيون من المال في تعاطي القات في السنة الواحدة مبلغ وقدره ( 7,200,000,000,000 ) سبعة ترليونات ومائتي مليار ريال يمني .. ويبلغ متوسط ما يهدره اليمنيون من الوقت في تعاطي القات في السنة الواحدة يساوي ( 21,600,000,000 ) واحد وعشرون مليار وستمائة مليون ساعة عمل .
ويبلغ متوسط كمية ما يهدره اليمنيون من المياه لصالح شجرة القات في السنة الواحدة يساوي ( 360,000,000 ) ثلاثمائة وستون مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب .