القوات الروسية تطوق مدينة “باخموت “
الرشادبرس/وكالات
أعلن يان غاغين، مساعد القائم بأعمال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا، أن القوات المسلحة الروسية أحكمت تطويق مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك.
وقال غاغين -في تصريحات لوسائل إعلام روسية- إن المدينة تخضع حاليا لحصار مشدد وأن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غربي المدينة.
وتحظى باخموت بأهمية إستراتيجية حيث تقع على ضفتي نهر باخموتوفكا شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا؛ وتبعد نحو 600 كيلومتر عن العاصمة كييف.
كما أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بأن القوات الروسية ما زالت تحاول السيطرة على بلدتي أوغليدار وبافليفكا، وأن البلدتين تتعرضان لقصف مدفعي شديد، لكن القوات الروسية ما زالت عاجزة عن التقدم في هذا المحور.
وذكر حاكم دونيتسك الأوكراني أن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 6 آخرون في قصف روسي استهدف العديد من المدن والبلدات على طول خط المواجهة في المقاطعة خلال الساعات الأخيرة.
وفي السياق قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بمقدور بلاده الآن أن تقول بثقة إنها قادرة على التغلب على ما وصفه بالعدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية. في حين أكد الكرملين أن تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا “لن يغير مسار الأحداث”، وأن موسكو ستواصل هجومها مهما كلف الأمر.
وذكر الكرملين أن البنية التحتية العسكرية الكاملة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية، تعمل حاليا لمصلحة أوكرانيا ضد روسيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين إن تزويد أوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترا سيؤدي إلى “تصعيد التوتر، زيادة مستوى التصعيد. نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر”.
وأضاف بيسكوف أن لا مفاوضات تدرس حاليا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه أي خطط لعقد محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن.
ومن المتوقع أن تشمل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية التي تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار صواريخ أطول مدى للمرة الأولى، وفقا لما ذكره مسؤولان أميركيان مطلعان لرويترز أمس الثلاثاء.
وقال المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن هناك بالفعل محادثات بين أوكرانيا وشركائها حول تزويدها بصواريخ بعيدة المدى وطائرات هجومية.
وأشار بودولياك -في تغريدة على تويتر- إلى وجود ما سماه “ائتلاف دبابات” على المستوى اللوجستي والتدريب والإمداد.
وأضاف أن كل مرحلة في الحرب تتطلب أسلحة معينة، وتكديس الروس للاحتياطات في ما وصفها بالأراضي المحتلة، يتطلب من أوكرانيا وشركائها تفاصيل محددة ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد أعلن -في وقت سابق- أن بلاده ستتسلم ما بين 120 إلى 140 دبابة غربية حديثة، مشيرا إلى أن كييف ستركز جميع الجهود الدبلوماسية لزيادة الدعم العسكري لبلاده كمّا ونوعا.
من ناحية أخرى، أكد أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف أن روسيا تستعد لشن هجوم كبير جديد على أوكرانيا، مشيرا إلى أن المعارك الأصعب “لم تأت بعد والأشهر المقبلة ستكون حاسمة بتحديد مسار الحرب”.
كما أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن حلف الناتو لا يزال “يحلم بهزيمة روسيا إستراتيجيا” في أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه من الضروري البدء في أسرع وقت بمفاوضات لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وأردف بأن هذا السلام “يجب أن تقبل به الدولتان، ولا يمكن ذلك من دون مشاركة هاتين الدولتين، لأنه لا روسيا ولا أوكرانيا ستقبل بسلام يفرض عليهما بشكل أحادي الطرف”.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق عن مسؤولَين أميركيَّين مطلعَين قولهما إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا.
وأضاف المسؤولان أن المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لكييف من المتوقع أن تشمل -لأول مرة- صواريخ طويلة المدى، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة أخرى.
وقال المسؤولان إنه من المتوقع الإعلان عن المساعدة العسكرية في أقرب وقت هذا الأسبوع، وإنه من المتوقع أن تشمل أيضا معدات دعم لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” (Patriot) وذخائر دقيقة التوجيه وصواريخ “جافلين” (Javelin) المضادة للدبابات.
وقال أحد المسؤولين إن جزءا من الحزمة سيأتي من صندوق يُعرف باسم “مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا” يسمح لإدارة الرئيس جو بايدن بالحصول على أسلحة من شركات الصناعات الدفاعية، بدلا من الأخذ من مخزونات الجيش الأميركي.
وأضافت رويترز أن إدارة بايدن ستشتري سلاحا جديدا لتقديمه لأوكرانيا، ويتعلق الأمر بالقنبلة ذات القطر الصغير المعروفة باسم “جي إل إس دي بي” (GLSDB) التي صنعتها شركة “بوينغ” (Boeing)، ويبلغ مدى القنبلة 94 ميلا (150 كلم).
والمدى الطويل للسلاح الجديد قد يسمح للقوات الأوكرانية بضرب أهداف روسية كانت بعيدة المنال، كما سيساعدها في مواصلة الضغط عن طريق الهجمات المضادة لتعطيل القوات الروسية من وراء خطوط القتال.
كما نقلت وكالة رويترز -عن مصادر حكومية إسبانية- أن مدريد تعتزم إرسال 4 إلى 6 دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) الأميركية عن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو قوله إن بلاده ملتزمة بتلبية طلبات أوكرانيا للحصول على أسلحة لتعزيز دفاعاتها “من دون تعريض الدفاع الإيطالي للخطر”.
وأكد كروسيتو أن مساعدات إيطاليا لأوكرانيا قد تشمل أسلحة دفاع ضد الهجوم الصاروخي الروسي، وأن أي قرار بهذا الشأن سيتخذ بالاشتراك مع فرنسا.