اللبنانيون يصوتون في أول انتخابات عامة منذ 9 سنوات
الرشاد برس تقارير
أدلى الناخبون اللبنانيون بأصواتهم يوم الأحد في أول انتخابات عامة منذ تسع سنوات، وهو حدث يعتبر مهما للاستقرار الاقتصادي لكن من المستبعد أن يغير ميزان القوى في البلاد.ومن المتوقع أن تحقق بعض الاحزاب الصغيرة نتائج طيبة في حين من المنتظر أن يواجه تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري صعوبة في الحفاظ على جميع مقاعده.
هدا وقدزينت السيارات والدراجات النارية بأعلام الأحزاب الرئيسية وانطلقت الأغاني من مكبرات الصوت دعما للمرشحين قرب دوائرهم الانتخابية وارتدى شبان خارج اللجان قمصانا عليها صور زعماء سياسيين.غير أنه بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي )1600 بتوقيت جرينتش( أمام جميع الناخبين فيما عدا الموجودين بالفعل داخل لجان الاقتراع، بدت نسبة الإقبال على التصويت منخفضة نسبيا
.وقالت وزارة الداخلية إن أقل من ربع عدد الناخبين شارك في التصويت بحلول الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وظهر الرئيس ميشال عون على التلفزيون في وقت لاحق ليحث المواطنين على التصويت.وأظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا في بيروت يلقون الحجارة ويتشاجرون في أحد الأحياء بعد تقارير عن مشاجرات واتهامات بترهيب مرشحين في أماكن أخرى. لكن مراقبين أجانب قالوا إن تقييمهم للعملية الانتخابية إيجابي بصفة عامة.وتجرى الانتخابات وفقا لنظام انتخابي جديد يمثل تحولا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي مما أصاب بعض الناخبين بالحيرة وجعل من غير الممكن التنبؤ بنتيجة السباق على مقاعد كانت مضمونة في السابق لكنه يبقي على نظام تقاسم السلطة على أساس طائفي.ويرى محللون أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات فإن حكومة ائتلافية جديدة ستتشكل على الأرجح وتشمل معظم الأحزاب الرئيسية مثل الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2016.* ديون مرتفعةيتطلع المستثمرون لتشكيل حكومة جديدة سريعا باعتباره ضمانة للاستقرار الاقتصادي في لبنان الذي يشهد واحدة من أعلى نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي. وحذر صندوق النقد الدولي من أن الوضع المالي للبنان غير مستدام.وقال محمد داعوك الذي أدلى بصوته في بيروت”الحمد الله حاسين بفرحة حتى تجدد الديمقراطية وإن شاء الله نبلش )نبدأ( عهدا جديدا“.لكن بعض الناخبين أبدوا تشككا في أن تؤذن هذه الانتخابات بتحسن في المناخ السياسي اللبناني.وقالت فاطمة كبة )33 عاما( وهي صيدلانية”الوضع صار أسوأ مش أحسن أبدا نحنا خسرنا فرصةانه نحاسبهن من تسع سنين“.وقال محمد مرعي )30 عاما( إنه لن يدلي بصوته.وأضاف ”ما ح )لن( يغيروا شيئا، هي ذاتها، نفس الأشخاص بس بطقم جديد. إذا مش هو مرشح، ابنهيلي مرشح، إذا مش ابنه، نازل ابن ابنه، وإذا مش ابن ابنه، نازل خيو )أخوه(“.ومن المتوقع أن تبدأ النتائج غير الرسمية في الظهور أثناء الليل، على أن تعلن الأرقام الرسمية في الأيام المقبلة.رجل يدلي بصوته في مركز اقتراع في الانتخابات البرلمانية ويتابع المحللون عن كثب أداء تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري وجماعة حزب الله الشيعية وحلفائها.وكثيرا ما تتصارع القوى الاقليمية على النفوذ في لبنان في إطار تنافسهما الإقليمي الأوسع
.وتعهد مانحون بتقديم 11 مليار دولار في صورة قروض ميسرة لبرنامج استثماري الشهر الماضي مقابل إجراء إصلاحات مالية وغيرها، ويأملون بعقد أول اجتماع للمتابعة مع الحكومة الجديدة خلال أسابيع.وأكدت وكالات التصنيف الائتماني على أهمية إجراء الانتخابات في لبنان بعد تمديد فترة عمل البرلمان عدة مرات.* مصاعب سياسيةزادت حدة الانقسام السياسي في لبنان بعد آخر انتخابات أجريت عام 2009 بسبب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ووصول أكثر من مليون لاجئ وسلسلة من هجمات المتشددين.ولم تستطع الكتل البرلمانية المتنافسة الاتفاق على رئيس جديد بين عامي 2014 و2016 وقررت مرة بعد الأخرى تأجيل الانتخابات لأسباب من بينها خلاف بشأن الانتقال من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي.ومن غير المرجح أن يقوض النظام الانتخابي الجديد النخبة السياسية الراسخة التي تضم عائلات وزعماء فصائل مسلحة سابقين.وأبلى مرشحون مستقلون بلاء حسنا في الانتخابات البلدية قبل عامين في مواجهة الأحزاب السياسية الراسخة، مستفيدين من حالة غضب شعبي بسبب سوء الخدمات الحكومية بما في ذلك أزمة أثارها تكدس النفايات في الشوارع.ومقاعد البرلمان مقسمة بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين وكذلك بين طوائف الديانتين. ويتعين أنيكون الرئيس اللبناني من المسيحيين الموارنة ورئيس الوزراء من المسلمين السنة ورئيس البرلمانمن المسلمين الشيعة.ولا يتم تسجيل الناخبين في محل إقامتهم، بل في المناطق التي ينحدر منها أسلافهم، مما يعنيأن كثيرين من سكان بيروت يضطرون للسفر إلى قرى في أنحاء مختلفة بلبنان للتصويت.ووردت تقارير عن بعض أعمال العنف والترهيب المرتبطة بالانتخابات في الأسابيع القليلة الماضية…….
وكالات
رويترز