المجاعة في اليمن ، إنتكاسة أو موت
تقرير
/أواب اليمني
الرشاد برس
21 سبتمبر 2014 بداية النكبة ، وبداية الكارثة ، بداية دخول اليمن في اللامجهول ، ودخولها نفقا مظلما يسمى غياهب الجب والحرمان ، بوابة دخلت منها بلادنا ليكتب لها تعاسة وشقاء ، على ايد صبية لم يفقهوا شيئا ، خرجوا من الكهوف المظلمة ليجدوا انفسهم امام دولة مترامية الاطراف ، فحولوا حياة اهلها الى نار مشتعلة ، فقر وجوع ومجاعة وغلاء في الاسعار ، أوضاع معيشية مزرية ، ليكتب لبلادنا أن هذه الحرب التي تسببت بها مليشيا الدمار أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للامم المتحدة.
وتتسابق الاحصاءات في عد وحصر الافراد والاشخاص المتضررين جراء الوضع المعيشي والانساني في بلادنا ، احصاءات فقر وجوع ومجاعة تفتك يوميا بابناء بلادنا ، فكل يوم تذبل وردة وتنبت أخرى لتلقى الاخيرة حتفها كالتي سبقتها.
وفي هذا الصدد يقول موقع إن بي سي أن 14 مليون إنسان في بلادنا يعيشون في حالة فقر وجوع ومجاعة شديدة ، فهم بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ، ما لم سيزداد الوضع سوءا وتدهورا.
مارك لوكوك رئيس الشؤون الانسانية للامم المتحدة حذر من جانبه أن نظام المناعة لدى ملايين الاشخاص قد انهار مما يجعلهم اكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية والامراض الفتاكة كالكوليرا والدفتيريا ، إذ تشير الاحصاءات أن 1.1 مليون شخص مصاب بمرض الكوليرا ، 2000 شخص توفوا بهذا المرض الفتاك ، و 1000 شخص توفوا نتيجة الاختناق.
وتابع لوكوك :
من الصعب جدا أن نعرف الاشخاص الذين يموتون بسبب ضعفهم الناتج عن الجوع ، لأن معظمهم يموتون في المنازل ولا نستطيع تسجيلها.
وأضاف لوكوك :
إن الوضع الانساني في بلادنا هو الاسوأ في العالم ،
75 % من السكان ، اي ما يعادل 22 مليون شخص بحاجة ماسة إلى مساعدة وحماية ، بينهم 8.4 ملايين في حالة إنعدام للأمن الغذائي الخطير ، وبحاجة الى توفير الغذاء وبصورة عامة.
أسر تكوى بنار الفقر المدقع الذي لا يرحم ، وغلاء جنوني في الاسعار ، ولا من باك ولا مستنكر ،
تقول إحدى الأمهات في مستشفى السبعين في صنعاء ، وهي برفقة ولدها المتهالك الذي لم يتخط عمره بضعة اشهر يصرخ من الألم الذي يحيط بجسده النحيل جراء سوء التغذية ،
توجد الأم وطفلها في جناح أمراض سوء التغذية والاسهالات قالت :
إن الحياة صعبة جدا، ولكننا نقاوم بكل ما بوسعنا لمواجهة الحالة التي نمر بها ، اين نذهب ، واين نتجه ، ما لنا إلا ابواب السماء مفتوحة.
وتضيف الأم :
نحن لسنا من أهالي صنعاء ، لكننا نعيش في بيت قديم ، ومستأجرين ب 10000 الالاف ريال ، وهذا هو ابني بدأ يمرض بين أيدينا ، ولا نملك حيلة تجاه وضعنا ،
الحمد لله ، كنا في بيوتنا مرتاحين ، لكن اتت الحرب واتوا هؤلاء الجن فقلبوا حياتنا راسا على عقب ، حسبنا الله فيهم ، وعليهم غضب الله اينما حلوا وذهبوا.
ها هم المواطنون يشكون سطوة الحرب الدائرة التي تسببت فيها مليشيا الحوثي الارهابية ، فحولت حياتهم من جنة الى نار تنتشر وكأنها في الهشيم ، حال هؤلاء المواطنون وغيرهم يقولون :
نريد أن ننعم في حياتنا وبيوتنا كما كنا ،
حسبنا الله ونعم الوكيل.
أواب اليمني