“المحبة في الإسلام: العمل لا القرابة”
بقلم /الشيخ الدكتور . محمد عيضة شبيبة *
القرابة لا تمنح أحدًا محبة دينية ولو كانت قرابة من نبي، إنما هو العمل الصالح فقط،
ولو كانت القرابة تمنح أحدًا محبة لما كنا نتلو في صلاتنا (تبت يدا أبي لهب وتب) وأبو لهب لعنه الله وأخزاه هو عم النبي صلى الله عليه وسلم شقيق والده،
أو ليس القرآن الكريم قد ذم والد خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وألزمه بالتبري منه والتخلي عنه وعدم الاستغفار له.
ألا تقرأ الحسم والخطاب الواضح القوي من الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام بعد أن رأى منه نوع من التعاطف نحو ابنه وطلب من الله له النجاة من الغرق:
﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾
الإسلام والجنة والحب الشرعي والثواب والعقاب لا يبنىٰ على أساس أسري، ولا سلالي، ولا عرقي، ولا مناطقي، إنما هو العمل الذي أسمع النبي صلى الله عليه وسلم خشخشة نعل بلال الحبشي في الجنة وأراه مقعد عمه القرشي في نار جهنم.. ،
ثم يأتي دعيٌ ابن دعيٍ سَكَنَ صعدة أو حجة أو ريمة بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة ليقول لنا أنا ابن النبي والنبي جدي ويجب عليكم تبجيلي وحبي، والله لو كنت ابن النبي المباشر ومن صلبه بلا فصل ماحظيت بمحبة في الإسلام إلا إذا كان عملك صالحا وإلا فلا كرامة،
هذا دين مرتبط بالسماء وميزانه الحق والعدل لا تُقدم فيه الأنساب وليست الأولوية فيه بالقرابة والمصاهرة ،
نبي هذا الدين نفسه ﷺ: يقول: (يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا عباس عم رسول الله اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم)
أبعد هذا الكلام كلام ؟!!
ولكن ليس العجب من هرطقات هؤلاء الكهنة وشحثهم للحب، إنما العجب ممن يصدقهم من اليمنيين ويبني علاقته بهم على أساس خزعبلاتهم ودجلهم.
الله المستعان.
*وزير الأوقاق والإرشاد