تقارير ومقابلات

المراكز الصيفية الحوثية …افكار طائفية وتدمير لمستقبل الأجيال

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

دشنت المليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها التسجيل في المراكز الصيفية ودفعت بالاطفال  والشباب وسخرت كل الامكانيات لهذه المراكز  بمافيها مؤسسات الدولة والمدارس والمراكز التعليمية واستغلت حالة الاسلم والا حرب والهدنة الغير معلنة للمزيد من التغلغل وتكريس سيطرتها في مناطق تواجدها، وفرض أفكارها على المجتمع بالقوة والإكراه، واستهداف الهوية الوطنية والعربية، وتفكيك السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي.
تحذيرات متواصلة
تواصل  الحكومة اليمنية مرارا وتكرار التحذير من مخاطر “المعسكرات الصيفية” التي دشنتها جماعة الحوثيين الأسبوع الماضي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
ونقلت وكالة “سبأ” الحكومية عن بيان لوزارة الأوقاف والإرشاد قولها إن هذه المراكز هي 
“معسكرات تدريب وتأهيل قتالي للشباب المغرر بهم ، والذين يسهل تدجينهم فكريًا، خاصة وأغلبهم في سن المراهقة”، قبل “إرسالهم إرسالهم إلى جبهات لخدمة أجندات طائفية”. وأضاف البيان أن كافة شرائح المجتمع اليمني مسؤولة عن جائحة” المعسكرات الصيفية الحوثية” التي تمثل “وباء فكريًا، وتلوثاً عقلياً ، وخطرا آنيًا ومستقبليًا… لا علاقة لها بهويتنا الحضارية اليمنية”.   وحذرت وزارة الأوقاف والإرشاد، من مخاطر “المعسكرات الصيفية” التي تدشنها المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا في عموم المحافظات الواقعة بالإكراه تحت سيطرتها. واوضحت الوزارة في بيان تلقت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، بأن مايسمى “المراكز الصيفية” هي في الواقع معسكرات تدريب وتأهيل قتالي للشباب المغرر بهم ، والذين يسهل تدجينهم فكريًا، خاصة وأغلبهم في سن المراهقة ، ودون المستوى المطلوب من الوعي والتحصين الفكري المطلوب، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال ، للزج بهم في معارك عبثية، لخدمة أجندات طائفية.
واشار البيان، الى أن الكليات الخمس في شريعتنا الغراء تقتضي الحفاظ على ( الدين والنفس والعقل والنسل والمال )، وذلك من قبل الجميع أفراد وجماعات ، فالأب مسؤول عن أبنائه ، والدولة مسؤولة عن رعيتها ، كذلك العلماء والمثقفون والمشايخ ، وكافة شرائح المجتمع اليمني اليوم مسؤولة عن جائحة ” المعسكرات الصيفية الحوثية ” التي تمثل وباء فكريًا، وتلوثاً عقلياً ، وخطرا آنيًا ومستقبليًا على النشء من أبنائنا وبناتنا، من خلال فكر طائفي صفوي، دخيل على منطقتنا، وثقافة خمينية مستوردة ، لا علاقة لها بهويتنا الحضارية
وكانت 17 منظمةحقوقية أوروبية ويمنية قد استنكرت وشجبت استمرار إقامة مليشيا الحوثي للمعسكرات الصيفية الطائفية لأطفال اليمن. وقالت المنظمات في بيان مشترك، إن الأطفال في هذه المعسكرات يخضعون إلى تدريبات شبه عسكرية ودورات ثقافية تكرس مفهوم الطائفية والولاية والأفكار المشوهة. وأضاف أن مليشيا الحوثي دشنت المعسكرات الصيفية في اليمن وحشدت مئات الآلاف من الأطفال في مدارس التربية والتعليم والمساجد
حافظ مراد
يقول الكاتب /حافظ مراد في مقال عن المراكز الصيفية الحوثية ان آلاف الأطفال في اليمن يحرمون  من حريتهم في فترة الصيف كل عام لأسباب مختلفة منها مشاركتهم المزعومة في الدورات الطائفية المغلقة وشحنهم بفكر طائفي يُعرّضهم لخطر كبير ويترك عواقب دائمة ومدمرة على نموهم في المستقبل ويُجبرهم على ارتكاب فظائع بحق أسرهم ومجتمعاتهم بهدف ضمان طاعتهم وعزلهم عن جذورهم،
وغالبا ما يواجهون الوصم بالعار أو حتى النبذ بسبب تورطهم في الأعمال العدائية، ومع ذلك يجب اعتبارهم كضحايا في المقام الأول وليس جناة ويجب إعادة إدماجهم في المجتمع كضرورة لإعادة بناء المجتمعات التي مزقها العنف
 جائحة حوثية
وفي ابلغ توصيف لتلك المراكز الصيفية واثرها في تدمير عقول النشئ يؤكد معالي وزير الأوقاف والإرشاد،الشيخ محمد بن عيضة شبيبة، أن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، لا تتوانى عن استغلال كل مناسبة لصالح مشروعها الطائفي الدموي، بما في ذلك العطلة الصيفية التي تستقطب إليها مئات الآلاف من الأطفال والشباب صغار السن سنوياً.
ولفت في مقال كتبه بعنوان “جائحة المراكز الصيفية الحوثية” إلى أن المليشيا الحوثية تعمدت “منذ انقلابها وعدوانها الغاشم إلى فتح معسكراتها الصيفية لاستقطاب الطلاب في مناطق سيطرتها وغسل أدمغتهم بأفكارها المتخلفة وثقافتها العنيفة، في محاولة طمس الهوية الوطنية وإحلال هوية فارسية دخيلة على المجتمع اليمني، شعارها الموت وجوهرها الخرافة والتضليل، وصولاً إلى استدراجهم والزجّ بهم في حروبها العبثية”.
وقال: إننا بالفعل أمام جائحة كبرى وخطر داهم وشرّ مستطير ما لم تتضافر الجهود كافة لمواجهته واتقاء شره ودحض شبهاته وأباطيله، بما في ذلك جهود العاملين في حقل الصحافة والإعلام الذين يعول عليهم القيام بدور محوري في مضمار المواجهة الفكرية والتخفيف من عبء المناكفات السياسية والتراشقات الإعلامية داخل الصف الجمهوري التي أرهقت الجميع وبددت الجهود والوقت.
واضاف إن وزارة الأوقاف والإرشاد أعدت “بما يتناسب وإمكانياتها المتاحة الخطة السنوية للمراكز الصيفية الطلابية، نطمح من خلال هذه المراكز إلى بناء الشخصية المتوازنة للطالب (روحياً، اجتماعياً، فكرياً، وثقافياً)، وفق نشاط تربوي صيفي متكامل ليصبح مواطناً نافعاً يخدم دينه ووطنه وأمته”.
ترغيب وترهيب
يُذكر أنّ ميليشيات الحوثي دأبت على تدشين المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها ودفع الأطفال والشباب إلى جبهات الموت كوقود لتشعل معاركها ضد القوات الحكومية، بينما تتوارى القيادات الحوثية في الصفوف الخلفية وتفرّ هاربة إذا ما اشتدت المعارك، فيسقط الأطفال ضحايا التعبئة الخاطئة وغسيل الدماغ التي يغذون بها المراكز الصيفية بأفكار طائفية ميليشاوية تحثهم على القتال والتمرد على أسرهم.
وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإنّ ميليشيات الحوثي تتخذ أسلوب الترهيب والترغيب في حشد طلاب المدارس إلى مراكزها الصيفية، أو بالأصح إلى معسكراتها، وتعدّهم للحرب وتشجعهم على التسرب من الدراسة، فالنجاح مضمون لكل من حمل السلاح واتجه إلى الجبهات، والدعم والمساعدات والسلال الغذائية متوفرة حينما تقبل الأسرة بأن تزجّ بابنها في محرقة الموت.
استدراج وتجنيد
من الملاحظ ان دعوات المليشيا لحضور تلك المراكز لاتلاقي قبولا عند اولياء الأمور ولكن الحوثيين يقومون بعدة اساليب لاستداج الطلاب احيانا بالترغيب والترهيب والتعميم على مدراء المدارس بالدفع بالاجيال الى هذه المراكز وكذلك عقال الحارات
يقول وزير الإعلام معمر الإرياني، في تصريح أوردته  إنّ “إعلان ميليشيات الحوثي التابعة لإيران تنظيم معسكرات لاستدراج وتجنيد مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تحت غطاء المراكز الصيفية، يكشف موقفها الحقيقي من جهود التهدئة ووقف الحرب وإحلال السلام في اليمن”.
ويضيف ان إعلان ميليشيات الحوثي تنظيم معسكرات لاستدراج وتجنيد مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها يكشف موقفها الحقيقي من جهود التهدئة
واوضح إنّ “ميليشيات الحوثي تسعى لإخراج جيل من الإرهابيين لا يمثلون خطراً على اليمن فحسب، بل يشكّلون قنبلة موقوتة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وعدّ الوزير أنّ تخطيط ميليشيات الحوثي لاستهداف مئات الآلاف من الأطفال من خلال المراكز الصيفية، وغسل عقولهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة، يؤكد استغلالها جهود إحلال السلام لكسب الوقت وتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها، وخاصة فئة الأطفال، وقوداً لمعاركها القادمة.
ميليشيات الحوثي دأبت على تدشين المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها، ودفع الأطفال والشباب إلى جبهات الموت كوقود لتشعل معاركها ضد القوات الحكومية
ولفت الإرياني إلى أنّ “ميليشيات الحوثي تواصل تسخير مؤسسات الدولة الواقعة ضمن سيطرتها، بما فيها المؤسسة التعليمية، وتوظيف حالة اللّاحرب واللّاسلم القائمة، للمزيد من التغلغل وتكريس سيطرتها في مناطق تواجدها، وفرض أفكارها على المجتمع بالقوة والإكراه، واستهداف الهوية الوطنية والعربية، وتفكيك السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي”.
وحذّرت الحكومة اليمنية المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية من الزج بأبنائهم في هذه المراكز المشبوهة، وأخذ العظة والعبرة من عشرات الآلاف من الضحايا الأطفال الذين استدرجتهم الميليشيات وزجت بهم في محارق مفتوحة للموت.
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمبعوثين الأممي والأمريكي، بعدم الوقوف موقف المتفرج إزاء هذه الممارسات الحوثية، التي تتعارض مع متطلبات التهدئة، وخطوات بناء الثقة
ارقام صادمة
وكانت قد اعلنت وسائل اعلام حوثية ان عدد الذين يتوقع تسجيلهم للانضمام للمراكز الصيفة مليون طالب أغلبهم من الأطفال والمراهقين. ويمكن النظر إلى عدد من تم تجنيدهم ، كجيش أطفال أساسي، فيما الجيش الاحتياطي يتمثل في عدد التلاميذ الذين تحشدهم جماعة الحوثيين كل عام وتوزعهم على أكثر من (88) مركزاً صيفياً جهزتها الميليشيات على مدى الأسابيع الماضية في أمانة العاصمة والمناطق التي تسيطر عليها.
وبحسب المصادر الصحفية المختلفة، بما فيها مصادر الحوثيين أنفسهم، من المتوقع أن تضم هذه المخيمات عدد مليون تلميذ. التحضير لهذه العملية يبدأ في آلاف المدارس، وكذلك عبر عُقال الحارات وأئمة المساجد ومخاطبة أولياء الأمور.
ويذهب البعض إلى أنّ هذا الرقم مبالغ فيه؛ فالحوثيون يتعمدون نشره للتأكيد على أنّهم يحظون بقبول شعبي إلى درجة تدفع أهالي الطلاب للتضحية بأبنائهم، رغم أنّهم يعلمون جيداً ما ينتظرهم داخل هذه المراكز. وهناك من يرى أنّ الرقم، مليون يعبّر عن حالة المجاعة التي يعيشها اليمنيون، إلى درجة يضحون فيها بأبنائهم للحصول على سلة غذائية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى