تقارير ومقابلات

المراكز الصيفية في مناطق الحوثيين.. تدمير للتعليم وتفخيخ لمستقبل الأجيال

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
يسعى الحوثيون في مناطق سيطرتهم الى توسيع المراكز الصيفية لهذا العام ويقومون باستقطاب طلاب المدارس، وغسل أدمغتهم بالفكر الطائفي الدخيل ولم يقتصر استغلال مليشيا الحوثي للمؤسسات التربوية والتعليمية والمساجد ودور القرآن؛ بل تجاوزت ذلك لتستخدم المراكز الصيفية في التعبئة والتحريض والتحشيد.
وتركز المليشيا على طلاب المراحل الأساسية والإعدادية، وسط مخاوف من تحويل هؤلاء إلى قنابل موقوتة في المجتمع؛ نتيجة الأفكار والسلوكيات التي يكتسبها الأطفال من التعبئة الطائفية الحوثية المشحونة.
واستعدت المليشيا لمراكز هذا العام مبكرا من خلال خطة حوثية أعدتها لإطلاق المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها، حيث جرى تحديد أسماء المدارس والأحياء المخصصة كمراكز صيفية حوثية وأسماء المشرفين عليها وتحديد المدربين واختيارهم وبعناية فائقة
وهذا الاسبوع دشنت المليشيا مراكزها الصيفية في مختلف المحافظات والتي استنفرت المليشيا قوتها لحشد الأطفال للتسجيل في هذه المراكز التي تواجه ممانعة مجتمعية كبيرة، ووعي من الأسر بمخاطر هذه الدورات، كونها تعمل على تخريج مقاتلين في صفوف المليشيا، بعد محاولة غسل أدمغتهم في الفكر الطائفي المتطرف
ويرى مراقبون ان خطوة دفع الطلاب،الى مراكز صيفية بهذا النمط لاتقل خطورة عن تغيير المناهج الدراسية وتغيير مسار التعليم ومنع رواتب المعلمين
ويرى تربويون ان هذه المراكز تبث العنف والكراهية وتطمس الهوية الوطنية للاجيال بل وتقودهم الى محارق الموت

تعبئة طائفية

ويرى مراقبون واعلاميون ان المدارس الصيفية التي تقيمها المليشيا كل عام ماهي الاشرارة تخرج منها الكراهية والانتقام والعنف والتعبئة الطائفية وغرس سياسة الانتقام من المجتمع اليمني لتحقيق أهدافها السياسية والعقائدية والعنصرية من خلال رفد جبهاتها بالمقاتلين من الأطفال، وإنشاء جيش مفخخ بالجريمة والإرهاب والكراهية”.
يقول الاعلامي” محمد الضبياني” في تدوينة على منصة اكس، “في مراكز الحوثي الطائفية المليشياوية السلالية يحقن الأطفال بالحقد والكراهية والعبودية طوال فترة تلك المراكز وتنعكس تلك التعبئة على أسرته ومجتمعه”.
من جهته يؤكد الصحفي علي العقبي، في تدوينة على منصة “اكس”، أنّ استعدادات الحوثيين لإعلان مراكزهم الصيفية الطائفية لغسل أدمغة وعقول الشباب والطلاب والأطفال، يعدّ تأكيدًا على استمرار حربهم ضدّ اليمنيين وعدم اهتمامهم بأي اتفاقات وجهود لإنها الحرب.

تغيير اتجاه البوصلة

ويرى الغالبية من الحقوقيين ان المعسكرات الصيفية الحوثية تستهدف النشئ بغرض تغيير بوصلتهم وتربيتهم القويمة ويقولون لهم ان هذه المراكز ماهي الا لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي غرست في اذهاب الطلاب من المناهج السابقة ومدارس تحفيظ القران الكريم والدورات التعليمية يقول المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، عبدالرحمن برمان: “المراكز الصيفية الحوثية هي معسكرات تدفع بالطلاب الى الموت والتعبئة القائمة على العنف والقتل وكره الآخر ان هذه المراكز تتنافى مع ماجاء في القانون الدولي، واتفاقيات حقوق الطفل والاتفاقيات الدولية، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، جميع هذه القوانين والاتفاقيات تجرّم المساس بحق الإنسان في الحياة، وفي الطفولة الآمنة، وفي السلامة، وحق الطفل في التعليم”.
وأضاف: “ما يحدث اليوم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي هو تحشيد وعسكرة وصناعة للعنف والكراهية، لذلك نحن في المركز الأمريكي للعدالة أصدرنا، نهاية العام الماضي، بالتزامن مع انتهاء المعسكرات الصيفية، التي تفتحها مليشيا الحوثي، تقريرا أطلقنا عليه صناعة العنف والكراهية؛ باعتبار أن هذه المراكز الصيفية لا تهدف إلى التثقيف، وإنما دورات طائفية، وعلى استخدام الأسلحة”.
وأوضح أن “هناك نوعين من المراكز الصيفية الحوثية، بحسب التقرير الذي رصدها، مراكز مفتوحة، وأخرى مغلقة، والأخرى أكثر خطورة، فمدة الدراسة فيها تصل إلى 90 يوما، ينقطع الأطفال عن أسرهم، ولا أحد يعلم أين هم، ويتم خلالها تدريبهم على السلاح، وتعبئتهم طائفيا”.

تحذيرات دولية

وقد حذرات منظمات حقوقية ودولية خارجية ومحلية من تداعيات الدفع بالطلاب الى هذه المراكز ومن اهمها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، حيث اوضحت المنظمة ان ‎الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي في اليمن، ينبغي للحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في مناطق سيطرتهم، مثل ‎التعليم الجيد والغذاء والمياه، بدل استبدال طفولتهم بالنزاع”.
وكان تقرير حقوقي سابق صادر عن المركز الأميركي للعدالة (ACJ)، بعنوان “صناعة العنف والكراهية”، أنّ محتوى المناهج التي تدرسها جماعة الحوثي للأطفال اليمنيين في المراكز الصيفية تقدس الموت وتكرس ثقافة العنف والكراهية داخل المجتمع.
وقال “المركز” إنّ محتوى المناهج التي تدرسها جماعة الحوثي للأطفال في المراكز الصيفية، وما تتضمنه من مفردات وتعاليم تكرس ثقافة العنف وتقدس الموت وتدعو إلى العنف والكراهية والفرز المجتمعي”.

وعي مجتمعي

ومع كل التجهيزات الحوثية والدعاية الإعلامية الضخمة وتشويق الطلاب،والآباء لهذه المراكز يبرز الوعي المجتمعي المقاوم والممانع لهذه التحركات الحوثية لتكون حائظ الصد أمام التغول الحوثي، لمعرفتهم التامة بخطورة مشروع الحوثي التدميري التابع لإيران. يتجلى هذا الوعي من خلال العزوف الكبير من الالتحاق بهذه المراكز التفخيخية، يقول الاستاذ / ع. ن. م من محافظة اب ان أولياء الامور عندهم من الوعي،والثقافة ما يجعلهم يفطنون للعواقب الكارثية لهذه المراكز ولا شك أن هذا الوعي بحاجة لمساندة واهتمام من قبل الجهات الرسمية، ووسائل الإعلام للتعريف بمخاطر هذه المراكز، التي تهدد حاضر ومستقبل اليمن،ويضيف /انه من الواجب على المجتمع ، وأولياء الأمور بشكل خاص، رجالاً ونساء في هذا الوطن ، القيام بمهمة مراقبة أطفالهم، ومتابعة ما يتلقونه في المدارس والمجالس وتكثيف التوعية الدينية والوطنية، وتحصينهم من المشروع الحوثي الإيراني الذي يهدف إلى تمزيق الوطن والعقيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى