المعركة بين المشروع الإيراني والمشروع العربي
بقلم /محمد عبدالله القادري
العقول المنغلقة تنظر من زاوية ضيقة بشكل يظهر جزءية المعركة ، وهذا أمر خطير إذ يؤدي لتجزءة المعركة الواحدة ويثير صراع داخلي بين تلك الأجزاء.
ليست المعركة بين بقية اليمنيين والحوثية فتلك تظهر أن الحوثي يمني ، وليست بينهم وبين جزء من العرب وليست بين الهوية اليمنية والعربية فتلك تُظهر أن الحوثي عربي.
المعركة هي بين المشروع الإيراني والمشروع العربي ، والحوثي ليس يمنياً ولا عربياً ، وانما أداة لمشروع إيران وجزء من الأدوات التي تستخدمهم لإحتلال الوطن العربي.
أعتقد أن الخطاب العرقي مبني على نظرة قديمة وربما كان مناسب في ذلك الوقت القديم وليس مواكب للعصر الحالي الذي أصبحت المعركة فيه بين مشاريع لها اعتبار أمام المجتمع الدولي وبرامج تنظيمية وسياسية وعسكرية.
تواجد المشروع الإيراني في أربع دول عربية العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وتوجهه نحو بقية الدول العربية ، ومع انطلاق مشروع التحالف العربي ، هنا كان يفترض أن ننطلق من منطلق خطاب يشكل أصطفاف عربي ضد مشروع إيران وأدواته وأي مشروع آخر يستهدف الوطن العربي وهو متمركز خارجه.
تفاوضنا أمام المجتمع الدولي يكون مبني على عدم الإعتراف بأدوات إيران أنها عربية وانما أدوات احتلال إيراني وهذه الأدوات يعتبرون عملاء والعملاء لا يعتبرون وطنيون ولا هوية لهم في الوطن، فمن ينتمي للوطن هو المواطن وأما العميل فهو عدو للوطن.
الخطاب المنطلق من مسمى القومية فهذا يقزم المجتمع العربي ويظهره بمجرد قوم بينما هم شعب واحد وجزء من أمة إسلامية ، كما أن هذا الخطاب يثير الخلاف مع الجماعات الإسلامية الصادقة في مواجهة مشروع إيران ، ويخدم مشروع إيران ومشروع الإسلام السياسي الذي يسعى لاستغلال هذه الأخطاء لالتفاف المجتمع حوله بحجة الدفاع عن الإسلام.
وكان يفترض أن ننطلق من هوية جامعة مرتبطة بالوطن ولأن الوطن العربي واحد وشعبه واحد فنحن بحاجة لنتوحد تحت مظلة هوية واحدة تسمى الهوية العربية مع احتفاظنا بالهويات المنتسبة لوجود الدولة حالياً أو مؤخراً والمعترف بها قانونياً إذ لكل دولة هوية مرتبطة باسمها الحالي كالإمارات وعُمان والعراق ومصر والسعودية التي تعتبر حالياً مرتبطة هويتها بدولتها الحالية وليس بما كان سابقاً ولم يعد هناك أي أعتبار للحجاز ونجد فذاك أمر قديم قد عفى عليه الزمان ونحن نريد أن نتقدم للأمام لا أن نعود للخلف.
لا تجعلوا معركتنا داخلية بين أصل العرب وبقية العرب وبين الهوية اليمنية والهوية العربية. فالجميع عرب والعرب أخوة والمعركة بين العرب وأعداء أوطانهم مشروع إيران وأدواتها في الوطن العربي الذي يريدون أن يجعلونا ندين بالتبعية لإيران المستهدفة أمننا واقتصادنا وكرامتنا ومن حقنا بل والواجب علينا أن نتحد جميعاً صفاً واحداً لمواجهتها ونتحرر منها ليس في اليمن فقط بل في بقية الدول العربية العراق ولبنان وسوريا.
فيما يتعلق بالجانب الديني، فإن مشروع إيران يستهدف مكة والدليل قيام الحوثي مؤخراً بإعلان البرلمان الحجازي، ومن هنا يجب أن ننطلق من منطلق يوحد المسلمين في الوطن العربي وخارجه ضد إيران دفاعاً عن المقدسات.
وفيما يتعلق بالداخل اليمني فإن معركتنا هي بين الدولة والحوثي الانقلابي عليها، وكما هو معلوم أن اتفاق الرياض وتشكيل المجلس الرئاسي جعل جميع الأطراف يعتبرون دولة والحوثي هو الانقلابي.
جانب آخر يتمثل بإرهاب الحوثي واستخدامه للتنظيمات الارهابية الأخرى تنظيم القاعدة وغيرها كطريقة توجد له مبرر بحجة محاربة الإرهاب كما كان يدعي سابقاً بينما اتضح الفترة الأخيرة التخادم والتقارب والتوحد كما أن الجميع يريدون تصوير الإسلام بالإرهاب ولذا يجب أن نستخدم مصطلح محاربة الإرهاب الحوثي ومن معه ومعركتنا ضد الإرهاب وليست ضد الإسلام الذي يريد ذلك الإرهاب تشويهه . بالإضافة أن الارهاب يتمثل أيضاً بأولئك الذين يتجهون لمحاربة الدين بإدعاءهم أنه مشكلة الحكم والوطن ، فالجميع يعتبرون متطرفون وإرهابيون ، فمن يحارب الدين ومن يسيئ للدين ليظهره بالإرهاب يعتبرون مشروع واحد يخدم بعضه بعضا.
المعركة بين المشروع العربي والمشروع الخميني الإيراني.
من يحمل مشروع انقلاب لا يحمل مشروع دولة.
ومن يحمل مشروع إرهاب لا يحمل مشروع سلام.
ومن يكون أداة احتلال لن يكون مشروع تحرير.
ومن يحمل مشروع عنصرية لا يحمل مشروع مساواة وتعايش.
ولذا نحن العرب في كل الدول العربية نقف مع المشروع العربي ضد مشروع إيران وأدواته المحتلة من واجب وطني دفاعاً عن أمننا وثرواتنا وبعضنا بعضاً وسنظل هكذا حتى يتم تحرير اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وسنقف ومعنا كل المسلمين دفاعاً عن مقدساتنا ولن نقل للبيت رب يحميه ، وسنقف ضد الإرهاب الحوثي والقاعدة وداعش التي تحارب ديننا بإسم الدين كما سنقف ضد الارهاب الآخر الذي يحارب ديننا كتاباً وسنة.
وسنقف مع قانون الدولة وشرع المساواة ضد العنصرية في اليمن والخليج والشام والعراق ومصر حتى المغرب العربي ،، كلنا مسلمون وعرب.
نرفض أي احتلال لوطننا العربي بإسم الإسلام كالولاية الخمينية التابعة لإيران والإسلام السياسي التابع لتركيا أو بإسم الأفكار التابعة للغرب مثلما نرفض احتلال فلسطين من قبل إسرائيل.