مقالات
السلام ولكن!

بقلم / محمد الأحمدي
السلام في اليمن يبدأ بسحق رأس الأفعى، والأفعى هنا هي مليشيا الحوثي الذراع الإيراني في خاصرة الخليج.
الحرب التي يخوضها اليمنيون لإسقاط مشروع الحوثي العنصري هي الطريق الوحيد والإجباري لتحقيق التعايش المذهبي وبناء دولة المواطنة المتساوية ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بفعل حرب المليشيا الحوثية، عدا عن ذلك فهو صراع أبدي يقضي على مستقبل الجيل القادم ويورث كوارث وثارات دامية تتحمل وزرها الأجيال القادمة.
الإدارة الأمريكية الحالية في أحسن الأحوال لا تفهم شيئا عن تفاصيل الأزمة اليمنية وجذورها، أو أن لديها الرغبة في المضي قدما نحو مزيد من تمكين الأقليات في المنطقة واضطهاد الأغلبية، لضمان بقاء جميع أطراف الصراع مرتهنة للخارج مسلوبة القرار.
منذ اليوم الأول للرئيس الأمريكي جو بايدن بدا أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق يد إيران في المنطقة، فأُزيحت جماعة الحوثيين في اليمن من القوائم الأمريكية للمنظمات الإرهابية، بينما لا تزال نفس القوائم تطفح بأسماء شخصيات سياسية ومنظمات إغاثية إسلامية وتنموية كان لها دور كبير في التخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية والمعيشية للسكان في البلدان الفقيرة قبل الحرب.
وفي الوقت الذي تتداعى الأمم المتحدة ووكالاتها بحثا عن تمويل لما تسميه خطة الاستجابة الإنسانية للشعب اليمني، محذرة من مجاعة وشيكة هي الأسوأ في العالم، كان مسؤول إيراني رفيع يؤكد الإفراج عن أرصدة تابعة لطهران تصل قيمتها الإجمالية لثلاثة مليارات دولار في العراق وسلطنة عمان وكوريا الجنوبية. وذكر عضو الهيئة الرئاسية في غرفة التجارة الإيرانية-العراقية، حميد حسيني، في حديث إلى وكالة “فارس”، أن هذه الأموال في طريقها للخزينة الإيرانية.
يقول تقرير الخبراء المكلف بالشأن اليمني التابع للأمم المتحدة إن مليشيا الحوثي نهبت مليارا و800 مليون دولار من إيرادات ميناء الحديدة كان الاتفاق برعاية مكتب المبعوث الأممي يقضي بأن تخصص لمرتبات موظفي الدولة التي صادرتها المليشيا أيضا. ذهبت هذه الأموال لتمويل حرب الحوثي على الشعب اليمني ومضاعفة معاناته الإنسانية، بينما لا تزال الأمم المتحدة تعبر عن خيبة أملها من تراجع تمويلات المانحين لليمن في أعقاب مؤتمر المانحين المنعقد قبل أيام.
تقتل مليشيا الحوثي الشعب اليمني بكل أدوات القتل، بدءا بالقناصة والألغام والصواريخ الباليستية وصولا إلى التجويع والإفقار والتربح من معاناة الشعب، ولا يزال المجتمع الدولي يستجدي السلام مع جماعة عنف فاشية منفلتة كمليشيا الحوثي لا تتمتع بأي شعور بالمسؤولية الأخلاقية أو الإنسانية أو السياسية، حتى باتت هذه المفردة الجميلة مجرد ذريعة لحماية هذه الجماعة الحوثية في اليمن والإبقاء عليها شوكة في طريق اليمنيين لاستعادة دولتهم وتحقيق السلام العادل والدائم.