تقارير ومقابلات

المليشيات و المجهود الحربي قصة لا تنتهي

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

ما إن تشعر المليشيا الانقلابية بهزيمتها المؤكدة ، تذهب للضحك على الشباب في جمع المناطق التي تسيطر عليها ، وذلك عبر عقال الحارات وتحت ما يسمى بالمجهود الحربي لرفد الجبهات بالمال والرجال ، تذهب المليشيا مختبئة خلف هذه الاضحوكة لجمع اكبر عدد من الرجال عبر استغلالهم واستغلال ظروفهم لكي تذهب بهم إلى جبهاتها .
هذه الاضحوكة تهدف إلى :
اولا اطالة امد الحرب ، لان ذلك يخدم وبشكل مباشر مصالح المليشيا الانقلابية ،
ثانيا تهييج عواطف الناس واللعب بمشاعرهم ، إذ تعمل المليشيا الانقلابية على الضغط على نخوة وحرية الشعب اليمني مما يؤدي إلى تصديق معتقداتها وافكاراها .
وعلى الرغم من الدعوات المتواصلة نحو التوصّل إلى حل سياسي، إلا أنّ المليشيات الحوثية تواصل العمل على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق المزيد من المكاسب.
الأيام الماضية شهدت تصعيدًا متواصلًا من قِبل مليشيا الحوثي في عدة جبهات، إذ أفادت مصادر مطلعة بأنّ مليشيا الحوثي واصلت مؤخرًا أعمالها العدائية، بفتح خطوط جبهات جديدة في عدة مناطق.
أعباء هذا التصعيد الحوثي المتواصل يتحمله المدنيون بسبب الأعمال العدائية، إذ أنّ السكان يرون منازلهم والبنية التحتية مدمرة، ما يضطرهم للفرار إلى مناطق أكثر أمانًا.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بالقصف، لكنها أقدمت على تنفيذ اعتقالات عشوائية واحتجاز، ونقل قسري للمهاجرين الأفارقة في مناطق سيطرتها.
ما يجري على الأرض يبرهن على أنّ المليشيا الحوثية تسعى إلى إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، دون أن تلتفت لعديد الدعوات التي أطلقت من أجل التوصّل إلى حل سياسي ملزم.
وبات واضحًا أنّ المليشيا الحوثية تتعمّد إطالة أمد الحرب باعتبار أنّ بقاءها مرتبط بشكل رئيسي باستمرار الحرب لأطول فترة زمنية ممكنة.
ولعل هذا الخبث الحوثي قد تجلّى مبكرًا، فمنذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018 وعلى الرغم من أنّ هذه الخطوة نُظر إليها بأنّها خطوة أولى على طريق الحل السياسي، لكنّ المليشيات أفشلت هذا المسار بارتكاب آلاف الخروقات.
هذا الإجرام الحوثي الذي يدر على قيادات المليشيات العديد من المكاسب، يؤدي إلى صناعة الكثير من الأعباء والأزمات أمام السكان الذين حُوصِروا بين أطنان من المعاناة من جرّاء الحرب الحوثية الملتهبة.
الدليل على ذلك، أنّ الجرائم الحوثية الغادرة تسبّبت في نزوح أكثر من 186 ألف شخص في مختلف الأنحاء، نزح نصفهم إلى داخل مدينة مأرب التي تستهدفها الميليشيا بالصواريخ البالستية وتسعى لقطع الطرقات المؤدية إليها.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فقد استقبلت مأرب وحدها ما يقدر بـ71 ألفًا و456 نازحًا جديدًا، أي 70% من النازحين خلال العام الجاري والبالغ عددهم 158 ألفًا.
المنظّمة أشارت إلى تقطّع السبل بأعداد متزايدة من المهاجرين في محافظات مثل عدن ومأرب يقدر عددهم بـ5000 شخص و4000 فرد شخص على التوالي، بسبب قيود الحركة المرتبطة بفيروس كورونا.
وبات واضحًا أنّ الوضع الإنساني المعقد في اليمن لا يحتمل المزيد من التأخير عن المواجهة الحاسمة والفاعلة على الأرض، وذلك بالنظر إلى توثيق مرعب صدر عن الأمم المتحدة.
ففي إحصاء أُضيف إليه اليمن، فإنّه بحلول نهاية العام 2020، قد يعاني 270 مليون شخص من انعدام حاد للأمن غذائي، أي 82 بالمئة أكثر من فترة ما قبل جائحة كورونا.
وتطلب الأمم المتحدة 3,5 مليار دولار لدعم حوالى عشرين مليون شخص في اليمن معرضين إلى أخطر أزمة إنسانية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى