تقارير ومقابلات
المليشيا ، الغلاء ، الكورونا ثلاثي يفتك باليمنيين
الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
” ما كنا ناقصين ، يكفينا الذي معنا ، الحوثي اكبر داء واكبر وباء “
هكذا يقول “م.و” الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا على نفسه واولاده ، لانه يعلم تماما أن المليشيا الانقلابية لا تترك راسا على كتف فيمن يعارضونها او حتى يتكلمون عن جرائمها وانتهاكاتها ، فقد اصبح القتل شهيتها اليومية ، وائحة الدم ، عطرها الدائم.
وبينما يعيش اليمنيون ضروفا صعبة وقاسية جدا ، يأتي وباء الكورونا ليزيد من المعاناه ، بل ويعمقها ، فبينما يعاني المواطنون كورونا الحوثيون ، يأتي فيروس كورونا ليزيد ألم ومأساة اليمنيين ، إذ عمّق وباء كورونا مأساة الفقراء القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حتى باتوا بين مطرقة البقاء في المنازل خوفا من الإصابة بالفيروس وسندان الموت جوعا.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع، وفي وقت يزداد فيه الخوف من تستر السلطات الصحية لدى ميليشيات الحوثي على عدد الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا.
م.و يقول : إن الأسعار ارتفعت بشكل كبير خاصة المواد الغذائية، بسبب اندفاع الكثير من الميسورين وقيادات حوثية إلى تكديس السلع الغذائية بمنازلهم.
وأضاف : ”قبل أسبوع كان كيلو الرز بـ 400 ريال، والآن أصبح بـ 700 ريال، وكل شيء ارتفع سعره دون رقيب أو حسب“.
وتنامت مخاوف اليمنيين، وبدأ البعض منهم وضع أنفسهم وأسرهم في المنازل ومنع الاختلاط بالآخرين كإجراء وقائي، فيما حزمت المئات من الأسر أمتعتها وغادرت المدن الرئيسية نحو القرى والأرياف خوفا من انتشار كورونا، لينعكس ذلك بشكل سلبي على حياة السواد الأعظم من اليمنيين الذين بالكاد يجدون قوت يومهم، لاسيما أن جزءا كبيرا منهم يعملون بالأجر اليومي.
”من أين أطعم أبنائي إذا كنت في حجر صحي؟“، هكذا تساءل م.و ، بل الكثير من اليمنيين يضعون هذا السؤال ، يقول م.و : عندما يدعون الناس للحجر الصحي، هم يعنون أصحابهم، أما الشعب يموت عادي، إذا لم نمت من كورونا فسنموت جوعا“.
يتابع م.و ”مش مهتمين بأحد غير أصحابهم، أما نحن نموت عادي“، سارًا في ذلك من الدعوات التي تطلق بضرورة البقاء في المنازل، وقال: ”إذا وضعت نفسي وأسرتي في المنزل، من سيتكفل بإطعامنا، أكيد الحوثيون لا يعنون الفقراء بل المشرفين الحوثيين، ومن استولوا على ثروات وإيرادات البلاد.
”الغلاء والكورونا والحوثيون“، مثلث يصعب تجاوزه بالنسبة لليمنيين الذين وجدوا أنفسهم في معركة مستمرة من أجل الحياة ضد الثالوث المرعب، وفق توصيف فارس المقطري، وهو مدير مدرسة أقالته جماعة الحوثي.
يضيف م.و : المصائب التي تنهال على رؤوس اليمنيين مؤلمة جدا، فالغلاء سبب في زيادة فقرهم، والحوثي ينهب كل شيء منذ نحو ست سنوات، وحياتنا تعاسة في تعاسة، ليأتي فيروس كورونا، الأمر صعب للغاية بالنسبة لليمنيين، حرب من كل مكان والضحية هم الفقراء.
وبين أن اليمنيين، منذ انقلاب الحوثيين على السلطة، أبعدوا أيديهم عن أحلامهم، وباتت أحلامهم وطموحاتهم لا تتجاوز توفير لقمة عيش كريمة، مقابل مشاهداتهم للقيادات الحوثية وهي تزداد ثراء ونعيما.
وعن الحجر الصحي، قال : ”أي حجر صحي وأي كلام فاضي، إذا فرض الحجر سيموت اليمنيون جوعا في منازلهم وستمتلئ المقابر بالموتى من الجوع وليس من كورونا، أغلب اليمنيين يعيشون بيومهم، إذا توقف يوما فلن يجد ابناؤه ما يأكلوه بالمساء.
