اغتيال صحفي وقصف مستشفيات: 42 شهيدًا في تصعيد متواصل على غزة
الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
استشهد الصحفي الفلسطيني حسن إصليح وأُصيب عدد من المواطنين، إثر قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف قسم الحروق في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في ما وصفته وسائل إعلام فلسطينية بعملية اغتيال متعمدة.
وكان إصليح يتلقى العلاج في المجمع بعد إصابته قبل نحو شهر خلال استهداف طيران الاحتلال خيمة للصحفيين. وأكدت المصادر أن القصف الأخير جاء تتويجًا لمحاولة تصفيته رغم وضعه الصحي الحرج.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القصف استهدف “مركز قيادة وسيطرة تابعًا لحركة حماس داخل المستشفى”، مدعيًا أن الحركة كانت تستخدم المنشأة لأغراض عسكرية. وكان المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، قد اتهم سابقًا حسن إصليح بالانتماء إلى “لواء خان يونس” في حماس، وبالمشاركة في عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في السياق ذاته، وثقت مصادر طبية فلسطينية استشهاد ما لا يقل عن 42 فلسطينيًا منذ فجر الاثنين جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على أنحاء متفرقة من القطاع، والتي تركزت على خيمة للنازحين شمال غربي مواصي خان يونس، ومدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد، ومسجد في مخيم النصيرات، إلى جانب مبنى التربية والتعليم في حي الدرج بمدينة غزة.
كما تعرضت أحياء التفاح والشجاعية في شرق غزة لقصف جوي ومدفعي مكثف، أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين، فيما تم انتشال جثامين ثلاثة شهداء من حي النزاز بالشجاعية. وتشهد المنطقة عمليات عسكرية متواصلة منذ 47 يومًا، تتخللها اشتباكات وقصف يستهدف حتى الباحثين عن الغذاء والماء.
وفي حي الزيتون جنوبي شرقي غزة، أعلنت مصادر طبية استشهاد فلسطينيين اثنين في قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الاحتلال.
مخاطر المجاعة تلوح في الأفق
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق الأمين العام أنطونيو غوتيريش حيال التقارير الأخيرة التي تفيد بأن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة، بينما يواجه جميع السكان مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي.
وأشار دوجاريك في مؤتمر صحفي إلى أن غوتيريش يشعر بقلق خاص إزاء الوضع المأساوي للأطفال، الذين يعاني أغلبهم من حرمان غذائي حاد.
وبحسب تقرير “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، الذي أعدّته 17 وكالة إنسانية أممية ودولية، فإن نحو 470 ألف فلسطيني في غزة يواجهون خطر “الجوع الكارثي” خلال الفترة من مايو/أيار 2025 حتى سبتمبر/أيلول من العام ذاته، بزيادة 250% عن التقديرات السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأرجع التقرير الوضع الإنساني المتدهور إلى استمرار الحرب الإسرائيلية، والإغلاق التام للمعابر، ومنع دخول الغذاء والدواء، في ظل تقاعس دولي متزايد.
حصيلة دامية للحرب المستمرة
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد 52,862 فلسطينيًا، وأُصيب 119,648 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتواصل إسرائيل عدوانها رغم التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار، في تحدٍّ واضح للتحذيرات الدولية المتكررة بشأن خطر المجاعة الجماعية.
المصدر: الاناضول