تقارير ومقابلات

المناهج في مناطق الحوثيين.. استهداف ممنهج وتجريف للتعليم

الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر صالح يوسف
عمدت المليشيا الحوثية منذ انقلابها في 2014،الى تغيير شامل وجذري في وزارة التربية والتعليم في مناطق سيطرتها ،وبالاخص تغيير وتحريف المناهج الدراسية بحسب توجهاتها واجندتها الطائفية.
بدأ الترم الثاني من العام الدراسي 2025/2024م، وتسلم الطلاب المناهج الجديدة للترم الجديد ،ومع كل عام وكل ترم جديد يلاحظ تعديلات جديدة في المناهج ،وخاصة الاسلامية والاجتماعيات واللغة العربية ،وعلاوة تحريف المناهج تأتي مخالفة المواعيد والاجازات الرسمية، اضافة الى ادخال استحداثات جوهرية إلى المنهج الدراسي، واستمرار التوقف عن دفع مرتبات المعلمين، وعزوف الطلاب عن اللحاق بالمدارس، وترك الأساتذة مهمة تربية الأجيال، وغيرها من التحديات.

تعزيز الفكر الطائفي

ويرى تربويون وناشطون، انه مع مرور الوقت سيلاحظ الناس الكثير من التعديلات الجوهرية، التي تتناقض مع مبادئ الدين والشريعة وخاصة تلك الافكار التي تحث على الطائفية والكراهية، حيث تم تغيير المناهج التعليمية لتعكس الرؤية السياسية للحوثيين وتعزز الولاء للحركة، بما في ذلك التشبيك بين المقررات الدراسية والأهداف السياسية للحركة. بالإضافة إلى التغييرات الثقافية التي تضمنت تغيير المحتوى الثقافي ليعكس المفاهيم والقيم التي يُروّج لها الحوثيون، وتقديم رؤية مُعدّلة للتاريخ والثقافة اليمنية والعالمية وفقاً لمواقف الحركة.
وبناء على ذلك يواجه الطلاب، مخاطر التحريف المتكرر لمناهج التعليم الذي تجريه الجماعة قبيل كل عام دراسي وترم وفق موجهات سياسية، وتوظيف المدارس لأغراض عسكرية، وتغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث لتكفير الآخرين، وإضفاء قدسية دينية على سلالة زعيم الجماعة.
كل تلك التوجهات والتغييرات والمخالفات ولدت حالة من الغليان والسخط والرفض المطلق في أوساط شريحة واسعة من اليمنيين والتربويين، حيث يتحسر الكل بسبب تجدد الاستهداف الذي يطال ما تبقى من مناهج التعليم، وكذا من الحال المزرية التي وصل إليها التعليم في مناطق الحوثيين.

تغييرات جذرية

يرى الاستاذ /مازن حسن ..باحث تربوي في مدينة مأرب :ان المليشيا الحوثية اقدمت على عملية تغيير واسعة للمناهج التعليمية في كل مراحلها في مناطق سيطرتها ،وذلك بإدخال تغييرات عميقة طالت تلك المناهج الدراسية، مستقاة من “تقديس رموز الأسرة الحوثية وتكريس التبعية لإيران”،وتغيير مناهج القران والإسلامية بمايتناسب مع افكار غريبة عن الدين الإسلامي وحذف الرموز الوطنية والثورية من كتب الوطنية من امثال الزبيري وغيره وتغيير اهداف الثورة السبتمبرية
ويزيد: الاستاذ/ مازن. ان تلك التغييرات ثحث على الحقد والكراهية والعنف والقتل ، وتجهيل المجتمع واستلاب إرادته عبر تدريس مناهج تعليمية محرفة في المدارس داخل نطاق سيطرتهم تخدم الأجندة الإيرانية التخريبية”. كما تهدف، إلى “غسل عقول أطفال اليمن وتزوير التاريخ وتوزيع استمارات فرز سياسي ومذهبي للكادر التعليمي.

غسل ادمغة الطلاب

ولم يكتفي الحوثيون بتغيير المناهج وتحرفيها وتزوير التاريخ بحسب اجندتها الطائفية، بل فرضت على الطلاب في المدارس ترديد شعارات الصرخة الخاصة بهم ويحفزونهم على ضرورة المشاركة في الجبهات بحجة التحشيد لغزة ، ويحاولون تلقينهم دروسا تعبوية بلغة طائفية ويحدثونهم حتى عن استخدام الأسلحة”
يتحدث بهذا الشأن الأستاذ /ص.و.ن مشرف تربوي من مدينة ذمار ..يقول لقد ركز الحوثيون منذ انقلابهم على الدولة في 2014على الطلاب في تغيير المفاهيم وتوجيههم الى العنف وكره الأخر من خلال تغيير المناهج والطابور والفعاليات الطائفية كل هذه الممارسات أثارت مخاوف أولياء الأمور من أن يتم غسل عقول أطفالهم وتلقينهم أفكارا غير سليمة، وقد بدأ البعض منهم بمنع أطفاله من استكمال الدراسة”.
ويرى :إن المحاضرات والحصص التي أصبح الحوثيون يلقونها على الطلاب، تأتي استكمالا لتحريفهم المناهج التعليمية ومساعيهم لاستقطاب الآلاف منهم إلى معسكرات التدريب، تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال .
ويضيف :ان معظم اولياء الأمور نقلوا فضلوا تسجيل ابناءهم في مدارس خاصة رغم التكلفة الباهضة في الرسوم بسبب ان المدارس الحكومية اصبحت بؤرة للطائفية ومراكز للتجييش واماكن للكراهية وتغيير المفاهيم رغم ان المنهج هو نفسه في المدارس العامة والخاصة.

استهداف ممنهج

ويرى اهل التربية والتعليم ،ان المليشيا الحوثية تستهدف المناهج الدراسية بشكل ممنهج ومدروس يقول الاستاذ :م .ه. م مشرف تربوي ..لقد تم التغيير والحذف في كتب المرحلة الابتدائية 4 مناهج دراسية: اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المدنية والتاريخ. تضمنت التعديلات المدخلة على منهج التربية المدنية دروسًا تمجّد تاريخ جماعة الحوثيين منذ سيطرتها على صنعاء والأحداث التي صاحبت تلك الفترة. على سبيل المثال، كثيرًا ما تصف هذه الدروس التحالف الذي تقوده السعودية بأنه مدعوم من “التحالف الأمريكي الصهيوني”، وتصوّر الحوثيين على أنهم يدافعون عن الوطن ومكتسباته.
ويضيف :انه تم استُبدلت الدروس حول محمد محمود الزبيري وعلي عبدالمغني، الشخصيات المحورية في ثورة 26سبتمبر 1962م بدروس تتحدث عن الإمام القاسم والإمام المنصور وابنه يحيى حميد الدين . ويوصف تأريخ 21 سبتمبر/أيلول 2014 -تأريخ استيلاء الحوثيين على صنعاء- بأنه “ثورة” وفي الصف الثامن (الأعمار 13-14)، يحذف المنهج الدراسي الجديد كل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر عام 1962 التي أسست الجمهورية العربية اليمنية. كما حذفت أيضًا دروسًا حول دور الدولة والسلطات التنفيذية الثلاث ومفهوم الحكم الاستبدادي. واستُعيض بدروس عن الهوية الوطنية والدفاع عن الوطن والكفاح من أجل الاستقلال. أما في الصف التاسع (الأعمار من 14 إلى 15 سنة)، حُذفت جميع الدروس المتعلقة بالحياة المدنية والمجتمع المدني علاوة على ذلك، جميع الطلاب ملزمون بالاضطلاع بدور فعّال في الأنشطة الدينيةوالمناسبات “الوطنية التي تبرز دور الحوثيين في الدفاع عن الوطن وتؤكد على تواطؤ الحكومة المعترف بها دوليًّا في موت المدنيين اليمنيين.
فضلا عن تفعيل المليشيا المدارس والمراكز الصيفية وتخصيص المزيد من الموارد لها، لتعزيز انتشارها وقبولها. وحظيت هذه المراكز باهتمام كبير من قيادات الجماعة

وبناء على كل ماتقدم فقد اطلق نشطاء يمنيون حملة إعلامية واسعة ،تحت عنوان”لا لتطييف التعليم”.. للتنديد باستمرار استهداف الحوثي للتعليم وتغيير المناهج ،وتهدف هذه الحملة الى لفت الانظار الى ماتقوم المليشيا من تدمير ممنهج للتعليم وغسل ادمغة وافكار الطلاب بسرديات لاتمت للدين والعلم باي صلة بل وتستهدف الهوية الإيمانية والوطنية والوحدة والجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى