المهاجرون الأفارقة في اليمن.. معاناة حقيقية تتجاوز حدود الزمان والمكان
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر / صالح يوسف
يخوض المهاجرون الأفارقة رحلة طويلة من العذاب والموت للوصول إلى اليمن، بحثًا عن مكانٍ آمنٍ يحتوي آلام السنوات المضنية وقهرها، ومعاناةً تتجاوز مساحات الحدود والأمكنة.
يرمون بأجسادهم المتعبة على الأرصفة والطرقات، وقد نال الجوع من أكثرهم، بحثًا عن شجرة يستظلون تحتها أو جدار يحتمون به بعدما اشتد الوجع بغالبيتهم وازداد إحساسهم بـ اليُتم في بلدٍ هو الآخر يبحث عن منفذٍ للحياة جراء الحرب الطاحنة التي تسبب بها الإنقلاب المشؤوم على الشرعية الدستورية
حيث تعد بلادنا وجهة لمهاجرين من دول القرن الإفريقي، لا سيما إثيوبيا والصومال، ويهدف الكثير منهم إلى الانتقال في رحلة صعبة إلى المملكة العربيه السعودية
معدلات مرتفعة
سجل عدد المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى بلادنا في الربع الأول من العام الجاري معدلات مرتفعة وبالأخص في شهر يناير الماضي حيث سجل معدل شهري على الإطلاق خلال العامين الأخيرين، ويمثل زيادة تقارب الضعف عن يناير 2022، وبنحو أربعة أضعاف عن ذات الشهر عام 2021.
وبحسب الأرقام التي سجلتها مصفوفة النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية في اليمن، فقد شهد يناير 2023 وصول حوالي 10,707 مهاجرين من القرن الإفريقي، وهو أعلى معدل شهري يتم تسجيله خلال العامين الماضيين، حيث أن أعلى رقم تم تسجيله في عام 2022 كان 10,620 مهاجر في شهر ديسمبر، فيما كان أعلى رقم في عام 2021 لا يتجاوز الـ5,000 مهاجر.
كما مثّل عدد المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى اليمن خلال يناير 2023، زيادة بحوالي 80.3% مقارنة بذات الشهر من عام 2022، الذي وصل فيه 5,940 مهاجر إفريقي، وزيادة أيضاً بنحو 382.3% مقارنة بذات الشهر من عام 2021 الذي لم يسجل دخول سوى 2,500 مهاجر إفريقي.
وأوضحت منظمة الهجرة، في تقرير، أن محافظة لحج شهدت دخول العدد الأكبر من المهاجرين الأفارقة في يناير 2023، حيث وصل إليها 7,904 مهاجر، مقابل 2,803 مهاجر دخلوا عبر محافظة شبوة، وفق منصة “يمن فيوتشر” الإعلامية.
وأرجعت سبب الزيادة إلى تحسن الأحوال الجوية والمد البحري وانخفاض دوريات خفر السواحل في جيبوتي، إضافة إلى الصراع الذي كان وراء نحو 21% من إجمالي المهاجرين الأفارقة الوافدين إلى اليمن خلال الشهر الماضي.
الأكثر دموية
قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن العام الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة للمهاجرين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2017. وأوضح تقرير صادر عن المنظمة فقد توفي حوالي 3800 شخص على طرق الهجرة البحرية والبرية داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها، وفقًا للبيانات الصادرة عن مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة. ويعد هذا الرقم أعلى بنسبة 11٪ مقارنة بعام 2021 والأعلى منذ عام 2017، عندما وثق المشروع وفاة 4،255 شخصًا في المنطقة. كما تُظهر بيانات عام 2022 أن المنطقة، التي يشار إليها غالبًا بالاختصار MENA، كانت مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات البالغ عددها 6877 التي وثقها المشروع في جميع أنحاء العالم العام الماضي.
وقال عثمان البلبيسي، مدير المنطقة بالمنظمة الدولية للهجرة: “إن هذا العدد المقلق للوفيات على طرق الهجرة داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها يتطلب اهتمامًا فوريًا وجهودًا متضافرة لتعزيز سلامة وحماية المهاجرين”.
وقال المشروع إن العدد الحقيقي كان على الأرجح أعلى بكثير نظرًا لندرة البيانات الرسمية ومحدودية الوصول إلى الطرق البرية في المنطقة للمجتمع المدني والمنظمات الدولية.
على الطرق البرية في المنطقة، وثق مشروع المهاجرين المفقودين أكثر من 1025 حالة وفاة، في حين وقعت البقية على الطرق البحرية إلى أوروبا، وخاصة في وسط البحر الأبيض المتوسط.
ووفق التقرير، فإن معظم الأشخاص الذين لقوا حتفهم وهم يسافرون برا وقعوا في اليمن الذي مزقته الحرب، حيث قالت المنظمة الدولية للهجرة إن “العنف الموجه ضد المهاجرين قد تفاقم”.
وقد لقي 795 شخصًا على الأقل، معظمهم من الإثيوبيين، مصرعهم على طريق بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين. ووقعت معظم الوفيات في محافظة صعدة شمال اليمن، معقل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
واعتاد المهاجرون من شرق إفريقيا عبور باب المندب، وهو مضيق يبلغ طوله 31 ميلاً (50 كيلومترًا) يفصل بين جيبوتي واليمن، على متن قوارب صغيرة، بهدف عبور اليمن إلى المملكة العربية السعودية المجاورة ثم الانتقال إلى دول الخليج العربي الثرية الأخرى في اطار البحث عن عمل. واستشهد التقرير بحادث غرق سفينة قبالة جزيرة ميون اليمنية في أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 28 شخصا على الأقل.
مأساة حقيقية
ينتقل المهاجرون الأفارقة من بلدانهم خوفا من البطش والتصفيات وبحثا عن لقمة العيش ويشرح المهاجر الأثيوبي /عاشور ابي ..معناة الكثير من المهاجرين يقول اتينا الى محافظةلحج ..الحوطة .بعد ان كنا في العاصمة صنعاء حيث مارست سلطات الحوثيين ضدنا كل أساليب القهر والإذلال، إذ قامت بتجميع المهاجرين الأفارقة في مركز للاحتجاز، وطلبت دفع مبالغ مالية مهولة لأجل البقاء اوالترحيل
واضاف قائلا البعض دفع والغالبية لم يستطيعوا، فأخذ الحوثيون العشرات منهم إلى جبهات القتال، فيما امتنع البعض عن الذهاب، فبقوا رهن الاحتجاز”.
وأشار إلى أن “المحتجزين نفذوا ذات يوم إضرابا عن الطعام، وحصل خلاف مع أحد الحراس، فرمى بقنبلة داخل المعتقل، ما أدى إلى احتراق المبنى ومقتل 200 شخصًا كانوا داخله، منهم من توفى في الحال، والقليل من توفى لاحقًا متأثرًا بجراحه”.
ويقول بعد الحادثة نفذ أهالي الضحايا اعتصامًا أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، للمطالبة بتسليم الجثث والقيام بمراسيم الدفن، إلا أن رد المفوضية كان صادمًا، إذ قالوا لنا: لا نستطيع أن نعمل لكم شيء، هذه سلطة حاكمة وعليكم العودة الى دياركم”.
ولفت أنه “بعد نحو شهر، قامت سلطة الحوثيين بفض الاعتصام بصورة وحشية مستخدمة مئات الجنود وعشرات المدرعات، ما أدى إلى إصابات كثيرة، وتسبب بجروح وندوب غائرة في نفوس الجميع”.
وأضاف”أمر مؤسف ومؤلم أن يتم ذلك على مرأى ومسمع من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
وتابعت: “الحال في الحوطة لم يكن أفضل عما كنا عليه في صنعاء، فحين طرقنا أبواب منظمات الأمم المتحدة لمساعدتنا، كان الرد صادمًا، إذ قيل لنا: بإمكان الرجال العمل في غسل السيارات، والنساء يستطعن الوقوف على أبواب المساجد، لطلب المساعدات”.
الى ذلك.تحدث /امهري محمد مهاجر أثيوبي وقال هربنا من بلادنا من جحيم الحرب والمواجهات بين السلطات والحركات المعارضة وبعد سفر طويل ومعاناه وصلنا الى صنعاء واذا نحن بين معاناة وبطش اشد مما كنا عليه في جنوب شرق البلاد
ويضيف لي ثلاثة من الأبناء احدهم معاق وطلب مني الحوثيون ان ازج بهم في الجبهات مقابل مبالغ مالية ولكني اثرت السفر الى منطقة العلم وافترش الصحراء
ويبين ان الأمم المتحدة لاتقوم بواجبها تجاه المهاجرين وان استجابت لكنها تأتي متأخرة