النازحون في اليمن …اوضاع صعبة ومعاناة مستمرة
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
يستقبل النازحون في بلادنا شهر رمضان المبارك في ظل 9 اعوام من الحرب وسنوات عديدة من الانقلاب
سنوات من البؤس والشقاء من العناء والكفاح في سبيل الحصول على لقمة العيش، لكن هذا العام هو الاشد عليهم مع ارتفاع الاسعار واستمرار الجبايات الحوثية وانقطاع المرتبات اضف الى ذلك تغير المناخ وسوء الاحوال الجوية وكثافة السيول في اماكن مخيماتهم.
حيث يتضاعف عدد النازحين في اليمن بشكل مقلق؛ نتيجةً لاستمرار الانقلاب الحوثي والذي حصد الكثير من الارواح وزاد من معاناة اليمنيين
تفاقم مشكلات النزوح
نتيجة لتكرار المليشيات انتهاكاتها بحق المواطنين اليمنيين، ترتب على ذلك تفاقم مشكلات النزوح من المناطق التي يستهدفها الانقلابيون، حتى أضحت هذه المشكلة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق تقارير أممية ودولية.
يقول /ن.م.م.نازح مخيم شمال مديرية عبس انه ليس من السهل على أي إنسان أن يترك منزله ومسقط رأسه ويذهب للسكن في خيمة أو في العراء أو تحت إحدى الأشجار، ولكن هذا ما فعله الآلاف من أبناء عزلة بني حسن شمال مديرية عبس،
أخرجت الحرب الآلاف من سكان عزلة بني حسن من منازلهم، وغادر معظمهم مسرعين والبعض سيراً على الأقدام دون التمكن من أخذ حاجاتهم الأساسية، مما فاقم معاناتهم خصوصاً مع دخول حلول شهر رمضان المبارك”.
ويضيف إلى معاناة مئات النازحين من منطقة بني حسن الذين يبيتون منذ أسابيع في العراء وتحت الأشجار في أطراف مدينة عبس وضواحيها بعد أن عجزت المخيمات عن استيعابهم حيث يعيشون ظروفاً صعبة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة
ويقول/ومما ضاعف من مأساتنا الانتهاكات الحوثية والسطو على المساعدات الانسانية التي تصل الينا من المنظمات الانسانية والتدخل في كل صغيرة وكبيرة مما جعلنا نفقد الامل في كل شي
معاناة مستمرة
يقول أ/خ.ع.ث..، نازح من مدينة حرض شمال غربي محافظة حجة، إن النازحين في المخيمات يستقبلون شهر رمضان بجيوب وسط معاناة مستمرة وجيوب فارغة وشح في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب ما يجعل الشهر الفضيل ضيفاً ثقيلاً عليهم رغم فضائله وروحانيته.
ويقول كيف سيقضي النازح الذي يسكن خيمة مهترئة لا تقيه وأولاده حر الصيف، أو حتى ذلك النازح الذي يقطن منزلاً بالإيجار بعد دمار منزله، شهر رمضان في ظل الحر والجوع والأعباء المالية التي تثقل كاهلهم”.
ويضيف ان مما يضاعف معاناتنا انعدام مياه الشرب والمواد الأساسية، فما بالنا بشهر رمضان الذي يأتي وسط حر شديد يرافق ساعات صيامه التي لا تقل عن 15 ساعة”.
ويتابع: “نعاني من صعوبات كبيرة في الحصول على مياه الشرب ونقاسي العذاب والهوان في توفير متطلبات الحياة البسيطة جداً لأطفالنا وأسرنا وفي شهر رمضان المبارك أعتقد أننا سنواجه صعوبات مماثلة في تأمين وجبة الإفطار”.
خطر السيول الجارفة
وهناك خطر داهم يهدد مخيمات النازحين غير الاوضاع الاقتصادية وتسلط المليشيا الحوثية الا وهي السيول الجارفة ومعلوم ان البلاد مقبلة على موسم امطار على مختلف المحافظات فقد شهدت محافظات صنعاء وإب وحجة ومدينة عدن الساحلية الجنوبية أمطار غزيرة وسيول مميتة على مدار أسبوعين، ألحقت الضرر بالآلاف من الأشخاص والدمار الجزئي بالمنازل ومصادر كسب العيش.
وكانت السيول في محافظة مأرب قد دمرت خيما لآلاف الأشخاص في مخيمات النازحين في العام المنصرم 2022م والخوف من هذا العام اذ تشير الارصاد الى تقلبات في المنخفضات الجوية والفرصة مهيأة لهطول امطار غزيرة مما يهدد الاف الاسر النازحة في مخيمات حجة وذمار ومارب
يقول /ح.م.م.نازح في مخيمات مأرب ان معاناتنا تزداد مع دخول موسم الامطار إذ تدخل الأمطار إلى مخيماتنا فتفسد كل شيء بسبب الغرق الذي يحصل، حتى أننا نقوم بافتراش أماكننا وهي مبللة فلا سبيل لدينا إلا النوم عليها وهي هكذا”.
ويضيف جاء رمضان هذا العام مع موسم الأمطار فاستقبلناه ونحن واقفون على أرجلنا وبملابسنا المبللة من كثرت الأمطار التي ملأت مخيماتنا ونشرت العطب في كل شيء فيها “.
الامطار والسيول تدخل إلى كل بيت وخيمة للنازحين هنا في محافظة مأرب، وبهذا الوقت العصيب لم نجد نحن النازحين قيمة طربال واحد نأوي تحته ونقي أنفسنا وأطفالها من مخاطر المطر”.
اوضاع صعبة
مثلما يستقبل النازحون في مناطق سيطرة الحوثيين يستقبل النازحون، بمحافظةِ عدن جنوبَ اليمن شهر رمضان وَسْط أوضاع معيشية صعبة، وشح في الغذاء والماء والكهرباء.
تعتمد الأُسر النازحة على المساعدات الغذائية التي تتلقاها من منظمات خيرية لمواجهة النقص الحاد في الغذاء خاصة في شهر رمضان المبارك.
وبحسب رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن، فإن أكثر من ثلاثة ملايين ومائة ألف نازح ومهجر قسرياً ما زالوا حتى اليوم نازحين ومشردين.
يقول /خ.ج.ك…النازحون في عدن يستقبلون رمضان بالخوف والترقب وانخفاض قيمة العملة الوطنية ويضيف ان معاناة النازحين اشد وانكى لان النازحين تحت رحمة الحر الشديد وتقطع الخيام المعدة
ويوضح ان معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الحوت اشد وانكى في ظل استمرار الانقلاب ومصادرة المواد الاغاثية الانسانية
اشد وجعا
يقول مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب سيف مثنى /سيقضي النازحون شهر رمضان للعام التاسع على التوالي بصعوبة كبيرة بسبب اشتداد الفقر وغياب المساعدات اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية”.
ويضيف ان رمضان هذا العام أشد وجعًا على النازحين بسبب تقلبات تضاريس الطقس بمحافظة مأرب، حيث قد يتعرضون للفيضانات والأمطار الغزيرة التي قد تؤدي إلى تدمير مخيماتهم وإلى خسائر كبيرة في ممتلكاتهم بالإضافة إلى عطب الغذاء الخاص بهم”.
وتابع”على الرغم من ذلك، فإن النازحين سيحاولون قدر المستطاع أن يستقبلوا شهر رمضان بالصبر والتفاؤل، وسيلجؤون كالعادة إلى التكافل المجتمعي لتخفيف معاناتهم، سيلجؤون إلى التبرعات المادية والغذائية من المحسنين والجهات المانحة، بالإضافة إلى التضامن مع بعضهم البعض لتأمين احتياجاتهم الأساسية”.
وناشد مثنى” المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات اللازمة وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية للنازحين في هذه الفترة الحرجة، وهذه الظروف العصيبة التي يمر بها اليمنيون عامة والنازحون على وجه الخصوص”.