تقارير ومقابلات

النازحون في اليمن…معاناة مع البرد والجوع والمرض


الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
مع انخفاض درجات الحرارة هذه الايام تكافح الآلاف من العائلات النازحة خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين للبقاء على قيد الحياة في شتاء قارس البرودة
ويتكدس معظم اللاجئين في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال الساحل الغربي ومحافظة صنعاء في خيامهم الممزقة
ولاشك ان ملايين النازحين يواجهون الشتاء بالاضافة لمواجهة المجاعة والخوف والامن الغذائي منذ انقلاب المليشيا على الشرعية الدستوريةاذ تقول التقارير الاممية ان ما يقارب من (20) مليون يمنيّ يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، مثل؛ المأوى والمستلزمات المنزلية والمياه والصرف الصحي المناسب، في حين يعيش (92%) من اليمنيين النازحين على أقل من (30) دولاراً في الشهر، مع اِفتقادهم لمصدر دخل يعينهم على قساوة الحياة هناك.
اوضاع مأساوية
لاشك ان سنوات من الحرب القاسية تسببت في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض. ويقدر أن ربع سكان البلاد، أو أكثر من 4 ملايين، قد شردوا خلال الحرب
يقول العجوز م.م.ن/من مخيم المزرق محافظة حجة كنت في نعمة من الله وكان لدي منزل مكون من دورين ولكن ظروف الحرب القاسية اجبرتني على النزوح والان اسكن انا واولادي في هذه الخيمة التي يحاصرها البرد وقد اكون افضل حالا من غيري لان يعض الاسر لم تجد لها حتى خيمة تحميها من البرد لان اغلبها اصبحث ممزقة ومهترئة
وعند وصولنا إلى هنا، اعتقدنا اننا وجدنا الأمان والمأوى. ومع ذلك، مع استمرار الحرب، أصبح ما كان من المفترض أن يكون مأوى مؤقتًا لأكثر من الف عائلة اصبحت مكانا لانتشار الاوبئة والامراض
ويضيف /العائلات النازحة هنا تفتقر إلى الملابس والبطانيات ومياه الشرب والطعام والرعاية الطبية والأحذية والحليب لأطفالها. حيث ينام الكثير منهم جائعًا على الأرض الباردة، مما تسبب لهم في الإصابة بقضمة الصقيع الشديدة
ويقول ان معظم المساعدات التي تقدم لنا من الامم المتحدة لاتصل الينا لان المسلحين الحوثيين هم من يشرفون على ادارة المخيم لذا لايصل الينا الا الفتات
اكثر المتضررين

يعتبر الأطفال وكبار السن هم أكثر من يعاني في الشتاء من قسوة البرد وانقطاع الخدمات الصحية حيث اِستنزفت الحرب على مدار السنوات السابقة الشباب والرجال، فكان معظم النازحين من كبار السّنّ والنساء والأطفال، إذ تشير الإحصائيات أن أكثر من (75%) من النازحين، هم من النساء والأطفال، مع قرابة (1.3) مليون اِمرأة حامل حالياً، كلهم محرومون من أساسيات الحياة، فضلاً عن الرعاية الصحية اللازمة والتعليم في مخيمات لا تقي حرّ الصّيف ولا برد الشتاء. الا ان البرد ليس الهم الوحيد لدى هذه الفئات وانما يجتمع عليهم ثالوث المجاعه والفقر والمرض فتشيرتقارير برنامج الأغذية العالمي (WFP) ، إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن بسبب الوضع الاِقتصادي المتردي، وقال: “أسعار الغذاء الآن (70%) أعلى في شمال اليمن عمّا كانت عليه قبل عامين و(40%) أعلى من العام السابق في مناطق الشرعية ليست الحرب في اليمن وحدها السبب في تدهور الوضع الاِقتصادي واِرتفاع أسعار الغذاء والوقود، فالأزمة الاِقتصادية عالمياً أثرت بشكل مضاعف على الأوضاع في البلاد، خصوصاً مع تفاقم أزمة أوكرانيا، التي كانت توفر ما يقارب (30%) من إمدادات القمح لليمن.
تقول /ف.ع.ه. من مخيم الازرقين شمالي العاصمة صنعاء ان لدي 5اطفال اكبرهم في الصف السابع لم يستطع اكمال دراسته بسبب النزوح وزوجى معاق داخل المخيم ولدي طفلة صغيرة عمرها 3سنوات هي من تضررت من قسوة البرد حيث ننام على بطانية واحدة والخيمة التي نسكن فيها ممزقة ويتقاطر علينا الماء من كل الجوانب
تراجع الدعم الأممي
تحاول المنظمات الدولية دعم إدارة مواقع النازحين، وتأمين الخدمات لهم في (61) موقع نزوح، إذ يحتاج (23) مليون شخص في اليمن إلى المساعدات الإنسانية الفورية، بعد أن فقد الملايين منازلهم واِنهار الاِقتصاد في بلدهم، وزادت حاجتهم إلى توفير مياه نظيفة وصرف صحي آمن.
كذلك يسعى البرنامج العالمي للأغذية لتوفير الطعام لما يقارب من (18) مليون شخص في اليمن في عام (2022)، إلا أنه مع نهاية شهر تموز/ يوليو، لم تحصل خطة الاِستجابة الإنسانية تلك على أكثر من (29%) من المبلغ المطلوب لتوفير المساعدات الإنسانية.
هذا الوضع الإنساني الصعب، وفجوة التمويل في المساعدات، وضعت اليمن أمام عوز في تلبية الحالات الإنسانية، والبحث عن المبادرات والتبرعات الفردية التي تحاول سدّ ما تستطيع من الاِحتياج الفعلي، خصوصاً مع اِقتراب الشتاء، فهل مخيمات النزوح مستعدة لمواجهة فصل الشتاء؟
المعاناة الأكبر في الشتاء، مخيمات اللجوء
تواجه مخيمات اللّجوء اليوم خطراً كبيراً مع قدوم فصل العواصف والأمطار، نستعرض أهمها
انعدام الكهرباء في مناطق الصراع في اليمن
لا يخفى على أحد اليوم ما تسببه الحرب من أضرار على الحجر فضلاً عن البشر، فتتسبب بخراب البُنى التحتيّة، وفقدان الأساسيات الضرورية لتلبية أدنى مستويات العيش كالكهرباء على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما تعيشه العديد من مناطق الصراع اليوم.
يقول /س.و.ح..ان المساعدات الانسانية التي تتشدق بها الامم المتحدة لاتصل الينا نشاهد في مواقع التواصل ان برنامج الاستجابة الانسانية يضخ ملايين الدولارات للنازحين مقابل خيام ومستلزمات طبية ولكن في الحقيقية لايصل منها الا الفتات بسبب ان المشرفين المحليين على هذه البرامج من الحوثيين وحتى المموظفين المحليين لتلك المنظمات منهم فلايصل الينا الا القليل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى