تقارير ومقابلات

الهدنة الأممية : بين التصعيد الحوثي المستمر والتماهي الأممي

الرشادبرس..

 تقرير /صالح يوسف :

اقتربت الهدنة الاممية من انتهائها وسط خروقات مستمرة ومتصاعدة من قبل المليشيا الحوثية وكذلك ضغوط اممية ودولية على الحكومة والحوثيين  لتمديدها ستة أشهر إضافية، رغم تعثر بنودها وتعنت المليشيا في تطبيقها وفرض شروط جديدة.

 ومطلع يونيو الماضي، جرى تمديد الهدنة الحالية في البلاد لمدة شهرين، بعد انتهاء سابقة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي دون نجاح.

وقبل أيام من انتهاء الهدنة السارية، كثفت الأمم المتحدة وأمريكا عبر مبعوثيها إلى اليمن مساعيها من أجل تمديد الهدنة ومحاولة إقناع الحكومة والمليشيا  بالتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ ثمانية أعوام،

كما أجرى ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وسلطنة عُمان محادثات افتراضية لمناقشة تمديد الهدنة ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والوصول إلى تسوية سياسية مستدامة تستند على الاتفاقات السابقة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

خروقات متصاعدة

تواصل المليشيا الحوثية خروقاتها بشكل مستمر منذ التوقيع على الهدنة التي اقرتها الامم المتحدة وكان الجيش قد اعلن أنه رصد يومي الأربعاء والخميس (27- 28 يوليو)، 184 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية، في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومارب.

وبين المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن الخروقات توزعت توزّعت بين 40 خرقًا جديدًا في محور حيس جنوب الحديدة، و38 خرقاً غرب محافظة حجة، و31 خرقاً جنوب وغرب شمال غرب مارب.

كما شملت الحصيلة 31 خرقاً في جبهات محور تعز، و22 خرقًا في محور البرح غرب تعز، و10 خروقات شرق وشمال حزم الجوف، و6 خروقات في محور الضالع، و6 خروقات شمال وجنوب غرب محافظة صعدة.

وتنوّعت الخروقات بين محاولات تسلل إلى مواقع عسكرية، وإطلاق نار باتجاه مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا ومن عربات بي إم بي وسلاح المدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المسيّرة المفخخة، ونتج عنها “استشهاد 3 من رجال الجيش وجرح 9 آخرين في استهدافات متفرقة”.

ووفقاً للمركز الإعلامي، نشطت المليشيا الحوثية في استحداث مواقع ومرابض مدفعية واستحداث مواقع وحفر خنادق باتجاه مواقع الجيش، إضافة إلى نشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف الجبهات. ولم يصدر على الفور على تعليق من الحوثيين.

يقول العقيد/ع.س.ه.مقدم في الجيش.لقد كثفت المليشيا الحوثية خلال فترة الهدنة من هجماتها في محور تعز ، وعززت من مواقع القتال واستحداثت مواقع جديدة وشقت طرقات عسكرية فرعية ونشرت القناصين واستهدافت المدنيين وقنص الأطفال والنساء وتنوعت أشكال الخروقات من إغلاق المنافذ، والقصف المتواصل على المدينة بالأسلحة المختلفة من أول أيام الهدنة بالإضافة إلى عملية التسلل اليومية واستحداث الطرق والمواقع وزيادة تحصينها

 وغيرها من الخروقات والانتهاكات والجرائم وكان اخرتلك الخروقات قصف تجمعات الاطفال في مدينة تعز

 ويضيف/ ان المليشيا استغلت الهدنة في ترتيب صفوفها وجمع أوراقها وإعادة تموضعها وتوظيف كل المتغيرات لخدمة أجندتها الحربية

دعوات دولية متواصلة

ومع استمرارتعنت الحوثيين وعدم التزامهم بالهدنة  تزايدت الدعوات الدولية المطالبة بضرورةالتزام المليشيا بتنفيذ بنود الهدنة واهمهااعادة فتح الطرق كونها تمثل عنصرا إنسانيا جوهريا للهدنة.

وقد ابدت الامم المتحدة مرونة كبيرة في المفاوضات بل وانحازت للحوثيين بشأن الطرق المغلقة وخاصة الطرق التي تربط المحافظات بمدينة تعز

ويبدو تنفيذ البند المتعلق بفتح الطرق مستحيلا، في حين تسعى الأمم المتحدة لتبني جولات جديدة من المفاوضات للتوصل إلى حل مستدام وآمن بهذا الخصوص في حال تم التوصل إلى اتفاق ولكن الحل بعيد المنال لان المليشيا مستمرة في التحشيد والقصف المتواصل على مواقع الجيش

ومع كل الدعوات الاقليمية والدولية لتمديد الهدنة ووقف الهجمات الا ان المليشيا تقابل تلك الدعوات  باستمرار خروقاتها للهدنة واستهداف المدنيين، وكان اخرها استهدافهم حي زيد الموشكي شمال شرق مدينة تعز جنوبي غرب البلاد، مساء السبت (23 يوليو)، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين.

التزام وتنفيذ

يقول الناشط الحقوقي /احمد علي ان الحكومة وبدعم من التحالف العربي قد نفدت بنود اتفاق الهدنة والتي تتضمن أربعة بنود تتمثل في وقف شامل لإطلاق النار، وتيسير دخول 20 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع، بالإضافة إلى عقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز، وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.

وقد نُفذت الحكومة معظم تلك البنود لاسيما تلك المتعلقة بدخول سفن الوقود إلى الحديدة وتسيير الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء. وبحسب بيان المبعوث الأممي، فإنه تم تشغيل 20 رحلة ذهاباً وإياباً حتى الآن بين صنعاء وعّمان، ورحلة واحدة ذهاباً وإياباً بين صنعاء والقاهرة أقلت جميعها ما يزيد عن 8000 مسافر.

ويضيف /احمد بالنسبة للمليشيا الحوثية لم تلتزم باي من بنود الهدنة وخاصة وقف اطلاق النار وفتح الطرقات فلا تزال جبهات القتال تشهد خروقات يومية إذ يشن المليشيا هجمات بين حين وآخر على مواقع قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات.

أما بالنسبة لمحافظة تعز لاتزال المليشيا الحوثيةتحاصر المدينة ولم تفتح اي من الطرق المذكورة في الاتفاق وسط دعوات دولية واسعة للحوثيين بفتح الطرق المغلقة منذ بداية الحرب عام 2015.

 دور الاحزاب

الاحزاب السياسية في البلاد كانت ومازالت تحذر من اتفاق الهدنة مع المليشيا الحوثية لانها لم تلتزم بالاتفاقات الموقعة مع الاحزاب السياسية منذ اتفاق السلم والشراكة 2015

يقول /علاء محمد .مجتمع مدني .تعز. ان الاحزاب السياسية في البلاد عامة وفي تعز خاصة تنتقد

 موقف المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن تجاه “جرائم” الحوثيين بحق المدنيين، وقالت إنهما يتعاملان “بتجاهلٍ غريب  بعيدا عن المساءلة ومنطق العدالة

وقال ايضا ان الاحزاب في تعز حذرت من اتفاق الهدنة ودعت في بياناتها السابقة الاسراع في فك الحصار عن تعز واعلنت ايضا الوقوف بحزم  وراء الجيش الوطني والمقاومة الباسلة حتى النصر المحتوم”.

 

واضاف ان ابناء تعز يعانون منذ 8 سنوات وهم أيضًا بحاجة إلى الهدنة لتحقيقها لهم من جميع جوانبها بل وايقاف الحرب التي فرضها الانقلاب ولكن الحوثيين لايستطيعون ايقافها لانهم مرتبطين بالخارج ولديهم اجندة ايرانية وقرارهم ليس بايديهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى