الهدنة.. بين خروقات المليشيا الحوثية والصمت الأممي
الرشاد برس ـــ تقرير /صالح يوسف
تواصل المليشيا الحوثية المدعومة من إيران خروقاتها للهدنة الأممية في مختلف الجبهات والمناطق السكنية على حد سواء في ظل التزام تام وكامل لقوات الجيش الوطني بوقف إطلاق النار وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.
وكان ناطق القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي قد تحدت السبت المنصرم عن الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من ايران، منذ بداية الهدنة الأممية وحتى اليوم تجاوزت 4276 خرقاً في كافة جبهات ومحاور القتال بمحافظات مأرب وتعز والجوف وحجة والضالع وصعدة والحديدة
واستعرض العميد مجلي خروقات وانتهاكات المليشيا الحوثية الإرهابية في كافة الجبهات والمحاور القتالية والاستهدافات المتكررة للمناطق الآهلة بالسكان والأعيان المدنية في مأرب وتعز والجوف وحجة والضالع وصعدة والحديدة.
رصد مستمر
وقد رصدت وحدة الاستطلاع لقوات الجيش الوطني في جبهات محافظة مأرب خلال العشرين يوماً الماضية، كمثال على ذلك ارتكاب المليشيا الحوثية 254 خرقاً للهدنة في الجبهات الجنوبية والشمالية الغربية للمحافظة، منها 150 خرقاً في الجبهات الجنوبية أهمها مناطق العمود والأعيرف والردهة والفليحة وأم ريش وذنة و 104 خرقاً في الجبهات الغربية والشمالية الغربية للمحافظة في منطقة رغوان والمخدرة وصرواح.
وقد تنوعت في استحداث متارس وخنادق واستهداف مواقع قوات الجيش بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة وبالعيارات المختلفة إضافة إلى استهداف مواقع قواتنا بالطائرات المسيّرة المتفجرة والحاملة للقذائف والقنابل وكذا نشر قناصين.
خروقات على حدود السعودية
ولم تقتصر الخروقات الحوثية على جبهات القتال والاعيان السكنية في الداخل فقد نشرت المليشيا خلال الأيام الماضية منصات إطلاق صواريخ بالستية
في عدد من المناطق القريبة من الحدود مع السعودية بمحافظات حجة وصعدة والجوف.
وكانت قوات الجيش قدرصدت في العاشر من مايو الجاري إطلاق المليشيا الحوثية 8 صواريخ خلال يومين باتجاه مناطق يمنية وسعودية آهلة بالسكان وباتجاه مواقع عسكرية منها 4 صواريخ بالستية و4 صواريخ كاتيوشا في تصعيد غير مسبوق منذ انطلاق الهدنة”.
المستفيد من التمديد
يتبادر الى الذهن سؤال وجيه ..من المستفيد من تمديد الهدنة ؟هل قوات الجيش ام المليشيا الحوثية؟
وتأتي الاجابة ببساطة ان المليشيا الحوثية بحاجة إلى هذا التمديد أكثر من اي وقت مضى، كون الهدنة منحتها الكثير من الامتيازات، لم تمنحها لجانب الحكومة الشرعية؛ على رأسها: دخول سفن المشتقات النفطية من الحديدة، وتسيير رحلات جوية عبر مطار صنعاء. واعادة ترتيب اوضاعها الميدانية وتحشيد المقاتلين الى جبهات القتال ورغم تلك الامتيازات تكررخروقاتها المستمرة واليومية في معظم الجبهات
صمت مريب
وقد عبرت الحكومة الشرعية واوساط سياسية عن استغرابها الصمت المريب والتماهي الغير المبررالذي تبديه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن تجاه الخروقات المستمرةو الممارسات الإرهابية لمليشيا الحوثي واعتبرت هذه المواقف كضوء أخضر للاستمرار في ممارسة مثل تلك الجرائم التي لم تبالِ حتى باستهداف النساء والاطفال
وطالبت الحكومة مرارا وتكرارا الأمم المتحدة ومبعوثها بإصدار إدانة واضحة لجرائم الحوثي ضد المدنيين، داعيا إلى موقف أكثر وضوحا وإدانة لمليشيا الإرهاب الحوثية وعدم التزامها بالهدنة رغم مضي أكثر من 53يوما من الهدنة المحددة
اتفاقيات تنصلت منها المليشيا بعد الانقلاب
1– اتفاق السلم والشراكة (21 سبتمبر/أيلول 2014م)
في تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2014م وُقع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم برعاية أممية لتسوية الأزمة بين مليشيا الحوثي الإرهابية وبين السلطات والمكونات السياسية في اليمن، ورافق التوقيع حينها رفض الحوثي التوقيع على الملحق الأمني للاتفاق.
انتهى الاتفاق بتوسع المليشيا الحوثية في المحافظات ومحاصرة الرئيس ومسؤولي الدولة.
2– مفاوضات برعاية أممية (9 فبراير/شباط 2015م)
في تاريخ 9 فبراير/شباط 2015م أعلن “جمال بن عمر” مبعوث الأمم المتحدة حينها لليمن، عن استئناف مرحلة جديدة من المفاوضات لحل أزمة فراغ السلطة في البلاد، غير أنها فشلت مع تصعيد مليشيا الحوثي للحرب في البيضاء، ثم تعز، ونزولها إلى عدن.
3– اتفاقية هدنة فاشلة (12 من مايو/أيار 2015م)
في الـ12 من مايو/أيار 2015م، أي عقب شهرين على اندلاع الحرب، بدأت أول المحاولات الجادة لإنهاء الحرب، باتفاقية لهدنة إنسانية، والتي أعلنت عنها السعودية لكنها فشلت مع استمرار المليشيا الحوثية لهجومها العسكري بعد 5 أيام فقط من الإعلان عنها.
4 – محادثات غير معلنة في مسقط (مايو/أيار 2015م).
في الشهر نفسه، شهدت العاصمة العمانية “مسقط” إقامة محادثات بين مسؤولين أميركيين ووفد حوثي كانت فيه الدولة المقربة من المليشيا، وسيطًا جمع الطرفين بغرض منها مناقشة طرق “سبل الوصول إلى حل بين أطراف الصراع اليمني”
تلك المباحثات لم ينتج عن المحادثات شيئا، وانتهت مثل المباحثات السابقة بالفشل.
5– جنيف1 (يونيو/حزيران 2015م)
في يونيو/حزيران 2015م، أي بعد 3 أشهر من انطلاق “عاصفة الحزم” أعلنت الأمم المتحدة مفاوضات مباشرة بين الحكومة الشرعية، وبين المليشيا الحوثية في مدينة “جنيف” السويسرية. ولكنها انتهت بالفشل في الخروج بأي اتفاق، وذلك مع اشتراط الجماعة الحوار مع السعودية بشكل مباشر.
6– جنيف2 (ديسمبر/كانون الأول 2015م)
في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015م، وفي مدينة “بيل” السويسرية، عُقدت مفاوضات “جنيف 2″، بين الجانبين، عقب إعلان هدنة لم تصمد كثيراً، ومثل المشاورات التي سبقتها انتهت دون التوصل إلى اتفاق على وقع خروقات للهدنة ارتكبتها مليشيا الحوثي.
7 اتفاقيات ظهران الجنوب
في 10 أبريل 2016 م تمت اتفاقيات ظهران الجنوب لوقف الأعمال القتالية باليمن في شبوة والضالع والبيضاء والجوف ومأرب وتعز، وتم التوقيع على سلسلة اتفاقيات لوقف إطلاق النار على مستوى خمس محافظات أخرى وهي: الجوف والبيضاء ولحج ومأرب وتعز، وتم تعديل اتفاقيات وقف إطلاق النار لمحافظتي مأرب وتعز لتناسب الظروف المحلية، لكن ميليشيا الحوثي انقلبت على الاتفاقيات وهاجمت المحافظات وفرضت حصارا عليها.
8- مشاورات الكويت (21 أبريل/نيسان 2016م)
في 21 أبريل/نيسان عام 2016م انطلقت في العاصمة الكويتية مفاوضات بين الطرفين، استمرت على مدى 4 جولات وانتهت في 7 أغسطس/آب 2016م، دون نتائج جراء التعنت الحوثي الذي كانت بداياته هي التخلف عن الحضور، وما تلاه من خروقات للهدنة بإطلاق النار، كانت كفيلة في الانتهاء دون تحقيق اتفاق سلام شامل أو وضع حد للأعمال القتالية.
9- هدنة أممية
في 19 أكتوبر 2016م دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، ودعا المبعوث الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة وإعادة تفعيل لجنة ظهران الجنوب للتهدئة والتنسيق، وهو ما رفضته مليشيا الحوثي.
10 – محادثات مسقط (نوفمبر/تشرين الثاني 2016م)
في نوفمبر/تشرين الثاني 2016م استضافت العاصمة العمانية “مسقط” مرة أخرى، محادثات بين الحوثيين، ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، لحثهم على وقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات جديدة، لكن تلك المحادثات باءت هي الأخرى بالفشل.
11 – محادثات غير معلنة في مسقط (يناير /كانون الثاني 2018م)
في يناير/كانون الثاني 2018م شهدت العاصمة العمانية “مسقط” استضافة السلطنة محادثات سرية بين قيادات حوثية ودبلوماسيين أميركيين وروس وبريطانيين، ذلك للبحث عن مخرج للأزمة اليمنية، إلا أن كل تلك المساعي لم ينتج منها شيء يذكر.
12 – جنيف3 (8 سبتمبر/أيلول 2018م)
في 8 سبتمبر/أيلول 2018م أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” رسميًا فشل مفاوضات جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، والذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية لعودتهم إلى صنعاء عقب إنتهاء المشاورات.
13 – مشاورات السويد (ستوكهولم) بتأريخ (6 ديسمبر/كانون الأول 2018م)
في 6 ديسمبر/كانون الأول 2018م، عقدت في العاصمة السويدية “ستوكهولم” مشاورات جديدة بين الطرفين، اختتمت بتأريخ 13 ديسمبر بالتوصل إلى ماسمي حينها “اتفاق ستوكهولم” وهو الاتفاق الذي بات محل تندر اليمنيين جراء عدم تنفيذ الحوثي أي من بنوده.
14– هدنة كورونا (أبريل/نيسان 2020م)
في أبريل/نيسان 2020م، وفيما بلغت حال تفشي وباء كورونا ذروته في العالم، دعت الأمم المتحدة المتحاربين حول العالم إلى مراعاة الظرف الصحي وعدم مفاقمة الأوضاع الإنسانية، داعية إياهم إلى وقف الاقتتال وإعلان هدنة بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي استجاب له تحالف دعم الشرعية في اليمن عندما أعلن المتحدث باسمه العميد تركي المالكي في التاسع من أبريل وقف القتال من طرف واحد مدة أسبوعين. رفضت جماعة الحوثي الهدنة، وشنت هجوما واسعا على مأرب.