تقارير ومقابلات

الهدنة في اليمن …بين مطالب مستحيلة وحسابات خارجية

الرشاد برس تقرير/صالح يوسف

قال محللون إن انتهاء وقف إطلاق النار في اليمن أعاد البلاد إلى الحرب مجددا، بعد تطورات محدودة في الظروف الإنسانية، وذلك وسط تحذيرات من عواقب فشل تمديد الهدنة على ملايين اليمنيين.
وتستشهد بعض المنظمات الدولية بانخفاض في الخسائر المدنية على مدى أشهر، لكن المنتقدين يقولون إن فوائد الهدنة مبالغ فيها لإن الحوثيين مستمرون في القصف والتدمير وزرع مئات الالغام واطلاق المسيرات بل ويشترطون بنودا تعجيزية مستغلين تعاون الطرف الحكومي في تحقيق السلام والحسابات الإقليمية والدولية
ومع ذلك الا ان الهدنة السابقة قد جلبت الخير لليمنيين وساهمت في حرية التنقل في بعض المحافظات وقلصت عدد الضحايا وسهلت دخول المشتقات النفطية وتسيير رحلات جوية الى الاردن ومصر
تهديدات متواصلة
ومع الاشتراطات المستمرة والعراقيل التي تقوم بها مليشيا الحوثي اكدت الحكومة أن تهديدات مليشيا الحوثي المتواصلةللشركات النفطية والملاحية العاملة في البلاد لا صفة لها، داعية إلى عدم الالتفات لما ورد عن المليشيا المدعومة من إيران.
جاء ذلك في بيانين منفصلين لوزارتي النفط والمعادن والنقل نشرتهما وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وقال مصدر مسؤول في وزارة النفط، إن “البيان والمخاطبات الصادرة عن مليشيا الحوثي الانقلابية والمتضمنة تهديدات للشركات العاملة في القطاعات النفطية نهج مليشاوي يكشف الحقيقة الإرهابية لهذه المليشيات المتمردة على الإرادة المحلية والقرارات الدولية”.
ودعا البيان، الشركات الإنتاجية والاستكشافية الى عدم الالتفات لما ورد عن مليشيا إرهابية انقلابية خارجة عن النظام والقانون.
وجدد التأكيد لكل الشركات العاملة في القطاع النفطي والتعديني” تقديم وزارة النفط والمعادن كل أشكال الدعم والمساعدة لها وتذليل الصعوبات التي تواجهها للاستمرار في أعمالها وفقاً للاتفاقيات والعقود الموقعة مع الحكومة”.
من جانبها، دعت وزارة النقل، الشركات والوكالات الملاحية إلى الاستمرار بنشاطها وعدم الالتفات لتلك الممارسات والمذكرات غير القانونية الصادرة عن ممثلي مليشيا الحوثي الانقلابية.
كما دعت الوزارة في بيانها، إلى عدم التعامل والتواصل بأي صورة مع تلك الجهات غير الشرعية والتابعة للمليشيات الحوثية بصنعاء التي تنتحل صفات جهات ووزارات بالحكومة الشرعية.
وأكدت لجميع الشركات حرصها الدائم على استمرار التعاون والتنسيق المستمر معها لمواجهة أي طارئ وعدم السماح بأي اضرار قد تسببها تلك التهديدات التي وجهتها مليشيات الحوثي بالمخالفة الصريحة للقوانين المحلية والدولية والاتفاقيات المتعلقة بالبحار وحماية حرية الملاحة الدولية .
والسبت الماضي، قالت وسائل إعلام حوثية، إن قيادة المليشيا وجهت بمخاطبة الشركات النفطية الدولية العاملة في اليمن، بوقف عمليات الانتاج والتصدير، وهددت باستهدافها. كما هددت المليشيا ايضا باستهداف الشركات الملاحية في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق امس قال وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إن المليشيا تسعى للعودة لحالة الحرب وتوسيع دائرتها باستهداف الشركات العاملة بمجال النفط في اليمن والمنطقة وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأكد بن مبارك، -خلال اتصال هاتفي، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جابريل مونويرا فينالس-، على ضرورة اتخاذ مواقف سياسية حازمة إزاء هذا الصلف والتعنت الحوثي.
مطالب مستحيلة
بدوره قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج،مساء امس إن الحوثيين طرحوا “مطالب متشددة ومستحيلة” في مفاوضات تمديد الهدنة في البلاد.
وأعرب ليندركينج خلال مؤتمر صحفي تابعه “الرشادبرس”، عن قلق بلاده إزاء رفض المليشيا عرض الأمم المتحدة لتمديد الهدنة في اليمن، مضيفا، “هناك خياران إما العودة إلى الحرب أو تمديد وتوسيع الهدنة”.
وأكد أن كل القنوات لا تزال مفتوحة بشأن الهدنة بالتناسب مع حساسية المسألة، ونحتاج “مرونة أكبر” من جانب الحوثيين وهناك التزام من الحكومة والتحالف لتمديد الهدنة.
وقال إن “المساعي الدبلوماسية الأمريكية والأممية مستمرة في اليمن وسأزور المنطقة قريبا لهذا الغرض”، مشيرا إلى أن هناك محادثات تجري حاليا وعلى القادة الحوثيون إدراك أن هناك سقف أعلى للمطالبات.
وأضاف، “من المهم عودة الحوثيين للتفاوض وألا يعرضوا رواتب موظفي القطاع العام للخطر مقابل مطالبهم المستحيلة”.
وتابع” واثق بأنه يمكننا تمديد الهدنة إن تراجع الحوثيون عن بعض المطالب المتشددة، ونريد أن نرى تحركا على الأرض يثبت الموقف الإيراني الإيجابي من محادثات اليمن.
وأكد ليندركينج أن التهديدات الحوثية ضد المنشآت النفطية في السعودية والإمارات غير مقبولة للولايات المتحدة، مضيفا، “مصلحتنا الأمنية مساعدة شركائنا بالخليج من حماية أنفسهم ضد التهديدات من اليمن”.
يقول الاستاذ /علي احمد ناشط اجتماعي ..ماتزال المليشيا الحوثية تقدم اشتراطات تعجيزية بغرض افشال اي مساع للهدنة مع العلم انها لم تلتزم باي من بنود الهدنة الاولى والثانية رغم ان الحكومة وافقت على كل بنودهما حيث امتنعت المليشيا من فتح طريق تعز وماتزال ترسل التعزيزات للجبهات وتكثف من التسللات والمسيرات وتعلن عن نيتها استهداف المنشآت النفطية
ويضيف /ومن الاشتراطات الحوثية والتي ذكرها المبعوث الامريكي والتي وصفت بالتعجيزية هواشتراطها صرف مرتبات خاصة لمليشياتها المقاتلة متناسية اوضاع السواد الاعظم من الموظفين بل وذهبت ابعد من ذلك وهو مطالبتها بحصة معينة من ايرادات النفط والغاز في مأرب كل هذه الاشتراطات ماكانت لتتم ولا تقبل لولا تماهي الامم والمتحدة والمجتمع الدولي مع تعنت وغطرسة المليشيا الحوثية حسابات خارجية
حسابات خارجية
يرجح مراقبون أن تقدم الحكومة المعترف بها دوليا على تنازلات جديدة لتمديد الهدنة الأممية في اليمن، استجابة لضغوط أميركية وأوروبية تهدف إلى منع انهيار الهدنة القائمة التي انتهت في 2 أكتوبر الجاري مع إعلاء المليشيا لسقف شروطها ويؤكد هذاالطرح زيارات قام بها المبعوثان الأممي والأميركي إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في مقر إقامته بالرياض، ولقاءات مماثلة أجراها سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع العليمي، أسفرت عن انتزاع موافقة جديدة من المجلس الرئاسي للسماح بدخول المزيد من المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
ومع تسليمنا بهذا الطرح لكن ينبغي التاكيد على ان الحكومة الشرعية تقابل كل دعوات التهدئة بكل ايجابية بل وقدمت تنازلات غير مسبوقة
يقول الناشط /خالد علاء عدن ..ان الحكومة الشرعية قدمت الكثير من التنازلات لاجل التهدئة ولافساح المجال لصوت العقل والدبلوماسية على عكس ماتقوم به المليشيا الحوثية من تصعيد ميداني واشتراطات غير منطقية
ويضيف /بالنسبة للضغوط المتكررة على المجلس الرئاسي من الاقليم والاتحاد الاوروبي وامريكا بقبول اشتراطات الحوثي التعجيزية يأتي في اطار الحسابات الدولية التي فرضتها الحرب الاوكرانية على المشهد العالمي وبالاخص المشهد الإقتصادي اذا ان الحاجة ملحة الى ان تكون المنطقة في حل من الصراع والحرب والذي بدوره سيرفع من سعر المشتقات النفطية ويركع حلفاء امريكا في مواجهة الروس
بيان شديد اللهجة
هذا وحمّل أعضاء مجلس الأمن الدولي مساء امس الاربعاء ميليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية فشل جهود تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري، بعد تمديدها لستة أشهر.
وقال أعضاء المجلس في بيان صادر عنهم، أن مطالب الحوثيين في الأيام الأخيرة من المفاوضات أعاقت جهود الأمم المتحدة للتوسط من أجل إبرام اتفاق تمديد الهدنة مخاطرين بحدوث عواقب سلبية.
كما رحب أعضاء المجلس بانخراط الحكومة مع جهود المبعوث الخاص، معربين عن خيبة أملهم الشديدة إزاء انتهاء الهدنة دون تمديدها.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أن الأشهر الستة الماضية قد جلبت مزيدًا من الهدوء والأمن أكثر من أي وقت في السنوات الثماني الماضية، بما في ذلك انخفاض حاد في الخسائر بين المدنيين، فضلاً عن جهود الحكومة اليمنية لتمكين تدفق الوقود إلى الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء.
وأشاروا إلى أنه مع تمديد الهدنة ستستمر هذه الفوائد للشعب اليمني في النمو، بما في ذلك دفع رواتب المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية في اليمن، وفتح الطرق في تعز وجميع أنحاء البلاد، وتوسيع الرحلات الجوية الدولية، والتأكد من تدفق الوقود بحرية أكبر إلى ميناء الحديدة.
وكرر أعضاء مجلس الأمن دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، وشددوا على أن التمديد سيوفر أيضًا فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وفي نهاية المطاف إلى تسوية سياسية شاملة وجامعة بقيادة يمنية، بمشاركة كاملة ومتساوية تحت رعاية الأمم المتحدة، بناءً على المرجعيات المتفق عليها ووفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بهدف معالجة القضايا الأوسع الكامنة وراء الصراع.
وأكدوا أن العودة إلى الدخول في مفاوضات وإعادة الهدنة هو الطريق نحو إنهاء هذه الحرب بشكل دائم وحل أزمات اليمن الإنسانية والاقتصادية.. لافتين إلى الكلفة الكبيرة لإنهاء الهدنة، وفي مقدمتها للشعب اليمني.
وأعربوا عن قلقهم العميق من الخطاب الذي يهدد عمدًا المفاوضات، والإجراءات التي أعاقت الاستقرار الاقتصادي في اليمن.. داعيين بشكل عاجل الأطراف اليمنية ولا سيما الحوثيين إلى الامتناع عن الاستفزاز وإعطاء الأولوية للشعب اليمني، والعودة إلى الانخراط البناء في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، والعمل بشكل عاجل من أجل تمديد وتوسيع الهدنة.
وكرروا التأكيد على ضرورة تجنب استئناف الأعمال العدائية داخل اليمن وكذلك الهجمات في المنطقة وعلى البحر الأحمر.. مضيفين أن مجلس الأمن سيواصل اتخاذ كافة الإجراءات لدعم جهود السلام والأمن والاستقرار في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى