الهدنة في اليمن… فرص عديدة للسلام وتعنت حوثي مستمر
الرشاد برس | تقرير/صالح يوسف
زار مؤخرا وفد سلطنة عمان الى العاصمة صنعاء ليقود وساطة مكثفة لمقاربة وجهات النظرعلى الملفات الشائكة وتمديد الهدنة بين الحكومة والمليشيا الحوثية المتمردة قبل التحاق المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في الجهود الشاقة لتشجيع المليشيا على القبول بمقترحات جديدة
وتبدو هذه الجهود في طريقها نحو إسكات أصوات البنادق التي ارتفعت طيلة الأعوام السابقة، لكن المليشيا الحوثية وحتى اللحظة لم تلتزم ببنود اي هدنة سابقة رغم الإشادة الدولية والإقليمية الواضحة لمرونة الحكومة الشرعيةوتعاطيها بشأن المقترحات الأممية، في المقابل عرقلت المليشيا تمديد الهدنة السابقة وذهبوا للتهديد باستهداف الشركات النفطية العالمية وتغييرهم للواقع الميداني في جبهات القتال وذلك في الخروقات المستمرة
فرصة لايجب اهدارها
قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مساء امس في احاطته امام مجلس الامن عن الوضع في بلادنا ، إن اليمن تشهدخطوة محتملة لتغيير مسار الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات.
وقال غروندبرغ ، “إن المحادثات الجارية هي فرصة لا يجب إهدارها وتتطلب إجراءات مسؤولة”.
وأكد بأن المناقشات المكثفة الجارية مشجعة. حيث يحتاج اليمنيون لاتفاق يتضمن رؤية مشتركة للمضي قدمًا، لتجنب العودة للنزاع الكامل.
وحث غروندبرغ الأطراف للاستفادة القصوى من مساحة الحوار التي خلقت بفضل عدم اتساع نطاق الاقتتال.
وأضاف المبعوث الأممي: لا يزال الوضع معقدًا ومتقلّبًا، فبناءً على المناقشات التي أجريتها مؤخراً مع الأطراف، أود أن أشير بأن جهود الحوار المختلفة في الأشهر الماضية أتاحت تحديداً أوضح لمواقف الأطراف ووضع خيارات لحلول مقبولة للطرفين متعلقة بالقضايا العالقة.
وتابع: ومع ذلك، من المهم أن يتم تأطير المناقشات حول الطريق قصير المدى للمضي قدماً في سياق نهج أكثر شمولاً يرسم مساراً واضحاً نحو تسوية سياسية مستدامة. لا يمكن عرض بعض القضايا على طاولة المفاوضات بمعزل عن غيرها.
وأشار إلى أن “هناك تحديات متصلة وكذلك مخاوف بشأن الضمانات من قبل جميع الأطراف، وهي أمور يتعيّن معالجتها، بالإضافة إلى العمل نحو رؤية مشتركة لإنهاء النزاع، من الضروري أيضاً تجزئة هذه الرؤية إلى خطوات ملموسة قابلة للتنفيذ، وإلا ستنشأ تحديات تسبب تأخير في مرحلة التنفيذ”.
واختتم بالقول: في نهاية المطاف، يجب اتخاذ الخطوات لتسهيل عملية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة لحل النزاع بشكل مستدام.
ماذا تحقق من الهدنة السابقة
المتايع لمسار الاحداث والاتفاقات السابقة يلاحظ ان الهدنة السابقة كانت بداية لنفق مظلم من الانتهاكات واستهداف المدنيين من قبل الحوثيين اما الجواب عن السؤال المطروح ماذا تحقق من الهدنة السابقة والتي بدأت في ابريل المنصرم من العام المنصرم ؟
فقد نجحت في تسيير أكثر من 90رحلة جوية إلى الأردن عبر مطار صنعاء،، استفاد منها آلاف المسافرين
ودخلت مئات السفن النفطية إلى ميناء الحُديدة
– وخلال الهدنة تراجع عدد الضحايا المدنيين إلى الثلثين، فيما واصلت الألغام الحوثيةحصد الأرواح
وتعثّر ملف فتح طرق محافظة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين
وخلال فترة الهدنة، تدفق الوقود بشكل مكثف إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، التي تستهلك معظم المشتقات النفطية الواصلة الى ميناء الحديدة
رغم انعقاد جولات من المشاورات بين الحكومة والحوثيين، في العاصمة الأردنية عمّان، بشأن فتح الطرق، خصوصًا طرق محافظة تعز، إلا أن هذا الملفّ الحيوي لا يزال متعثرًا.
وقدّم المبعوث الأمميّ أكثر من مقترح لفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، ووافقت الحكومة على ذلك.
وقال غروندبرغ في إحاطة لمجلس الأمن الدولي في 11 يوليو/تموز: “بعد مناقشات أجريتها مع الطرفين بشأن الاقتراح المعدّل الذي تقدّم به مكتبي لفتح الطرق المؤدية إلى تعز بشكلٍ مرحليّ، أبلغتني جماعة أنصار الله (الحوثي) برفضها لهذا المقترح”.
يقول الباحث/ فؤاد ناصر ..طالب دراسات عليا في السودان ان المطالب التي تضعها المليشيا الحوثية تعجيزية وتتصاعد تلك الطالب مع تماهي الامم المتحدة مع تلك الطالب حيث وانها تنطلق من مصالحهم الخاصة، إذ وظفوا مسألة صرف الرواتب للتحشيد وكسب التعاطف الشعبي، بينما هم رفضوا تنفيذ اتفاق ستوكهولم (2018) القاضي بإيداعهم إيرادات الوقود وميناء الحديدة في حساب بالبنك المركزي فرع الحديدة الذي تُدفع منه الرواتب.
ويضيف “حرصت الحكومة الشرعية على صرف رواتب كل الموظفين وفق كشوفات 2014، شرط التزام الحوثيين بتنفيذ بند المرتبات في اتفاق ستوكهولم”. لكن المليشيا تزيد من مطالبها إذ إن المجتمع الدولي يعتقد بأن رضوخه لمطالبهم سيشجعهم على تقديم تنازلات، لكن ما يحدث أن الجماعة تتشدد أكثر للحصول على مطالب أكبرلذا ارى ان جهود الوفد العماني والمبعوث الاممي لن يكتب لها النجاح لسبب بسيط لان قرار السلم والحرب ليس بيد هذه الجماعه وانما القرار مرهون بموافقة طهران ويضيف تطالب المليشيا بتوريد حسابات النفط لصرف الرواتب وفتح مطار صنعاء لجميع الرحلات وكذا فتح ميناء الحديدة وفي نفس الوقت لاتبدي تعاطيها مع اي التزام في بنود الهدنةبنود الهدنة الجديدة
بنود الهدنة الجديدة
يقول الناشط /علاء عبدالله ان التسريبات التى ظهرت خلال لقاء الوفد العماني لقادة المليشيا تضمنت شروطا جديدة لم تكن مطروحة في اروقة التفاهمات السابقة ومنها دفع رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز وفتح مطار صنعاء لجميع الرحلات وكذا ميناء الحديدة وتبادل لجميع الاسرى ومعالجة الوضع الانساني وفتح جميع الطرقات تمهيدا للدخول في عملية سياسية شاملة
ويضيف /ومع ان هذه البنود كلها تصب في مصلحة الحوثيين الا اني اجزم انهم لن يلتزموا باي بند منها ويقول ايضا ان اي مسار للتسوية لايندرج تحت المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الامن ذات الصلة ليس لها قيمة ولا معني وكذلك الوضع الانساني في البلاد يحتاج لنظرة شاملة لان اليمن يواجه أزمة إنسانية حيث يقول برنامج الغذاء العالمي بأن مستوى الجوع “غير مسبوق” عالميا ويعاني منه ملايين اليمنيين، منهم 17.4 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، يمكن أن تصل أعدادهم في حال استمرت الحرب إلى 19 مليون بحلول نهاية العام، بينما يحتاج 2.2 مليون طفل يمني دون الخامسة إلى علاج من سوء التغذية الحاد.