اليمن .. عندما يكون الجوع خيانة عظمى”1″ !!
بقلم / عبدالفتاح الحكيمي
مشهد انساني مرعب ومثير , ساحته اليمن بكل مناطقها وجهاتها , حوادث بشعة تفوق التصور وقصص الخيال , اناس ينتحرون اويقتلون أولادهم فلذات اكبادهم بوسائل مقززة شتى في مشهد موت جماعي مخيف للعائلات , والحوثيون في مناطقهم يصادرون لقمة العيش من أفواه الجائعين ويمنعون حقهم في المعونات الغذائية الضئيلة, بعد أن صارت المجاعة من الأسرار الوطنية , والكشف عنها خيانة عظمى وتقديم احداثيات واسرار لدول للعدوان ..
وبحسب التقارير الاممية الأخيرة فالحوثيون ينهبون المساعدات الغذائية ويبيعونها في الاسواق لدعم المجهود الحربي وتقاسم الفائض بين قياداتهم , ثم يقدمون بها كشوفات وهمية مزورة عن وصول المساعدات الى مستحقيها الذين نفاجأ بنعيهم الجماعي في اليوم التالي.
المضحك أن المنظمات الدولية تعلن مؤخرا عن تفشي المجاعة في اليمن بينما الناس قد وصلوا الى مرحلة الموت والانتحار الجماعي من قبل ذلك بكثير.
وإذا لم يقتل الجائع نفسه في الشمال او الجنوب فإنه قد يقتل غيره او يرتكب افعالا مخلة شنيعة أخرى , وما أكثر الجرائم الاجتماعية على أيامنا في كل مكان من السرقة الظاهرة والباطنة والقتل وتفشي ظاهرة الاتجار بالمخدرات وبيع الأجساد المضطرة لمواصلة حياتها وغيرها.
واسألوا كذلك عن أحوال الشبان الذين اضطروا حتى إلى الردة عن الإسلام والعقيدة واعتناق المسيحية مقابل 100 دولار أمريكي .. ومنهم طلاب خارج البلاد لا يجدون مصاريف التعليم كما حدث في اثيوبيا .. فكم هو الفقر والجوع كافر ومدمر لكل القيم.
عندما رفض أحد المسنين في ذمار قبل يومين ترديد الصرخة الحوثية الشهيرة اعتقلوه , ولكن عندما يصرخ الملايين من قسوة الجوع والفقر فإنهم عملاء ومرتزقة لقوى خارجية لا يستحقون الحياة.
بلغ العوز المدقع في صنعاء ونواحيها في رمضان الى أن يقف الناس طوابير طويلة من أجل نصف كيلو تمر او دقيق واسألوا أحد زملائنا الصحفيين المحترمين الذين تصدروا هذا العمل الخيري , او ذلك المحامي الذي لم يستطع في شهر الرحمة والمغفرة أن يجمع أكثر من 50 الف ريال فقط لكسوة 10 أطفال يتامى…