تقارير ومقابلات

ال30من نوفمبر.. مسيرة نضال ورحيل مستعمر

الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر / صالح يوسف

شكل عيد الجلاء الوطني 30 نوفمبر الذي نحتفل بذكراه ال”57″ اليوم، منعطفاً هاماً في مسار الحركة الوطنية اليمنية، وانتصارا للثورة المباركة 26سبتمبر و14 أكتوبر، متوجا وحدة نضال وكفاح أبناء الوطن الواحد رغم التشطير حينها، برحيل اخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، ويعتبر ذلك اليوم المجيد المحطة الأبرز تاريخياً ووطنياً للعبور إلى مرحلة التحرر والاستقلال والوحدة.
وكان انطلاق شرارة ثورة 14 من أكتوبر في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة 26 من سبتمبر، تأكيدا لواحدية الثورة ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، لتتوج سنوات الكفاح والنضال في ال30 من نوفمبر 1967م برحيل أخر جندي بريطاني واعلان استقلال جنوب اليمن حينها.
ومن بداية الثورة التي تفجرت شرارتها في الرابع عشر من أكتوبر 1962م من على قمم جبال ردفان على يد شهيد أكتوبر المناضل راجح غالب بن لبوزة.. وبين يوم إعلان الاستقلال ال30 من نوفمبر 1967م مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري اليمني الذي نحتفي اليوم بذكراه ال57 ، ينبغي ان تظل نبراسا يقتدي به كل الأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل، ليكونوا على بينة ان الحماس الثوري والتمرد على الظلم وانتزاع الحرية والكرامة لها جذورها ومنبتها العريق والأصيل.ونستلهم منها التحرر من التبعية الخارجية ضد مشاريع التقسيم ومشاريع الكهنوت والإصطفاء الإلهي المزعومة..

يوم مجيد

تعتبر ذكرى عيد الجلاء الوطني، يوما مجيدا وخالدا لكل اليمنيبن مذكرا بنضالاتهم على مر العصور ويؤكد ان اليمنيين لايقبلون الظلم والقهر والإذلال ،ورغم طول مدة الاحتلال البريطاني ،والتي استمرت 128 عاما، مارست كل اشكال القمع والارهاب بحق اليمنيين، واستخدمت كل الوسائل حتى استطاعة السيطرة على تلك المحافظات ومنها سياسة
فرق تسد، والتي تجيد استخدامها، فقامت بتقسيم المحافظات الجنوبية إلى 21 سلطنة ومشيخة، وعينت عليها سلاطين ومشائخ مواليين لها، وكانت بريطاني تحلم بالبقاء في عدن والمحافظات الاخرى نظرا للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به، والسيطرة على ميناء عدن، ولكن مع الثورات العربية التحررية التي انطلقت في اربعينيات القرن العشرين ضد الاحتلال الاجنبي البريطاني والفرنسي والايطالي، انطقت شرارة ثورة 14 اكتوبر 1963م في جنوب الوطن والتي رضخت بريطانيا واعلنت مرغمة خروجها من جنوب اليمن مهزومة مدحورة، كانت بريطاني تسعى لخلق اتحاد جديد تحت مايسمى بالجنوب العربي والذي اعلنت عن تأسيسة في عام 1959م مكون من 12 سلطنة ومشيخة، انظمت اليه فيما بعد عدن، ولكنها فشلت في ذلك، واصرت على هذه التسمية بعد ثورة 14 اكتوبر 1963م،وكانت تسعى أن يكون اسم جنوب اليمن بعد الاستقلال الجنوب العربي، بهدف تغيير هويتة اليمنية،حتى لا تتحقق الوحدة اليمنية، ليبقى اليمن مقسما إلى كنتونات صغيرة، ولكنها فشلت بفضل الله سبحانة وتعالى ثم بفضل اليمنيين الاحرار.

شرارة الجلاء

في نوفمبر عام 1967م قوت شوكة المقاومة اليمنية واشتدت سواعدها النضالية لتبطش بالاستعمار البريطاني واستولت على كافة المناطق اليمنية وألحقت ذلك بخوض معارك عنيفة مع جنود الحكومة البريطانية والتي ذاقت شر الهزيمة.
وتحت تأثير هذه الضربات الموجعة والقاسية فوجئت بريطانيا بتلقي ضربة قوية أخرى أسقطتها أرضاً وذلك عندما اشتدت حركة التظاهرات والاضطرابات والإضرابات السياسية ونتيجة لتوالي واستمرار هذه الأحداث الثورية استضافت مدينة جنيف في الـ 22 من نوفمبر وحتى الـ 27من نوفمبر عام 1967م مؤتمراً تفاوضياً بشأن استقلال الجنوب والذي انتهى بتوقيع وثيقة الاستقلال في يوم الـ 29 من نوفمبر 1967 والذي فيه شهد رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب سابقاً.
وكان يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م هو ميلاد جمهورية جنوب اليمن سابقاً وخلوها تماماً من قراصنة الاستعمار البريطاني وبذلك تكون الثورة السبتمبرية قد أنجزت وحققت أول أهدافها الثورية والمتمثل في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما..

مسيرة نضال

15 فبراير: جماهير غفيرة في عدن خرجت في مظاهرات حاشدة معادية للاستعمار البريطاني وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب (عبود) الذي استشهد أثناء معركة ضد القوات الاستعمارية في مدينة الشيخ عثمان.

8 مارس: الجامعة العربية تصدر قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في جنوب اليمن.

2 إبريل: بدون تنسيق مسبق، حدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.

3 إبريل: فدائيو حرب التحرير ينفذون عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.

20 يونيو: تمكن الفدائيون من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.

21 يونيو: ثوار الجبهة القومية يتوجون كفاحهم البطولي ضد الاستعمار الأجنبي وعملائه في إمارة الضالع بالسيطرة على عاصمتها ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم علي احمد ناصر عنتر.

12 أغسطس: الجبهة القومية تسيطر على مشيخة المفلحي بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.

28 سبتمبر: تأسيس إذاعة المكلا التي انطلقت باسم “صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”.

5 نوفمبر: قيادة الجيش الاتحادي في جنوب الوطن المحتل تعلن وقوفها إلى جانب الثورة ودعمها للجبهة القومية، بعد أن باتت غالبية المناطق تحت سيطرتها.

14 نوفمبر: وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) يعلن أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً.

21 نوفمبر: بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.

26 نوفمبر: بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن، ومغادرة الحاكم البريطاني هامفريتر يفليان.

29 نوفمبر: جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن.

30 نوفمبر: إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم.

30 نوفمبر: صدر في عدن قرار القيادة العامة للجبهة القومية، بتعيين قحطان محمد الشعبي، أمين عام الجبهة، رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين.

الدفاع عن المكتسبات

وخلاصة القول ان ذكرى عيد الجلاء ال30نوفمبر والثورتين 14من اكتوبر ،و26سبتمبر تدعونا نحن اليمنيين الى الحفاظ على المكتسبات الوطنية وان يقف الجميع احزاب وقوىسياسية وحكومة ومواطنين بوجه كل محاولات إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء،وكل محاولات الإنقسام والمشاريع الضيقة وفي مواجهة الإمامة الحوثية التي تسعى اليوم لإحياء الحكم الإمامي، وارجاع اليمن الى عصور الظلام والتشطير.
ولابد ان تستلهم محطات هذه الثورة المجيدة وتذكر انها ليست مجرد ذكرى تاريخية نتوقف عندها، بل هي قصة كفاح مستمر لبناء اليمن الجديد الذي نحلم به، مؤكداً أن اليمن بفضل تلك الذكرى ، فتح صفحة جديدة من تاريخه، والواجب علينا أن نحافظ على تلك المكتسبات ونمضي قدماً لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والتنمية والعدالة، داعياً كافة أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول القيم الوطنية التي أرستها الثورات اليمنية ، والاستمرار في الدفاع عن مبادئها، والتطلع إلى مستقبل يعم فيه السلام والرخاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى