اوبك تسعى لخفظ إنتاج النفط بفعل تباطؤ النمو الإقتصادي
الرشادبرس/اقتصاد
قال محللون اقتصاديون ان تحالف أوبك+، والذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، سيضطرالى التخفيظ من معروض النفط إما إلى تأجيل خطط ضخ المزيد من النفط أو قبول أسعار أقل مقابل زيادة المعروض.
وقال جاري روس الرئيس التنفيذي لشركة بلاك جولد إنفستورز والخبير المخضرم في شؤون أوبك « في ظل الظروف الحالية وسط مخاطر الركود الكبيرة، فمن غير المرجح أن يمضي أوبك+ قدما في الزيادات المخطط لها في أكتوبر».
وهبطت أسعار النفط الخام إلى ما دون 80 دولارا للبرميل في أغسطس آب، وهو أقل من السعر الذي تحتاجه معظم الدول الأعضاء في أوبك+ لتحقيق التوازن في موازناتها المالية.
وقال نيل أتكينسون المحلل المستقل الذي عمل سابقا في وكالة الطاقة الدولية إن «الطلب على النفط ينطوي بالتأكيد على مخاطر بالهبوط»، مشيرا إلى المخاوف بشأن الاقتصادين الصيني والأمريكي.
وأضاف «من الصعب جدا أن نرى كيف يمكن للأسعار أن ترتفع بشكل كبير إذا جاء نمو الطلب أبطأ مما كنا نعتقد»، مضيفا أنه يتوقع أن يقرر تحالف أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج مؤقتا.
وأظهرت بيانات رسمية امس أن واردات الصين من النفط الخام بلغت 10.89 مليون برميل يومياً خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بانخفاض 2.4 في المئة على أساس سنوي.
ويؤثر تراجع استهلاك الصين من الديزل، مع نمو استخدام الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المُسال، على الطلب المحلي على الوقود، إلى جانب تعثر الاقتصاد تأثرا بأزمة مطولة في قطاع العقارات.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع استهلاك النفط هذا العام حتى يوليو تموز بنحو 220 ألف برميل يومياً على أساس سنوي إلى 20.25 مليون برميل يومياً في المتوسط، وفقا لحسابات لرويترز تستند إلى تقديرات حكومية. وسيتطلب الأمر تسارع نمو الطلب للوصول إلى توقعات الحكومة لعام 2024 بمتوسط 20.5 مليون برميل يومياً.
ومن الصعب قياس ما إذا كان الطلب العالمي على النفط سيصل إلى المستويات المرتفعة اللازمة لاستيعاب الإمدادات الإضافية هذا العام، وذلك بسبب التباين القياسي في المستويات التي يقيس بها أبرز المحللين في العالم المعنيين بالطلب على النفط، في أوبك ووكالة الطاقة الدولية، الطلب حتى الآن.
وهناك فجوة زمنية في بيانات استهلاك النفط، وكثيرا ما يتم تعديل الأرقام الأولية. وهذا يجعل الخبراء يدرجون أفضل التقديرات في عدد من توقعاتهم للطلب.
وتتوقع أوبك نمو الطلب العالمي على النفط الخام بنحو 2.15 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2024، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب بنحو 735 ألف برميل يومياً. وتقدم وكالة الطاقة الدولية المشورة للدول الصناعية بشأن سياسات الطاقة. ولم يحدث تغير يذكر في تقديرات أوبك لنمو الطلب في النصف الأول من العام منذ بداية 2024 تقريبا، بينما خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب في النصف الأول مقارنة مع 1.19 مليون برميل يومياً في توقعات يناير كانون الثاني.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى انكماش استهلاك الصين في الربع الثاني، في حين تشير تقديرات أوبك إلى ارتفاعه بأكثر من 800 ألف برميل يومياً. وتشكل الصين أحد الأسباب الرئيسية وراء الاختلاف في التوقعات للعام بأكمله، وكذلك للنصف الأول.
وإن صحت توقعات أوبك للطلب في النصف الأول، فإن النمو العالمي بحاجة إلى أن يتسارع قليلا في النصف الثاني. لكن إذا صحت تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فيجب أن يزداد الطلب سريعا.
وعادة ما يكون النصف الثاني من العام هو الفترة التي يصل فيها الاستهلاك إلى أعلى مستوى له لأن النمو الاقتصادي العالمي يزيد الطلب على النفط ولأنه يشمل مواسم ذروة القيادة والحصاد في نصف الكرة الشمالي والتسوق استعدادا لفصل الشتاء.
ولكي يصل نمو الطلب إلى توقعات أوبك للعام بأكمله، يتعين أن يتسارع إلى ??2.30 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال النصف الثاني، وفقا لحسابات رويترز. ولا بد أن ينمو الطلب بواقع 1.22 مليون برميل يومياً في النصف الثاني ليصل إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية للعام بأكمله. ومن المقرر أن تحدث أوبك ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب الأسبوع المقبل.
أكدت أوبك+ الأسبوع الماضي عزمها بدء زيادة الإنتاج اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول مع التحذير من إمكانية تأجيل هذه الخطة أو إلغائها إذا لزم الأمر.
وتستند الزيادة إلى التوقعات بأن الطلب سيتوافق مع تقديرات أوبك، وهو ما من شأنه أن يزيد الطلب على النفط من المنظمة المنتجة وحلفائها. وتضخ أوبك+ أكثر من 40 في المئة من النفط الخام في العالم.
وإذا تحققت توقعات أوبك بشأن الطلب، من المتوقع أن يصل الطلب على الخام من دول أوبك+ إلى 43.9 مليون برميل يومياً في الربع الأخير ارتفاعا من 40.8 مليون برميل يومياً في يونيو حزيران مما يسمح نظريا بزيادة الإنتاج.
وقال مصدر مقرب من أوبك+ إن التحالف أمامه شهر لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيبدأ زيادة إنتاج النفط اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول وإنه سيدرس بيانات سوق النفط في الأسابيع المقبلة.
وعبر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أمين الناصر يوم الثلاثاء عن توقعاته بأن يتراوح النمو بين 1.6 مليون ومليوني برميل يومياً في النصف الثاني من العام.
وقال مصدران في أوبك إنه لم يتضح ما إذا كان الطلب سيرتفع بالسرعة اللازمة لتلبية توقعات أوبك للربع الثالث. ولم ترد المنظمة على طلب للتعليق.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن تباطؤ النمو الاقتصادي والتحول نحو السيارات الكهربائية في الصين غيرا المفاهيم بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي قاد لسنوات الارتفاعات العالمية في استهلاك النفط. وترى أوبك أن النمو القوي سيستمر.
وتظهر المؤشرات الأولية لواردات الصين من النفط الخام في أغسطس آب، مثل تلك التي أوردتها شركة كبلر لتحليل البيانات، انتعاشا طفيفا مقارنة بيوليو تموز. وقال متعاملان في مشتريات الصين من النفط الخام من غرب أفريقيا إن الطلب على النفط تحميل أغسطس آب كان ضعيفا.
ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن يتجاوز الطلب العالمي على السفر هذا العام مستويات عام 2019 رغم أنه قال في يونيو حزيران إن السفر الدولي في آسيا وخاصة في الصين لا يزال ضعيفا.
وقال مصدر في شركة لتجارة النفط «العوامل الرئيسية التي أشار إليها الجميع لنمو الطلب هي الطلب على السفر والصين.
وأضاف أن الطلب الصيني لم يكن كبيرا وأن الطلب على النفط الخام في أوروبا معقول لكنه لم يتعاف تماما (من الجائحة)».
وثبتت صعوبة قياس الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأظهرت تعديلات لبيانات رسمية الأسبوع الماضي أن الطلب في مايو أيار بلغ أعلى مستوى له منذ أغسطس آب 2019. وتوقعت جهات مستقلة لتتبع البيانات وتقديرات سابقة أن يكون الطلب دون مستويات العام الماضي.
كما قد يؤدي ورود بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة إلى مشكلات في أسواق النفط وخاصة الديزل. ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة، انخفض الطلب الأمريكي على الديزل بنحو أربعة في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مقارنة بعام 2023.
المصدر: رويترز